Skip to content

04/10/22

الأمطار والفيضانات الماضية باليمن نفعت قليلًا والقادمة تفسد كثيرًا

DSC_9694_result
حقوق الصورة:The International Committee of the Red Cross

نقاط للقراءة السريعة

  • بمياه الموجة الماضية تغذت الخزانات تحت السطحية وأُحييت أراضٍ ميتة وزادت الغلة وأُنضجت ثمار
  • لكن الأمر لم يخلُ من فساد بعض المحاصيل وانجراف تربات وإجهاد مائي للمزروعات
  • وأخطار القادمة قد تشمل ظهور أوبئة وآفات وجراد، وضررًا للنازحين

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[صنعاء] حذرت الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد في اليمن من أمطار غزيرة متوقع هطولها على عدد من المحافظات، تهدد بحدوث موجة جديدة من الفيضانات.

وفي ظل التحولات الجذرية ’شديدة الخطورة‘ التي يشهدها المناخ، فإن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) دعت قبل أيام إلى التأهُّب لمواجهة مخاطر الفيضانات المتوقعة في اليمن.

ومع استمرار ويلات تغيُّر المناخ في التأثير على المجتمعات الزراعية رجحت المنظمة الأممية هطول الأمطار على نطاقٍ واسع، منذرةً بزيادة الإصابة بالأمراض المنقولة بالمياه وظهور الآفات الزراعية الخطيرة.

وللأسف فإن هطول أمطار غزيرة بعد مدة زمنية قصيرة من الأمطار شديدة الغزارة التي هطلت خلال شهري أغسطس وسبتمبر الماضيين ”يحول دون السماح بتشرُّب التربة للسيول، ويهدد بفيضانات كبيرة“، وفق وجيه المتوكل، مدير عام الإنتاج النباتي بوزارة زراعة الحوثيين في صنعاء.

يقول المتوكل لشبكة SciDev.Net: ”الأمطار خلال الموسم الربيعي كانت شحيحةً جدًّا أو بالأصح معدومة، أما الموسم الصيفي الخريفي فكانت أمطاره شديدة الغزارة“.

ويُردف: ”وللمسألة وجهان أحدهما حلو والآخر مر“.

ويوضح المتوكل: ”صحيحٌ أنها أثْرت التربة وزادت خصوبتها بعد جفاف امتد لأشهر، إلا أن لها أضرارًا كثيرة، أبرزها جرف الترب الزراعية في الوديان وضفاف الوديان بكمياتٍ كبيرةٍ جدًّا“.

ويُعدِّد المتوكل أوجه الاستفادة ”الكبيرة“ من تلك الأمطار الغزيرة قائلًا: ”مزارعو الحبوب المطرية خاصة، استغلوا الفرصة وزرعوا مساحات شاسعة، حتى إن بعض الأراضي التي لم تكن صالحةً للزراعة ولم تُزرع من قبل مثل الكثبان الرملية وأراضٍ صحراوية في سهل تهامة، جرت زراعتها بعد أن تشبَّعت بالمياه“.

والفائدة الأكثر أهميةً هي تخزين المياه تحت السطحية، خصوصًا عند أولئك المعتمدين على الآبار اليدوية، وأصحاب السدود والحواجز الصغيرة والبرَك القديمة في الأرياف.

وجاءت زيارات المتوكل للحقول الزراعية في بعض المحافظات الشمالية في أثناء موسم الأمطار وبعده كاشفةً عن ”ارتفاع مؤشرات الغلة في بعض المحاصيل، خصوصًا الحبوب والبقوليات“.

ويضيف المتوكل: ”أيضًا المناطق الزراعية المعتمدة على الأمطار والواقعة ضمن المرتفعات الجبلية الشمالية والغربية استفادت من الأمطار الغزيرة، حيث ارتوت التربة بالماء اللازم لاكتمال نضج محاصيل البن في تلك المدرجات“.

لكن ثمة مخاوف من إفساد ما جرت زراعته بالأمطار السابقة من جرَّاء إجهاد مائي تسببه الموجة الجديدة من الأمطار الغزيرة والفيضانات.

ويُرجع محمد مهيوب -مدير الحملات الوطنية بوزارة الزراعة في صنعاء- ما حدث من انجراف مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية الخصبة إلى عدم الاهتمام بإنشاء السدود الكبيرة والحواجز التي من شأنها حماية هذه المساحات والاستفادة من المياه الفائضة على مدار العام.

يقول مهيوب لشبكة SciDev.Net: ”تدهورت البيئة الطبيعية كثيرًا بإجهاد مائي في بعض المناطق الزراعية التي تعرضت النباتات فيها للجفاف الشديد ثم نسبة عالية من المياه، ما تسبَّب في حدوث اختناق للجذور والإضرار بالمحاصيل، خصوصًا في المناطق المنخفضة“.

في منطقة بني حُشَيش شمال شرق العاصمة صنعاء، يُبدي المزارع محمد الفقيه أسفه للخسارة الكبيرة التي مُني بها من جرَّاء الأضرار التي لحقت بمحصوله من العنب، ”لقد تشبعت حبات العنب بالمياه وفقدت قيمتها السوقية“.

الفقيه لا يعلم شيئًا عن ’الإجهاد المائي‘، فما يهمه فقط أن محصوله كان قد دخل مرحلة النضج، وعندما هطل المطر غزيرًا تسبَّب في حالات مرضية مثل ضمور العنب وعفن الثمار وأمراض أخرى.

من جهته أكد وليد الجرادي –مسؤول الدراسات السوقية للمحاصيل بوزارة الزراعة- أن الأمطار أثرت تأثيرًا مباشرًا على الكثير من المحاصيل الورقية ومزارع البطاطا، بعد أن جرفت أو طمرت مزارعها، ما أدى إلى فاقد كبير وخسارة هائلة للمزارعين، فضلًا عن نفوق الكثير من الثروة الحيوانية.

وقال الجرادي للشبكة: ”إن الكثير من محاصيل الحبوب فسدت أيضًا بسبب زيادة نسبة المياه، الأمر الذي يزيد مخاوف استمرار تهاوي زراعة الحبوب لتنخفض إلى نحو 300 ألف طن سنويًّا“.

كذلك حذر المتوكل من أن الأمطار وفرت بيئاتٍ مناسبةً لانتشار الأمراض والآفات المهاجرة بكميات كبيرة جدًّا، مثل دودة الحشد الخريفية، التي ظهرت في المرتفعات الشمالية بدءًا من صعدة والجوف، وهي المرة الأولى التي تظهر فيها بهذا الشكل في تلك المناطق.

”وثمة احتمالات كبيرة بظهور فورات كبيرة من الجراد الصحراوي، الذي وفرت له الأمطار الغزيرة بيئةً مواتيةً مثالية، ومنحته درجة الحرارة والرطوبة والغطاء النباتي المناسب، خصوصًا المحاصيل النجيلية“، وفق مهيوب، مدير المركز الوطني لمراقبة ومكافحة الجراد الصحراوي.

”والمحاصيل النجيلية تمثل أيضًا جسرًا أخضر لانتشار الأصداء التي تصل إلى اليمن عبر الرياح من القرن الأفريقي“.

يتحدث مهيوب أيضًا عن أمراض وبائية خطيرة، مثل البياض الزغبي في محاصيل الخضار، واللفحة المتأخرة في الطماطم وبعض المحاصيل الأخرى.

”إنها آفات خطيرة جدًّا على الأمن الغذائي، وتتطلب من فرق المكافحة العمل الدؤوب للوقوف في وجهها والحيلولة دون وقوع الخطر“.

ومع احتمال نشاط إعصار في الشمال الشرقي لبحر العرب، يُبدي منسق إدارة الكوارث في جمعية الهلال الأحمر اليمني عبد الله العزب مخاوف كبيرة من تحوُّل تجمعات النازحين وكذا الأحياء النائية ومناطق البناء العشوائي في المدن إلى مستنقعات وبؤر لنواقل العدوى وظهور جائحات وبائية في تلك المناطق.

وحذر خالد المؤيد -مدير عام برنامج الترصد الوبائي بوزارة الصحة اليمنية في صنعاء- من أن تتسبب موجة الأمطار الماضية والموجة المتوقعة في ارتفاع معدل انتشار الأمراض الموسمية والأمراض المنقولة بالمياه، مثل الكوليرا وحمى الضنك والملاريا.

يقول المؤيد: ”النظام الصحي لدينا منهار بسبب الحرب، ومع ذلك لا بد أن نكون مستعدين لدعم السكان الذين أصبحوا أكثر تعرُّضًا للمخاطر البيئية والصحية بسبب تلك الكوارث الطبيعية“.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا