Skip to content

28/01/24

بشرى بقرب استنئاف زراعة أرز ’الشلب‘ في العراق

444
نجاح زراعة الأرز من صنف ’الغري‘ باستخدام نظام السقي بالمرشات في قضاء المشخاب بمحافظة النجف في العراق حقوق الصورة:Abdel-Kazim Jawad/ SciDev.Net

نقاط للقراءة السريعة

  • نجاح تجربة ري زراعات أرز الشلب العراقي بالرش، ونية للتعميم بالمواسم المقبلة
  • زراعة الأرز توقفت لمدة عامين، وسبق تعليقها مرات، بسبب شح المياه وموجات الجفاف
  • وزارة الزراعة طبقت أنظمة الري الذكي على أحد الأصناف المستنبطة، ونتيجة المحاولة جاءت مبشرة

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[بغداد] تجددت الآمال في استئناف إنتاج الأرز مجددًا في العراق، بعد توقف دام عامين حتى الآن، لما تتطلب زراعته من ري كثيف، لا يتوافر لدى البلد الذي يعاني شحًّا كبيرًا في المياه.

’العنبر‘ أو ’الشلب‘ كما يُدعى محليًّا، يُعد أجود أنواع الأرز هناك، وأكثرها إنتاجًا في العراق، والمفضل؛ لما يمتاز به من شدة البياض والرائحة الزكية ونسبة البروتين العالية، وهو يُزرع في الأراضي الواقعة على نهر الفرات وسط وجنوب العراق، مثل النجف والمشخاب والديوانية وبابل وذي قار.

وكان قرارٌ اتُّخذ بتعليق زراعة الأرز في موسمي 2022 و2023 على التوالي، بسبب أزمة المياه الناجمة عن قلة الإمدادات المائية الواردة إلى نهري دجلة والفرات وتراجُع معدل سقوط الأمطار، وفي عام 2018، ولمواجهة جفاف قاس غير معهود.

وسبق أن علقت وزارة الزراعة العراقية زراعة جملة من المحاصيل مثل الأرز والذرة والحبوب الأخرى، التي تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه، وانخفض إجمالي المساحة المزروعة بها إلى النصف.

وفي عام 2021 اضطر العراق إلى تقليص المساحات الزراعية للموسم الشتوي (2021- 2022) إلى النصف.

تصريحات مسؤولي الزراعة والري تبشر بالعودة إلى زراعة الشلب، وتوحي بأنها باتت قريبةً وممكنةً بعد نجاح تجربة ريه عن طريق الرش بدلًا من الغمر.

ومع مطلع العام الجاري 2024، أعلنت وزارة الزراعة العراقية نجاح دائرة البحوث الزراعية في زراعة الأرز من صنف ’الغري‘ باستخدام نظام السقي بالمرشات في قضاء المشخاب بمحافظة النجف.

وأوضح وزير الزراعة عباس جبر المالكي أنه جرى التحول بمحصول الشلب من خلال المرشات الثابتة، وكانت محطة أبحاث (المشخاب) إحدى أقضية محافظة النجف بوسط البلاد محلًّا لزراعة عدة أصناف من الرز.

وأوضحت الوزارة في بيان أن الإنتاج مشجع بأكثر من طن للدونم الواحد (الدونم يعادل 2500 متر في العراق) بزراعة صنف (الغري)، بالإضافة إلى صنف (الياسمين)، والصنفان حققا نجاحًا كبيرًا، لذلك ستجري زراعتهما بكميات كبيرة في الموسم المقبل.

التجربة نُفذت من خلال تقييم أداء خمسة أصناف من الأرز تحت نظام الري بالمرشات الثابتة، والأصناف هي (عنبر33) و(الياسمين) و(الفرات) و(دجلة) والصنف الجديد (الغري)، كما يقول عبد الكاظم جواد موسى، المدير التنفيذي لبرنامج إكثار بذور الرتب العليا لمحصول الأرز بالوزارة.

يوضح موسى أن (الغري) هو ”تركيب وراثي مستنبط من التهجين بين صنف عنبر 33 وصنف الفرات، وتم تسجيله واعتماده في عام 2022 “.

”نتائج التجربة أظهرت تفوق صنف الغري على بقية الأصناف في صفات المحصول ومكوناته“، وفق موسى .

يقول موسى لشبكة SciDev.Net: ”تنفيذ التجربة سيعاد في الموسم المقبل في عدة مواقع، من بينها حقول إيضاحية لدى المزارعين، ومن ثم تسجيل التوصيات اللازمة لهذه التجربة“.

بلغ إنتاج العراق من الأرز عام 2022، 11 ألف طن فقط، بانخفاض قدره أكثر من 97% عن عام 2021، الذي بلغ فيه الإنتاج أكثر من 422 ألف طن.

يشرح الخبير الزراعي المهندس تحسين علي محمد لشبكة SciDev.Net، أن موسم زراعة الشلب يستغرق ٤-٥ أشهر، ويُزرع بين مايو ويونيو، ويُحصد بين أكتوبر وبداية نوفمبر، وخلال مدة الإبذار ونمو البادرات لا بد من الغمر بالمياه وحتى بلوغ ارتفاع السيقان نحو ١٥ سنتيمترًا، ويحتاج إلى أجواء الرطوبة العالية حتى نضج السنابل وعقدها.

ويستطرد: ”حتى لو استُخدم الري بالرش يجب أن تتوافر الرطوبة المطلوبة، أو بمعنى آخر تقارُب مدد الري، وبعد اكتمال النضج يمكن استخدام الرش، شريطة تقارب المرات لحين التأكد من جفاف السنابل، وتكون في أواخر شهر سبتمبر ومنتصف أكتوبر قبل الحصاد“.

لذلك يقول محمد: ”إن التجربة تنجح أكثر في مناطق الأهوار“، مشيرًا إلى أن ”المرشات يمكن استخدامها في جميع المحاصيل الحقلية“.

والتجربة تتسق مع ما أوصت به دراسة نُشرت عام 2022 أجريت في كلية علوم الهندسة الزراعية بجامعة بغداد، من الاتجاه إلى استخدام أنظمة الري الحديثة مع الأرز في حالة وجود شحة مائية.

يؤكد مدير الموارد المائية في محافظة النجف شاكر فايز، أن ”الهدف من التجربة هو تخفيف الضغط على المياه المستهلكة وتقليلها“، مشيرًا إلى أنه عند تعميم التجربة في المناطق القابلة لزراعة الأرز سوف تكون فعالة، خاصة وأن لدى الفلاحين مساحات كبيرة للزراعة.

ويرى فايز أن ”النجاح يتمثل في تطور القدرات الفنية وتقليل استهلاك المياه، وهذه مؤشرات مشجعة جدًّا“، منوهًا بسعي الوزارة لنشر تلك التجربة في عموم البلاد من خلال زيارة المواقع الصالحة للزراعة ولقاءات الفلاحين.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا