Skip to content

12/02/24

الزراعة الصحراوية بمصر.. لحن جديد يواكب العصر

49501727_a9b6f8e102_o
جانب من المتحدثين في ورشة عمل الزراعات الصحراوية المتكاملة بأحد فنادق القاهرة في مصر حقوق الصورة:shoveling_ferret. CC license: (CC BY-NC-ND 2.0 DEED).

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

”ليس لدينا الوقت لنبدأ من جديد، سننفذ فكرتنا بالبناء على ما هو متاح“، كان هذا رد علي أبو سبع -المدير العام للمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا)- على سؤال وجهته له شبكة SciDev.Net، حول فلسفة مشروع جديد للزراعة الصحراوية في مصر، تم إطلاقه يوم 5 فبراير الجاري.

يهدف مشروع ’الزراعة الصحراوية المتكاملة من أجل سبل عيش قادرة على الصمود‘ إلى زيادة اعتماد الزراعة الصحراوية المتكاملة؛ لضمان الأمن الغذائي والمائي في ظل التغير المناخي، بالإضافة إلى خلق فرص عمل للشباب والنساء، والحد من الهجرة الناجمة عن التغيرات المناخية.

يقول أبو سبع وهو يشير إلى مجموعة من الصور لتجارب نفذتها مراكز أبحاث مصرية معنية بالزراعة: ”هذه خبرات تشكلت خلال عشرات السنين، ودورنا من خلال هذا المشروع إعادة تدوير هذه الخبرات بلمسة تكاملية، مع إضافة بعض التكنولوجيات العصرية“.

وكانت هذه الرؤية للمشروع -الممول من الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية وسفارة إسبانيا في مصر- قد تشكلت بعد أن أجرى مركز إيكاردا مسحًا شاملًا لتلك الخبرات والتجارب، فكان التفكير أن تكون إدارة المشروع بمنزلة الأوركسترا، تقود مجموعةً من العازفين وتوجههم، كلٌّ في مجال تخصصه، مع إضافة آلات جديدة، للخروج بلحن جديد ومختلف، يتناسب مع العصر الحالي.

ولفت أبو سبع إلى أن مصر كانت لها تجارب في اتجاه الصحراء، ولكنها لم تحقق المردود الاقتصادي المناسب، بسبب التركيز على تطوير تقنيات معينة بمعزل عن باقي المنظومة الزراعية، ”وهذا ما سنعالجه في هذا المشروع، مستفيدين من خبرات المراكز البحثية، لتحقيق نهج زراعي متكامل“.

ويعتمد النهج الزراعي المتكامل -الذي يشير إليه أبو سبع- على دمج إنتاج المحاصيل وتربية الماشية والمكونات الأخرى بطريقة تبادل المنفعة والتفاعل الإيجابي بينها، مع تقليل التأثيرات البيئية.

ولا يخترع هذا النهج العجلة من جديد، لكنه سيروِّج لمشروعات تحقق التكامل بين العناصر المختلفة، باستغلال التكنولوجيات المتاحة، مع إضافة أخرى جديدة، كما يقول علاء الدين حموية، الممثل الإقليمي لمركز إيكاردا في مصر.

أحد المشروعات التي تعبر عن هذا النهج، تلك التي تعتمد على التكامل بين الثروة السمكية وإنتاج المحاصيل، إذ تجري الاستفادة من مخلفات تربية الأسماك، لتعزيز خصوبة التربة في الصوب الزراعية، ويتم إنتاج المحاصيل بأقل كمية من المياه عبر نظام جديد يعتمد على ”تبريد الجذور“.

المشروع -كما يقول علاء الدين عابدين، نائب رئيس المركز القومي لبحوث المياه، لشؤون الخطة البحثية، لشبكة SciDev.Net– سيستهدف عددًا من المزارعين من ذوي الحيازات المتوسطة، في محافظات أسوان، وسوهاج، وقنا، والوادي الجديد، والبحيرة، وسيكون بمنزلة ”نموذج مصغر“ لاستخلاص الخبرات والتجارب، التي يمكن أن تفيد صانعي القرار في تنفيذ المشروع على نطاقٍ أوسع.

ويُثني إبراهيم شلبي -أستاذ الإرشاد الزراعي بكلية الزراعة بجامعة الزقازيق- على فكرة المشروع، لكنه يؤكد ضرورة التدريب الجيد للمزارعين، وتوفير الإرشاد الزراعي الدائم لهم.

”كثير من المشروعات ذات الأفكار البراقة يفشل بعد أن يصطدم على أرض الواقع بعدم قدرة المزارعين على استيعاب الأفكار الجديدة، وهي المشكلة التي تجب معالجتها وإعطاؤها المزيد من الاهتمام“.

هذه الملحوظة تعكس أهمية تحقيق التوازن بين الابتكار والتدريب لضمان تحقيق النجاح.

ومن جانبه، يؤكد حموية أن الإرشاد الزراعي سيكون في صلب المشروع، وسيتضمن ”العروض والتدريبات الميدانية، ومقاطع فيديو إرشادية من مزارعين إلى مزارعين، وتدريب مدربين، وتدريبًا موجهًا، وورش عمل لتبادل الخبرات“.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا