Skip to content

30/12/22

حصاد ٢٠٢٢.. المنطقة بين مطرقة الحرب وسندان تغيُّر المناخ

1 (183)
جمع كريم من حضور الفاعلية السنوية للشبكة في ديسمبر 2022 حقوق الصورة:SciDev.Net

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

خفتت أصداء أزمة جائحة كوفيد-19 مع بدايات عام 2022، التي تركت بصماتها الواضحة على العديد من القطاعات في جميع دول العالم لا سيما القطاع الصحي، إذ زجت تكاليف الرعاية الصحية بأكثر من نصف مليار شخص حول العالم إلى الفقر المدقع، وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حمَّلت الأزمة القارة السمراء أعباءً وهمومًا على همومها التي لا تكاد تنفك.

وعمت آثار الجائحة القطاع الزراعي أيضًا في معظم بلدان الإقليم، ما تسبب في أزمة أمن غذائي واضحة بالإقليم، إذ أثرت على قدرات بعض الدول في توفير الغذاء للسكان إبَّان تفشِّي المرض في عامي 2020-2021، فالبعض زرع وسقى وحصد والبعض لا.

وما كاد العالم يلتقط أنفاسه من تبعات كوفيد-19، ليبدأ مرحلة التعافي من آثار تلك الجائحة، حتى انهالت عليه الحرب الروسية الأوكرانية بتداعياتها الاقتصادية المدمرة، وأغلقت دائرة النار حول المنطقة وأتت على أقوات العربان، مهددةً الأمن الغذائي في العديد من دول المنطقة، التي كانت تركن بشدة إلى واردات القمح من روسيا وأوكرانيا.

وفاقم تغير المناخ أيضًا من أزمات المنطقة، إذ تصدَّرت منطقة الشرق الأوسط المناطق التي تواجه تداعياتٍ اقتصاديةً وماديةً بسبب تغيُّر المناخ، ما ألهب المنطقة وهدد اقتصاداتها.

تسبَّب تغير المناخ في جيَشان الأمراض المُعدية، إذ أشارت دراسة حديثة إلى أن 58% من الأمراض تفاقمت بتغيُّر المناخ، وأدى دورًا كبيرًا في تفشي الكوليرا ببعض دول المنطقة على نحوٍ غير مسبوق، ففي لبنان الذي لم يشهد أي إصابات بالكوليرا منذ ثلاثة عقود تقريبًا، ظهرت ”فاشية كوليرا فتاكة“، دقت ناقوس الخطر في المنطقة.

وتأثرت بعض دول المنطقة تأثرًا مباشرًا بالتغيرات المناخية، فظهر ضرر حرائق الجزائر وتونس في البر والبحر، وأشارت أصابع الاتهام إلى تغيُّر المناخ والاحترار والجفاف، وتعاظم هبوب العواصف الغبارية وتزايدت وتيرتها في المنطقة، كما اجتاحت الفيضانات العديد من دول المنطقة، لا سيما اليمن الذي غمرته مياه الأمطار، وأتت على طوائف النحل فيه بالجرف المباشر، كما تأثرت مواسم زراعة الزيتون في العديد من دول المنطقة هذا العام بسبب آثار تغيُّر المناخ، وهجر مزارعو الزيتون زراعته في بعض المناطق.

وأفردت الشبكة تغطيةً خاصةً لقمَّة المناخ كوب 27، التي عُقدت هذا العام في مصر، من خلال إضاءة خاصة بعنوان: ’كوب أفريقيا.. قمة أزمة‘.

وفي ظل تغطيات شبكة SciDev.Net لكل تلك الأزمات وتداعياتها على المنطقة، حرصت الشبكة على تسليط الضوء على ما أفرزته تلك المحن من منح في بعض دول المنطقة، إذ التفت بعض الدول إلى ضرورة زيادة الإنتاج المحلي من الغذاء وخفض الواردات، فعملت الجزائر على تدشين بنك بذور وطني، لتعزيز أمنها الغذائي وخفض فاتورة الاستيراد.

وفي تونس حصد الفلاحون في بداية شهر نوفمبر الماضي محصول القمح المزروع من بذور تونسية أصيلة، ضمن مبادرة محلية لإعادة استخدام البذور المحلية، لكونها أكثر ملاءمةً للبيئة التونسية ولمناخ البلد، وإنتاجيتها أكثر.

واختتمت الشبكة عام 2022 بفعاليتها السنوية التي أقيمت يوم 21 ديسمبر الجاري بالقاهرة، تحت عنوان: ’الأمن الغذائي في المنطقة.. كيفية مواجهة التحديات المستقبلية‘، لتأكيد أهمية القضية، من خلال جلسة نقاشية ضمت خبراء من الإقليم في مجال الأمن الغذائي، في حضور أكاديميين وباحثين وأصحاب المصلحة وصناع القرار المعنيين بالقضية، بالإضافة إلى جهات إعلامية، لمناقشة وضع المنطقة الحالي والأزمة التي تواجهها في مجال الأمن الغذائي، والتحديات المتوقعة خلال العام المقبل ومناقشة الحلول الممكنة.

ستسعى الشبكة خلال عامها المقبل 2023، إلى تسليط الضوء على قضية الأمن الغذائي في المنطقة، فثمة مجاعة عالمية تلوح في الأفق مع ارتفاع أسعار الغذاء، استطلعت الشبكة ملامحها من خلال تحقيق معمق بدول الجنوب النامي، وأثر تلك الأزمة بالمنطقة سيتجاوز مجرد رفع الأسعار.

هذا الموضوع أُنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا