Skip to content

29/06/22

تعاوُن للحد من العواصف الترابية بالمنطقة

13737792_e5e40daa32_o
حقوق الصورة:Nate. CC license: (CC BY-NC 2.0).

نقاط للقراءة السريعة

  • عدة دول تتحرك معًا لمواجهة تعاظُم هبوب العواصف الغبارية وتزايُد وتيرتها
  • الحلول تكمن في التشجير وتطويق المدن بأحزمة خضراء وتثبيت التربة
  • ”التعاون بين الجميع هو السبيل للحد من العواصف الترابية“

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[القاهرة] برزت عدة تحركات إقليمية بين عددٍ من دول المنطقة في الآونة الأخيرة تزامُنًا مع ظاهرة العواصف الغبارية التي ضربت بعض دول الشرق الأوسط خلال الشهرين الماضيين.

تسببت موجات العواصف الترابية الأخيرة في مقتل 10 أشخاص بسوريا واختناق الآلاف، كما اجتاحت 170 قرية جنوب شرق إيران، ما أدى إلى توقف العمل والدراسة، بالإضافة إلى تعطيل حركة الملاحة الجوية في  الكويت والعراق.

ترافق مع تلك الأزمة توقيع مذكرة تفاهم مطلع شهر يونيو الجاري بين كلٍّ من إيران والعراق وسوريا بشأن معالجة المشكلة، وكان علي سلاجقة -نائب الرئيس الإيراني ورئيس منظمة حماية البيئة الإيرانية- قد أكد أن العراق أحد المصادر الرئيسية للعواصف الترابية التي تؤثر على بلاده، وأن الحل يتطلب تعاونًا إقليميًّا للتكيُّف مع تبعات التغيرات المناخية.

تعاوُن إقليمي آخر يجري الإعداد له بين الكويت والعراق، من المفترض أن يستغرق تنفيذه أربع سنوات، وفق علي الدوسري، الباحث بمركز أبحاث البيئة والعلوم الحياتية التابع لمعهد الكويت للأبحاث العلمية.

يشرح الدوسري لشبكة SciDev.Net: ”وضعنا خرائط تفصيلية لمسارات الغبار، ولاحظنا أن مصدرها منطقتان بجنوبي العراق، والتربة فيهما قابلة للتثبيت من خلال الاستزراع، وهو ما ننوي عمله بدعم من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية بالتعاون مع المعهد ووزارة الزراعة العراقية“، مشيرًا إلى أن العراق يصدر 35% من مجمل العواصف الترابية إلى الكويت.

ولتجاوُز شح المياه الذي يعوق حملات التشجير في الشرق الأوسط، يرى الدوسري ضرورة التركيز على استزراع النباتات المحلية الملائمة للمنطقة، والتي لديها قدرة عالية على تحمُّل الجفاف، مشيرًا إلى نبات الطرفة.

من جانبه يؤكد حاتم حميد -مدير عام المركز الوطني لإدارة الموارد المائية بالعراق- أنه مع كون الصحراء العراقية جزءًا من المناطق المصدرة للعواصف الترابية، إلا أن الدولة استقبلت عواصفَ من كلٍّ من أفريقيا وشرق الأردن وشرق السعودية وشرق سوريا.

وحول الأسباب التي أدت إلى زيادة وتيرة تلك العواصف وشدتها، يقول حميد لشبكة SciDev.Net: ”إن قلة الأمطار وتعرُّض الدولة لموجات جفاف كبيرة أدت إلى انحسار الغطاء النباتي“.

ويستطرد: ”انخفاض الإيرادات المائية في نهري دجلة والفرات أدى إلى تقليص الخطط الزراعية إلى النصف، وهو ما زاد من العواصف الترابية“.

ويشير تقرير للجنة الدولية للصليب الأحمر بعنوان ”عندما يتحول المطر إلى غبار“ إلى الدور الذي أدته الحرب في العراق في تدهور الوضع البيئي والمنظومة الزراعية، ومن ثم قدرة البلاد على مواجهة آثار التغيرات المناخية.

ويذكر التقرير أن التجفيف المتعمد لمنطقة الأهوار في تسعينيات القرن العشرين أسهم في ارتفاع درجات الحرارة والجفاف والتصحر وزيادة ملوحة التربة، كما تسبب في زيادة العواصف الترابية، فارتفع أمدها من أقل من 25 يومًا بين عامي 1951 و1990 إلى 300 يوم سنويًّا تقريبًا في عام 2013، وهو ما وصفه أحد سكان العراق ممن شملهم التقرير بقوله: ”كانت السماء تُسقط مطرًا في السابق، أما الآن فتُسقط غبارًا“.

والحل يبدأ من إصلاح قطاع المياه داخل الدولة لدعم القطاع الزراعي، إلى جانب تأكيد أن الأزمات البيئية تتطلب عملًا تعاونيًّا عابرًا للحدود مع كيانات إقليمية وخارج الإقليم.

ويؤكد حميد ضرورة أن يكون هناك تحرُّك دولي يفرض على الدول أن تعمل على تثبيت التربة في المناطق المصدرة للعواصف الترابية، من خلال استزراع الغابات في حال توافُر المياه، أو تثبيت التربة بالحلول الكيميائية في حال عدم توافُر المياه.

ووفق تقرير للبنك الدولي في عام 2019 حول التكلفة التي تتكبدها المنطقة بسبب العواصف الترابية، فإن تكاليف تبعات العواصف الغبارية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تبلغ حوالي 150 مليار دولار أمريكي وأكثر من 2.5% من إجمالي الناتج المحلي في المتوسط​​.

وينصح التقرير الحكومات بالاستثمار في أنظمة الإنذار المبكر؛ لتحسين قدرة البلدان على تقديم تنبؤات سريعة وعالية الجودة بالعواصف الرملية.

يقول عامر الجابري -مدير إعلام هيئة الأرصاد الجوية العراقية- لشبكة SciDev.Net: ”نعتمد على طريقتين للتنبؤ بالعواصف: الأولى صور الأقمار الاصطناعية، وتعطي تقريرًا آنيًّا عن الوضع الحالي للعواصف الترابية، والثانية الاعتماد على نماذج التنبؤ الرقمية العالمية المتاحة للجميع، والتي تتيح لنا إصدار تقرير قبل حدوث العاصفة بحوالي 48 ساعة“.

ويتابع الجابري: ”ليس لدينا نموذج تنبؤ خاص بنا، لكننا نعمل على الحصول على نموذج من إحدى الشركات الفرنسية، وهو أمرٌ حيوي ومهم وينقصنا لزيادة دقة التنبؤ وتحسين جودته“.

يرى الجابري أن السبيل الأكثر نجاعةً للتصدي للعواصف تكمن في زيادة التشجير وتوسيع الغطاء النباتي كما حدث في السعودية، وإقامة أحزمة خضراء حول المدن لتعمل مصدات تحيط بالمدن وتنقي الهواء الداخل لها.

ويؤكد حميد أنه ”لتقليل العواصف الترابية يجب أن يتعاون الجميع“.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا