Skip to content

21/10/23

حرب غزة قد تقوِّض فرص نجاح قمة المناخ بالإمارات

cop27 11
السياسة التي أفشلت مؤتمرات المناخ السابقة أصبحت أكثر حضورًا، بعد حرب غزة حقوق الصورة:Hazem Badr/ SciDev.Net

نقاط للقراءة السريعة

  • الحرب على غزة قد تُذهب التوافق بين الأطراف والمفاوضين في كوب28 أدراج الرياح
  • لن يُحرَز تقدم في ملفات التكيف مع تغيرات المناخ، وتخفيف الانبعاثات، وتمويل الخسائر والأضرار
  • الجهات المناصرة لحقوق العالم الثالث والمطالِبة بالعدالة المناخية ترى انتهاكات صارخة لأبسط مبادئ العدالة على أرض غزة

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[القاهرة] كما ألقت الحرب بين روسيا وأوكرانيا بظلالها على مخرجات قمة المناخ كوب 27 في شرم الشيخ العام الماضي، فجاءت مخيبةً للآمال في الحد من انبعاثات الكربون، بسبب حاجة الدول الغربية إلى تأمين موارد الطاقة التي تأثرت بالحرب، فإن الحرب المستعرة حاليًّا بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحركة المقاومة الفلسطينية ’حماس‘ ستكون نتائجها أشد وطأةً على قمة المناخ التالية (كوب 28).

يتوقع خبراء أن حرب غزة -التي دخلت يومها الثالث عشر- ستقوِّض أي تقدُّم في قمة المناخ، التي تستضيفها الإمارات في شهر نوفمبر المقبل، والملفات الثلاثة التي تبحثها هي: ”التكيف مع تغيرات المناخ، تخفيف الانبعاثات، تمويل الخسائر والأضرار“.

ويحصر خبراء المناخ مخرَجات قمة (كوب 27) في النجاح الذي تحقق باتجاه إقرار إنشاء صندوق لتمويل ’الخسائر والأضرار‘ الناتجة عن تغيرات المناخ، لكن هذا النجاح مهدد بالتحول إلى مجرد ’حبر على ورق‘، بسبب تداعيات حرب غزة.

”الأمر يحتاج إلى توافق دولي، كان مفقودًا قبل اندلاع حرب غزة، وأصبح الآن أشد تعقيدًا“، كما يبين حسن أبو النجا، نائب رئيس منتدى الشرق الأوسط للمياه.

يقول أبو النجا لشبكة SciDev.Net: ”الاتفاق على تفاصيل إنشاء الصندوق يحتاج إلى إجابة عن أسئلة تتعلق بمَن سيتحمل المسؤولية الأكبر عن تمويل الخسائر، وما هي الخسائر والأضرار التي يجب تمويلها، وما هي الدول المستحقة للتمويل“.

ويستطرد: ”لذلك ليس من المتوقع أن تشهد قمة كوب 28 جديدًا في اتجاه إنشاء الصندوق“.

من جانبه، فإن مازن قُمصية -مدير ومؤسس متحف فلسطين للتاريخ الطبيعي ومعهد فلسطين للتنوع الحيوي والاستدامة بجامعة بيت لحم في فلسطين- يرى أن المشاركين في القمة المقبلة سينقسمون إلى محورين: دول تميل إلى موقف الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي (الذي يعدُّه كثيرون الآن تحالفًا غير مقدس يعزز الاحتفاظ بعالم أحادي القطب)، وهذا المحور بدوره سيدفع ضد محور روسيا والصين (بحجة أوكرانيا وتايوان).

يقول قمصية: ”قد تبدأ بعض الدول النامية في الابتعاد عن محور الولايات المتحدة والانضمام إلى المحور الروسي الصيني، بسبب موقف المحور الأخير، الذي يبدو رافضًا لممارسات الاحتلال الإسرائيلي في غزة“.

ويرى قمصية أنه بالرغم من ميل مواقف بعض الدول النامية في العادة تجاه المحور الأمريكي، إلا أنه سيتعين على قادتها إظهار بعض ’التوازن‘، على الأقل شفاهةً في قمة (كوب28)، وألا يتخذوا موقفًا أمريكيًّا بنسبة مئة في المئة، وأن يُبدوا -ولو ظاهريًّا- شيئًا من الدعم والمساندة لقطاع غزة.

لذلك فإن ”السياسة التي أفشلت مؤتمرات المناخ السابقة أصبحت الآن أكثر حضورًا، لذلك لا أتوقع أي نجاح في ملفات القمة“، وفق قمصية.

كذلك، فإن النزعة العملية تقوِّض أيضًا فرص نجاح القمة في تحقيق أي اختراق في ملف تخفيض الانبعاثات، كما يرى أحمد قنديل، رئيس وحدة العلاقات الدولية ورئيس برنامج دراسات الطاقة بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية .

يقول قنديل لشبكة SciDev.Net: ”في محادثات المناخ التي جرت العام الماضي، طغى تحقيق أمن الطاقة على الجهود الرامية إلى خفض الانبعاثات، إذ دفعت حرب أوكرانيا وروسيا -وما نتج عنها من ارتفاع تكاليف الطاقة- الدول الغربية إلى أن تكون أكثر واقعية، ولم تتمسك بتوجهها الرامي إلى إقرار التخلص التدريجيى من الوقود الأحفوري، ومن المتوقع أن يكون الوضع أكثر صعوبةً في كوب 28“.

ويرى قنديل أن اشتعال منطقة الشرق الأوسط بانضمام الجبهة اللبنانية أيضًا إلى الحرب الدائرة مع الاحتلال الإسرائيلي، وتصاعد الأصوات داخل أمريكا بعقاب إيران، على أن يشمل ذلك صادرات النفط، بحجة أنها تقدم الدعم المالي والمادي لحركة المقاومة الفلسطينية (حماس) وحزب الله في لبنان، قد يُراكِم الضغط على دول الخليج لزيادة إنتاج النفط، تجنبًا لحدوث ارتفاع عالمي في الأسعار، وذلك في وقت كان من المفترض أن تسعى قمة المناخ فيه إلى إقرار التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري.

ويكشف ناشط مناخي من المنطقة العربية، طلب عدم ذكر اسمه، عن صعوبات أخرى تواجه القمة تتعلق بالوفود المشاركة، والقادة المشاركين في القمة.

يقول الناشط المناخي الذي يشغل منصبًا دوليًّا في المجال: ”كثير من أقراني في دول العالم المختلفة، والذين تلقوا دعوات لحضور القمة، سألوني عن الوضع الأمني، وهل سيسمح بالسفر أم لا، لذلك أتوقع إذا استمر أمد هذه الحرب، وتوسعت لتشمل جبهات أخرى مثل الجبهة اللبنانية، أن تُحجم بعض الوفود عن السفر“.

ويشير الناشط المناخي إلى أن مواقف الجماعات المناصرة لحقوق دول العالم الثالث في الحصول على نصيبها من تمويل الخسائر والأضرار وتمويل مشروعات التكيف المناخي ليست على وئام واتفاق الآن، بسبب حرب غزة، إذ يميل بعضها إلى إدانة جرائم الاحتلال الإسرائيلي بأشد العبارات، في حين يتخذ بعضها مواقف ’مائعة‘ بإدانة ما تصفه تلك الجماعات بأنه ”قتل من الطرفين“، لذلك قد يؤثر ذلك على اتحاد رؤيتهم خلال القمة.

واستبقت الإمارات هذه المخاوف، وظلت التصريحات الرسمية تركز على قضايا تغيُّر المناخ، ولم تُلغِ الحرب أسبوع المناخ في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الذي استضافته السعودية بعد يوم واحد من اندلاعها، استعدادًا لكوب 28.

في المؤتمر، حذر سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة بدولة الإمارات والمسؤول الإماراتي الذي يقود محادثات قمة عامنا هذا، وقال: ”لتحقيق تقدم يغير قواعد اللعبة حقًّا، يجب علينا فصل الحقائق عن الخيال، والواقع عن الأوهام، والتأثير عن الأيديولوجية، ويجب علينا التأكد من أننا نتجنب فخاخ الانقسام والدمار“.

غير أن الناشط المناخي أكد أنه ستكون هناك صعوبة في عزل القمة بعيدًا عن الأحداث في غزة، لا سيما أن بعض الناشطين يرفضون مواقف دول عربية لم تُبدِ موقفًا جادًّا رافضًا لممارسات الاحتلال الإسرائيلي، ويتساءل: ”كيف ستتعامل الإمارات مع الاحتجاجات التي يمكن أن تثيرها تلك المواقف“.

ويختم الناشط بالإشارة إلى أن أساس المواقف التي تتبناها الجهات المناصرة لحقوق شعوب العالم الثالث، هي الدعوة إلى ما يسمى ’العدالة المناخية‘، باعتبارها حقًّا من حقوق الإنسان، ويقول صراحة: ”كيف سنطالب بالعدالة المناخية، وأبسط مبادىء العدالة تُنتهك على الأرض في غزة؟“.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا