Skip to content

22/04/22

لجلب الماء.. كوفيد حمَّل النسوة أعباءً بعضها فوق بعض

20220410_142154
حقوق الصورة:Riad Mazouzi/ SciDev.Net

نقاط للقراءة السريعة

  • مسؤولية جلب الماء كثيرًا ما تُلقى على عواتق النسوة
  • في زمن الجائحة رحلات الجلب زادت، والكميات كذلك
  • يقطعن يوميًّا مسافات طوالًا لتوفيره، وغالبًا ما يحملنه حملًا

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

ألقت جائحة كوفيد-19 بالمزيد من العبء على المرأة خصوصًا في المناطق النائية بدول المنطقة، فالأسر في تلك المناطق تعتمد على النساء لتوفير المياه اللازمة للشرب والاستخدام المنزلي من الآبار التي قد تبعد مئات الأمتار عن بيوتهن، ومع زيادة الطلب على المياه خلال الجائحة ازدادت معاناتهن.

استطلعت شبكة SciDev.Net تأثير الجائحة خلال العامين الماضيين على النساء في ثلاث دول بالمنطقة، لا سيما في دول الصراع التي زادت الجائحة أحوالها سوءًا.

ففي اليمن، باتت إدارة المياه مشكلةً تؤرِّق النساء اليمنيات، خصوصًا في المناطق الريفية وفي الأحياء النائية من المدن على حدٍّ سواء؛ بسبب ظروف الحرب وأزمات الوقود المستمرة.

وجاءت جائحة كوفيد-19 ومن قبلها موجات الكوليرا المتتالية لتزيد الوضع تأزمًا، خاصةً مع موجات النزوح الكبيرة من المدن إلى الريف في مناطق الصراع.

يعيش 70% من السكان في المناطق الريفية، وتقول هناء هويدي -مستشار اللجنة الوطنية للمرأة باليمن- لشبكة SciDev.Net: ”إن 11% منهم أسر تعولها نساء بعد أن فقدوا عائلهم من الرجال خلال الحرب“.

وفي ظل الجائحة أطلقت عدة منظمات محلية ودولية ورجال إحسان مبادرات لوضع خزانات مياه في بعض الأحياء الفقيرة، أو مد أنابيب مياه من الآبار وعمل خزانات تُملأ بشكل يومي أو كل يومين قرب التجمعات السكانية، ما أسهم كثيرًا في مساعدة تلك الأسر على توفير المياه دون عناء، لكن تلك المبادرات تراجعت تدريجيًّا، ويمكن القول إنها توقفت تقريبًا، وفق هناء.

بسبب انقطاع الكهرباء وشح الوقود في ضواحي المدن، كانت النساء تواجه صعوبات تتمثل في جلب الماء يدويًّا من الآبار، ولقد تحسَّن الأمر كثيرًا بالنسبة للأسر التي تمكنت من الحصول على منظومات طاقة شمسية لتشغيل مضخات رفع المياه من الآبار.

وتشغيل المضخات بوحدات الطاقة الشمسية تطور على نحو ملحوظ خلال الجائحة، ما أسهم في تخفيف المعاناة عن المرأة.

ولا يختلف الوضع كثيرًا في سوريا، فالمرأة في الشمال السوري تعاني كثيرًا في المناطق النائية، وكذلك في المخيمات.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

لشبكة SciDev.Net شكت بثها وحزنها سمية الحسين (34 عامًا)، النازحة من مدينة معرة النعمان إلى مخيم قريب من الحدود السورية التركية شمال إدلب، إذ تحدثت عن مصاعب تأمين المياه في المخيم وتدهور مستوى الخدمات كافة، لا سيما المرتبطة بالمياه والإصحاح والنظافة.

تقول سمية: ”النساء يتجهن منذ الصباح الباكر بأوانيهن البلاستيكية إلى الخزانات لنقل المياه على رؤوسهن“.

تضطر سمية مع ابنتها البالغة من العمر 12 عامًا إلى الذهاب يوميًّا لجلب المياه من الخزان الرئيس الموجود في المخيم، والذي يبعد عن خيمتها مسافةً تزيد على 500 متر.

هناك، تضطر النساء أيضًا إلى حمل الماء اللازم للنظافة الشخصية معهن إلى المراحيض التي لا تتوافر فيها المياه في كثير من الأحيان، أو قد تنقطع نتيجة التخريب أو الإهمال.

تحتاج سمية يوميًّا إلى حوالي 200 لتر من المياه لأسرتها المكونة من 5 أفراد، أما في ظل انتشار الوباء فقد زاد الطلب إلى 300 لتر من المياه، وتضطر إلى التقنين والتأقلم مع قلة المياه في كثير من الأحيان.

توضح سمية أنه لا توجد طرقات مرصوفة توصل إلى الخزانات، ولا توجد إنارة للمخيم، وهو ما يجبر النساء على استخدام المصابيح اليدوية أو أضواء الهواتف المحمولة.

وخارج المخيمات وفي قرية بسامس بمنطقة جبل الزاوية في ريف إدلب احتاجت نورة العبود (40 عامًا) إلى شراء صهريج مياه، سعة 6000 لتر شهريًّا لأسرتها المكونة من 7 أفراد، أما في ظل الجائحة فهي تحتاج إلى 9000 لتر، مشيرةً إلى أن ”الوصول المحدود إلى المياه يعوق إجراءات النظافة الأساسيّة للوقاية من الفيروس“.

سمية ونورة تطالبان بتحسين الوصول إلى خدمات المياه، خاصةً في مناطق الشمال السوري، تؤكد سمية أنه منذ نزوحهم بداية عام 2020 لم تلتفت إليهم المنظمات المحلية والدولية، إلا نادرًا، وزاد الوضع سوءًا مع انتشار الجائحة، لذا تناشد المنظمات الإنسانية سرعة التدخل لمعالجة وضع النازحين في المخيم، وحل مشكلة المياه التي تتضرر منها المرأة بالدرجة الأولى.

تجدر الإشارة إلى أن نسبة الاستجابة الإنسانية لقطاع المياه والإصحاح ضمن مخيمات شمال غربي سوريا بلغت 29% فقط حتى تاريخ الأول من مارس الماضي، وفق فريق ’منسقو استجابة سوريا‘.

وبعيدًا عن دول الصراع وفي جبال الجزائر تعاني المرأة أيضًا، إذ تعتمد الأسر بسلسلة جبال جرجرة والبابور بمنطقة الأمازيغ شرق الجزائر على المنابع الطبيعية والآبار لتوفير الماء يوميًّا، وقد أثر الطلب المتزايد على المياه خلال الجائحة على ربات البيوت اللواتي يتحملن عناء جلب الماء واستخداماته بالمنزل.

تشير الصحفية الجزائرية سامية إخليف -المهتمة بشؤون البيئة والمجتمع- إلى أن قرابة 12% من العائلات الساكنة هناك ما زالت تعتمد على المنابع والآبار لتوفير احتياجاتها اليومية من المياه.

وردية من بلدية آيت تيزي بولاية سطيف شرق الجزائر، تؤكد لشبكة SciDev.Net أنها كانت قبل الجائحة تذهب إلى نبع الماء 3 مرات في اليوم، وكان ذلك يكفيها لتحضير الطعام والشرب والتنظيف.

لكن مع الجائحة أصبحت تذهب إلى النبع الذي يبعد عن بيتها نصف كيلومتر، برفقة ابنها 5 مرات في اليوم.

تقول وردية: ”تزداد معاناتنا في الصيف إذ ترتفع درجات الحرارة، وتزيدها حرائق الغابات قسوة، خاصةً الصيف الفائت؛ إذ احترقت أغلب الغابات المجاورة للقرية، فاجتمع عندنا الحر والوباء والطلب المتزايد على الماء“.

حاولت السلطات المحلية الحد من المعاناة بتزويد القرية بمياه الصهاريج خلال الجائحة بحصص أسبوعية، ”لكن الكمية التي كانت تصل لم تكن تكفي ليومين متتاليين“، وفق وردية.

وردية كغيرها من القرويات في المنطقة، أبدت سعادتها بانطلاق أشغال تزويد قريتهم بالماء في الأشهر الأخيرة، قائلة: ”على الأقل تغنينا مياه الصنبور عن الجهد المضاعف ذهابًا وإيابًا إلى المنابع الطبيعية لجلب الماء يوميًّا“.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا