Skip to content

10/03/24

من سطح منزله.. منحته الزراعة المائية شغلًا وقوتًا

418352818_1141570070601059_8659707764292385250_n
تجربة الزراعة المائية في مخيم جرش بالأردن حقوق الصورة:Tarek Alhmidi/ SciDev.Net

نقاط للقراءة السريعة

  • تجربة الزراعة المائية في مخيم جرش تحيل مهنة إدريس من الصيدلة إلى الزراعة
  • الزراعة في الماء قد تسهم في محاربة الجوع، وتحقيق الأمن الغذائي، وتقليل استهلاك المياه
  • ثمة مَن يرى لها جدوى على المستوى الفردي، ولا تنجح على المستوى الوطني، وهناك مَن يراها جديرةً بالتعميم

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

في قلب مخيم جرش المكتظ باللاجئين والنازحين في الأردن، حيث معاناة الفقر والبطالة، رفض الصيدلي الشاب إدريس أبو صالح أن يكون مجرد رقم في قائمة العاطلين عن العمل، ليقوده البحث عن الرزق إلى الزراعة، محولًا سطح المنزل إلى وحدةٍ زراعيةٍ مُدرةٍ للدخل.

بعد تخرّجه في كلية الصيدلة، واجه أبو صالح عقبات القوانين، التي لا تسمح للغزيين الذين لا يحملون الجنسية الأردنية بممارسة بعض المهن، بما في ذلك مهنة الصيدلة، لكنه لم يستسلم، وبدأ رحلة البحث عن بدائل.

يقيم أبو صالح في مخيم جرش، المعروف محليًّا أيضًا بمخيم غزة، على بُعد ٥١ كيلومترًا إلى الشمال من العاصمة عمان، وخلال جائحة كوفيد-19، التي شهدت إغلاقاتٍ واسعةً في الأردن، دفعه فائض الوقت إلى البحث في الإنترنت، حتى هُديَ إلى مقطع فيديو عن الزراعة المائية بنظام ’الأكوابونيكس‘، مما أثار اهتمامه ودفعه لتجربتها.

الأكوابونيكس هو نظام زراعي يستغني عن التربة ويجمع بين زراعة النباتات وتربية الأسماك، ويعتمد الماء وسيلةً لنقل المغذيات من هذه لتلك، وهو نهج مبتكر ومستدام لإنتاج الغذاء بطريقة تحافظ على الموارد الطبيعية والبيئة، ويمكن أن يكون حلًّا فعالًا لتلبية الاحتياجات الغذائية في المجتمعات المختلفة.

عن التجربة يقول أبو صالح لشبكة SciDev.Net: ”بدأت التجربة بفكرة بسيطة تستخدم خزانين من البلاستيك، أحدهما لتربية الأسماك والآخر لزراعة النباتات، إذ يتم سحب الماء من خزان الأسماك ويزود به حوض النباتات ومعه فضلات الأسماك والمغذيات“.

بعد نجاح التجربة، حصل أبو صالح على منحة صغيرة من شركة ’صنارة‘ للحلول الزراعية، التي أسسها الشاب محمد صيام في مخيم غزة، ليبدأ أبو صالح العمل بطريقة أكثر احترافية بعد التمويل.

وعلى سطح منزله وبمساحة 32 مترًا تقريبًا، زرع أبو صالح الخس الأحمر والبصل الأخضر والزعتر، الذي يقطفه بمعدل٤٠- ٦٠ يومًا تقريبًا، ويبيعه لتأمين قوت عائلته.

كما توفر شركة صنارة مهندسين زراعيين متخصصين يقدمون الاستشارات الفنية ويزورون المشروع بين الحين والآخر للتأكد من سلامة الإجراءات وتطبيقها على النحو الصحيح.

وفي عام 2022 حصلت ’صنارة‘ على تمويل من مكتب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومن الجمعية العلمية الملكية بالأردن، ونال أبو صالح منه على شيء من الدعم ليطور من عمله، مما ساعده في تحويل سطح منزله إلى وحدة زراعية مستدامة يعتاش من دخلها.

ولم يتوقف تطور المشروع عند أبو صالح، يقول صيام: فبفضل هذه المنحة (50 ألف دولار)، تمّ إنشاء 10 وحدات زراعية أخرى على أسطح المنازل، تعمل فيها 20 فتاة من المخيم، مضيفًا: ”حصلنا على تمويل جديد، وقمنا بدعم مشاريع زراعات مائية في مخيم جرش والمفرق، وسنعمل على دعم المزيد من هذه الأفكار مستقبلًا“.

من جانبها تؤكد منى هندية -أستاذ مشارك بكلية الهندسة المدنية والبيئية في الجامعة الأردنية الألمانية- أن تقنية الزراعة المائية يمكن أن تُسهم في محاربة الجوع، وتحقيق الأمن الغذائي، وتقليل استهلاك المياه بنسبة تصل إلى 50% مقارنةً بالطرق التقليدية، إذ تتم إعادة تدوير المياه في دورة مغلقة وتُستخدم مراتٍ عديدةً من خلال تكثيفها وإيصالها مرةً أخرى إلى النباتات المزروعة.

يستهلك القطاع الزراعي في الأردن نحو 50% من إجمالي المياه المتاحة في البلاد سنويًّا، ما يعادل 530 مليون متر مكعب.

بينما يرى محمود العوران -مدير الاتحاد العام للمزارعين الأردنيين- أن الزراعات المائية تُستخدم لزيادة الإنتاج عادةً، مستصعبًا تعميم التجربة، وإن لم يُخفِ إعجابه بمشروع ’صنارة‘، الذي يُمثّل نموذجًا ناجحًا للزراعة المائية في مخيم غزة.

يقول العوران لشبكة SciDev.Net: إن تعميمها صعب على المستوى الوطني، خاصةً أنها مكلفة ماديًّا وبحاجة إلى دعم، مبينًا أن ’أبو صالح‘ حصل على تمويل لشراء الأنظمة الخاصة بالمشروع والأسمدة وغيرها، ”وهو ما يصعب توفيره على مستوى أوسع“.

وعد العوران التقنية ناجحةً على المستوى الفردي مع وجود جهات تمويلية، إلا أنها ”على المستوى الوطني لا تُعد مُجدية“.

لكن منى تقول: ”الزراعة المائية تجربة تستحق التعميم، خاصةً في ظل التغيرات المناخية، والتحديات التي تواجه الإنتاج الزراعي“.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا