Skip to content

28/09/23

رغيف مقاوم لتغير المناخ رهن تعديل الثقافة الغذائية

fa3a7a6a-9ad8-42b8-95e5-44c394af433d
جانب من الحضور في ورشة عمل مشتركة بين مركز (إيكاردا) الدولي ووزارة الزراعة بمصر حقوق الصورة:Hazem Badr/ SciDev.Net

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

أرغفة خبز ذات مذاق مقبول للغاية، توزع بين الحضور في ورشة عمل تضم باحثين وإعلاميين، للتأكد من جودة ومذاق خبز مصنوع من دقيق القمح والشعير معًا.

هذا الخبز ذو المذاق الطيب والفوائد الصحية هو نتاج مشروع مشترك بين المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا) ومعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية التابع لمركز البحوث الزراعية بمصر، بهدف إنتاج رغيف خبز القمح المدعم بدقيق الشعير، وتم استعراض نتائج هذا المشروع في ورشة عمل عُقدت بالقاهرة يوم 17 سبتمبر الجاري.

يقول علي أبو سبع، المدير العام لمركز ’إيكاردا‘: ”مهما تحدثنا عن فوائد رغيف القمح والشعير من الناحية الصحية، فإنه إن لم يكن مقبولًا من ناحية المذاق، فسيكون من الصعب تغيير الثقافة الغذائية نحو استهلاكه، لذلك فإن دعوة ضيوف الورشة للتذوق هي فكرة جيدة للغاية“.

ويوضح أبو سبع أن هذه التجربة العملية هي مساهمة من المشروع في دعم أحد الأضلاع المهمة لنشر الفكرة، وهي الثقافة الغذائية، مؤكدًا أن الدفع بهذا الرغيف الجديد يقوم على ثلاثة أضلاع (بحثي– اجتماعي– اقتصادي).

وانتهى الضلع البحثي لهذا المشروع إلى أن التركيب الكيميائي لرغيف الخبز المحتوي على 20% دقيق شعير كان أفضل من نظيره المصنَّع من دقيق القمح فقط، كما أن مذاقه لم يختلف عن رغيف القمح بمفرده، بل إن البعض أبدوا استحسانًا للرغيف المخلوط بالشعير مقارنةً بالتقليدي.

وتساعد هذه النسبة من الشعير التي تم اختبارها في الدراسة على تخفيض فاتورة استيراد القمح، وفق ما ذهب إليه شاكر عرفات -مدير معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية، والباحث الرئيسي للمشروع- خلال استعراضه لنتائجه، ولكن السؤال: هل تنتج مصر كمياتٍ من الشعير تسمح بخلطه مع القمح؟

يوضح أبو سبع أنه حتى هذه اللحظة لا توجد الكميات الكافية، ولكن لا يوجد ما يمنع من تحقيق ذلك؛ لأننا نتحدث عن محصول شتوي تجود زراعته في الأراضي الجديدة والهامشية، ويمكنه تحمُّل ظروف الجفاف والملوحة والحرارة العالية التي تفرضها تغيُّرات المناخ، وبالتالي فإن هذا التوجه لن يؤثر على المساحات المنزرعة بالمحاصيل الأخرى.

ورغم بساطة الفكرة، فإنها تصطدم بتفاصيل الضلع الثاني لهذا المقترح، وهو الضلع الاقتصادي؛ إذ ينبغي أن يتوافر للمزارع تركيبة محصولية مناسبة لأرضه تكون مُجديةً اقتصاديًّا؛ لأنه لن يزرع الشعير شتاءً في الأراضي الهامشية، ويترك أرضه صيفًا دون زراعة، كما ينبغي أن تكون المطاحن قادرةً على التعامل مع تلك الحبوب، وأخيرًا ضمان تسويق إنتاج المزارع من الشعير.

يرد أبو سبع على تلك الملحوظة الاقتصادية: ”يمكن التوسع في زراعة الحبوب التي تُخلط مع القمح، إذ يمكن زراعة (الدخن) صيفًا، والشعير (شتاءً)، ليكون هناك رغيف خبز قائم على الحبوب الثلاث“.

ويستطرد: ”سنعمل على مزيد من الدراسات والأبحاث من أجل اختبار مزيد من الاختيارات لتركيبة محصولية مناسبة لتلك الأراضي“.

أما ما يتعلق بالمطاحن، فيؤكد أن العديد منها له القدرة على التعامل مع تلك الحبوب، والبعض يحتاج إلى تعديلات بسيطة وليست مستحيلة، ولا تمثل هذه مشكلةً كبيرة، حال تم دعم هذا المقترح رسميًّا.

وأخيرًا، فإن ضمان تسويق الشعير، لتحقيق عائد اقتصادي مناسب للمزارع، يتعلق بمدى قبول المستهلك للمنتج، وهذا يعيد أبو سبع للحديث مجددًا عن الضلع الاجتماعي في المقترح، المتعلق بالثقافة الغذائية.

يقول أبو سبع: ”أرى أن هناك اهتمامًا شديدًا في تلك الفترة بالغذاء الصحي، ومن ثم فإن الرغيف المخلوط بالشعير يمكن أن تكون له مكانة عبر إنتاج خطاب إعلامي بكافة الوسائل، سواء التليفزيون أو الصحف أو وسائل التواصل الاجتماعي، يتم فيه التركيز على القيمة الغذائية والصحية للرغيف“.

ومن جانبه، يُثني إبراهيم البسيوني -عالِم وراثة وباحث بمركز الزراعة الصحراوية في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية- على هذا المشروع، معتبرًا أن البحث عن بدائل للقمح هو خيارٌ لا بديل عنه، بسبب ما تفرضه التغيرات المناخية من تحديات، بالإضافة إلى تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على الأمن الغذائي.

ويطالب البسيوني أيضًا بالبحث عن بدائل أخرى غير الشعير، ومنها ’التريتيكال‘ الذي يُستخدم عربيًّا كعلف، أما حبوبه فلا تقل جودةً عن حبوب القمح المستوردة التي تصل إلى المنطقة العربية.

ويقول البسيوني لشبكة SciDev.Net: ”التريتيكال يعطي إنتاجيةً أعلى من القمح بحوالي 20%، وهو مثل الشعير تجود زراعته في ظروف الجفاف والحرارة العالية، التي تميز المنطقة العربية“.

ومع تقديرها للتريتيكال كحل، فإن هبة قطب علي -رئيس قسم بحوث الشعير بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية في مصر- تؤكد -في حديثها للشبكة- وجود ميزة نسبية يتمتع بها الشعير، وهي أن ”زراعته تفيد في تحسين خواص التربة الملحية، وبالتالي فإنه فضلًا عن أنه محصول تجود زراعته في تلك التربة، فإنه يساعد على ما يطلق عليه ’الاستصلاح الحيوي‘ للتربة“.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا