Skip to content

15/10/23

“لا ماء، لا غذاء، لا كهرباء، لا مكان آمن في غزة”

FO2A5288
أهالي غزة يشحنون هواتفهم الجوالة من نقاط تعمل بالألواح الشمسية حقوق الصورة:SciDev.Net

نقاط للقراءة السريعة

  • أهل غزة الآن في ظلام وجوع وعطش وتشرد وقصف وموت وأنين وجراح وضياع
  • أهل غزة المنكوبة يطالبون المنظمات الدولية والأممية بالتدخل السريع
  • جثث الشهداء تحفظ في ثلاجات شاحنات الآيس كريم

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[رام الله] نفذت إسرائيل تهديداتها، إذ قطعت إمدادات المياه والكهرباء والمحروقات عن غزة، بل منعت دخول شاحنات الإغاثة من مصر عبر معبر رفح، ما زاد الأحوال سوءًا في القطاع الذي يرزح تحت حصار خانق منذ عام 2007.

كان وزير الطاقة الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، قد ذكر في بيان له يوم الخميس الماضي: ”لن نسمح بدخول الموارد الأساسية أو المساعدات الإنسانية إلى غزة، ولن يتم تشغيل مفتاح كهربائي ولن يُفتح صنبور مياه ولن تدخل شاحنة وقود“.

وفي محاولة لرصد السبل التي يلجأ إليها أهالي القطاع ليبقوا على قيد الحياة، تواصلت شبكة SciDev.Net مع بعض الأهالي ممن تسنى الوصول إليهم داخل قطاع غزة.

في ساحة مجمع الشفاء الطبي غربي قطاع غزة، وهو أكبر مستشفيات القطاع، تعيش عائلة الفلسطيني أمجد ماجد، ويقول: ”نفترش الأرض ونلتحف السماء، خرجنا من بيوتنا دون أن نحمل سوى بعض المستلزمات الأساسية الخفيفة“.

ويضيف: ”نوفر الغذاء للأطفال والنساء، قدر الإمكان، وفي غالبيتها مواد غذائية حملناها معنا عند النزوح، ولكنها لن تكفي بضعة أيام“.

أما مياه الشرب فيحصل عليها ماجد وأسرته من المجمع، ولكنها قليلة ”بالكاد تكفي حاجة الأسرة للشرب“، مشيرًا إلى أنه لم يتناول إلا القليل من المياه والطعام منذ أيام.

”الكثير من الرجال لا يجدون مكانًا للنوم، يبقون جالسين أو واقفين من شدة الاكتظاظ هنا“، وفق ماجد.

أهالي غزة يصطفون للحصول على المياه من خزانات المياه في ظل انقطاع إمدادات المياه عن القطاع

أما أم يوسف (44 عامًا) من بيت لاهيا شمال قطاع غزة، فتقول: ”قبل الأحداث الجارية كنا نحصل على المياه من الآبار، التي تعطلت تمامًا الآن بسبب انقطاع الكهرباء؛ إذ كان عملها معتمدا على مولدات لضخ المياه منها، والآن لا ماء ولا كهرباء منذ أكثر من 5 أيام“.

وتستطرد أم يوسف: ”يصلنا ماء من خط البلدية لمدة ساعتين فقط في اليوم، وتكون ضعيفةً جدًّا“.

أما عن الغذاء فتشير أم يوسف إلى اعتمادهم الكامل على المواد الغذائية المحفوظة (المعلبات) نظرًا لتوقف الثلاجات تمامًا بسبب انقطاع الكهرباء، فلا خضراوات أو أغذية طازجة، وتقول: ”المتاح من الخضراوات غالٍ جدًّا الآن، فالمزارعون لا يستطيعون الوصول إلى أراضيهم الزراعية خوفًا من القصف“.

أم يوسف -التي تسنَّى الاتصال بها عبر هاتفها الجوال- تشير إلى أنها وأسرتها يعمدون إلى شحن هواتفهم الجوالة من منزل مجاور يعتمد على ألواح الطاقة الشمسية للتزويد بالكهرباء.

تقول أم يوسف: ”جميع أفراد العائلات المحيطة بهذا المنزل يذهبون لشحن هواتفهم الجوالة، وبطاريات صغيرة لتوفير الإضاءة ليلًا“، في ظل الانقطاع التام للكهرباء، بعد أن توقفت محطة الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة عن العمل يوم الأربعاء الماضي بعد نفاد الوقود.

أيضًا في خان يونس جنوبي القطاع يشحن الفلسطينيون هواتفهم من نقطة تعمل بالألواح الشمسية يوفرها لهم صاحب متجر للأجهزة الكهربائية.

من جانبه يؤكد هاني عمر (33 عامًا) من سكان مدينة غزة: ”نعيش منذ أيام دون كهرباء ولا مياه صالحة للاستخدام الآدمي، وشح في المواد الغذائية، والناس يتقاسمون ما لديهم للبقاء على قيد الحياة“.

ذكر برنامج الأغذية العالمي في بيان له أنه في حين أن معظم المحلات التجارية في المناطق المتضررة في فلسطين تحتفظ حاليًّا بمخزون من المواد الغذائية يكفي لمدة شهر، إلا أن هذا المخزون معرض للاستنزاف بسرعة مع لجوء الناس إلى التخزين خوفًا من صراع طويل الأمد، كما يؤدي انقطاع الكهرباء إلى خطر تلف الطعام.

وباتت شاحنات المواد الغذائية، أولى بها الجثث، خاصةً مع اكتظاظ المستشفيات بالشهداء، ففي مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة اضطروا إلى استخدام شاحنات الآيس كريم كثلاجات مشارح مؤقتة.

يصف سلامة معروف -رئيس المكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة- الوضع الحالي في غزة بأنه ”مأسوي للغاية“، ويقول: ”لم يتم إمدادنا لا بالدواء ولا الماء ولا الغذاء ولا الوقود“.

ويستطرد: ”مبانٍ وأحياء كاملة في كافة أرجاء القطاع  تحولت إلى دمار، لا مكان آمن في غزة“.

وحذر معروف من انتشار الأوبئة من جرَّاء عدم تمكُّن البلديات من تقديم الخدمات لتضرر شبكات المياه والكهرباء، الذي يدفع نحو وجود مخاطر صحية متصاعدة في قطاع غزة، خاصةً في ظل النزوح الجماعي الكبير نحو جنوب القطاع.

 يقول معروف للشبكة: ”كل معالم مشهد الحياة في غزة تشير إلى أن قطاع غزة منكوب، ويعيش ظروفًا غير إنسانية“.

يقول محمد المغير، مدير إدارة الأمن والسلامة في الدفاع المدني بغزة:”“نفقد كل مقومات الحياة في غزة ونناشد المنظمات الدولية والأممية بالتدخل السريع“.

ويختتم عمر: ”استمرار الحرب يعني الموت، إما من القصف أو من نقص المياه ومن الجوع أو من المكاره الصحية المرتقبة“.

أكثر الذي مضى كان عن الماء والغذاء والكهرباء، أما الأمن، فما لا ينقطع، منذ الأحد الماضي، من الغارات الجوية والقصف المدفعي والصاروخي شديدي العنف جوًّا وبحرًّا، قد حصد حتى الآن ما يزيد عن 2600 شهيد بينهم ألف طفل، وأكثر من 9600 جريح مصاب، وفق ما أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.