Skip to content

13/06/23

’إل نينو‘ تتطور.. استعدوا

COP26_floodingclimate
حقوق الصورة:World Vision, (CC BY 2.0).

نقاط للقراءة السريعة

  • الآثار المباشرة لظاهرة ’إل نينو‘ على المنطقة محدودة مقارنةً بأماكن أخرى في العالم
  • فوائد الآثار غير المباشرة للظاهرة تغلب على خسائرها بالنسبة لدول المنطقة
  • الآثار تتسم بالازدواجية خاصةً على الجانب الشرقي من المنطقة

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[القاهرة] أفادت ’المنظمة الدولية للأرصاد الجوية‘ أن الظروف مهيأة لتطور ظاهرة ’إل نينو‘، وزادت نسبة هذا الاحتمال بدءًا من شهر مايو الماضي، والفرصة مواتية للانتقال إليها بمرور الأشهر التالية.

وفي حين أوضحت المنظمة أنه ”لا يوجد ما يشير إلى قوة الظاهرة أو مدتها“، دعا أمينها العام -بيتيري تالاس- إلى الاستعداد لمواجهة آثارها.

إل نينو هي نمط مناخي طبيعي يرتبط بارتفاع في درجات حرارة سطح وسط وشرق المحيط الهادئ الاستوائي، بما يخل بالأنماط المعتادة لهطول الأمطار في مناطق مختلفة حول العالم، وتطور المزيد من ظواهر الطقس والمناخ المتطرفة.

يزيد هطول الأمطار في أجزاء من جنوب أمريكا الجنوبية، وجنوب الولايات المتحدة، والقرن الأفريقي، وآسيا الوسطى، وفي المقابل، قد تسبب الظاهرة أيضًا موجاتِ جفافٍ شديدةً فوق أستراليا وإندونيسيا وأجزاء من جنوب آسيا.

هذا ’التذبذب الجنوبي‘ يحدث في المتوسط كل مدة من سنتين إلى سبع سنوات، وعادةً ما تستمر النوبات من 9 أشهر إلى 12 شهرًا.

للوقوف على آثار الظاهرة، المتوقع ظهورها على نحو أقوى في النصف الثاني من العام الحالي، استطلعت شبكة SciDev.Net آراء مجموعة خبراء وتوقعاتهم بالنسبة لمناخ منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا واقتصاداتها وأنظمتها الغذائية.

”ترتبط الظاهرة تقليديًّا بارتفاع في درجات الحرارة عالميًّا“ كما يبين ويلفران موفوما أوكيا، رئيس قسم خدمات التنبؤات المناخية في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.

يقول أوكيا: ”آثار إل نينو المباشرة على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ما زالت محل دراسة من قِبل الباحثين“.

مع ذلك ينوه أوكيا بأنه بالنظر إلى الآثار التي لحقت أحداث إل نينو السابقةـ، يمكننا الوقوف على بعض العواقب المتوقعة.

ضربت المنطقة عدة موجات حارة عام2016  تزامنًا مع ظاهرة ’إل نينيو‘، سُجل خلالها ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة في الكويت والعراق، وأسفرت عن عدة خسائر في الأرواح.

كما يشير أوكيا إلى أن الموجة الحارة التي ضربت الشمال الأفريقي في العام نفسه أسهمت في اندلاع حرائق واسعة بالغابات، لا سيما المغرب، حيث أدت إلى تدمير ما يقرب من 1584 هكتارًا من الغطاء النباتي، ناهيك بضرر الحرائق التي ظهرت في البر والبحر بالجزائر وتونس.

علاوةً على ذلك ضربت فيضانات شرق مصر في العام نفسه، ألحقت أضرارًا بالغة بالبنية التحتية على طول المناطق الساحلية في منطقة سيناء والبحر الأحمر.

وبالحديث عن التأثير المتوقع على الزراعة وإنتاجية المحاصيل في المنطقة، توضح مونيكا توثوفا -الخبيرة الاقتصادية بمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)- أنه من غير المرجح أن يكون الشرق الأوسط من أكثر المناطق تضررًا من جرَّاء التأثيرات المباشرة لظاهرة إل نينو، لكنها تؤكد تنوع التأثيرات عبر المنطقة.

ففي الجزء الشرقي للمنطقة، والذي يشمل بلاد الشام والعراق وإيران وتركيا، عادةً ما تجلب تلك الظاهرة فرصةً أكبر لهطول الأمطار، وفق مونيكا.

وتستطرد: ”تلك الزيادة في معدل هطول الأمطار قد تحسِّن من غلات المحاصيل وإنتاجيتها، لكنها تحمل أيضًا مخاطر حدوث فيضانات، قد تخلِّف العديد من الآثار السلبية، لا سيما في المناطق التي لا توجد فيها بنية تحتية موائمة، ما يجعلها عرضةً للكوارث“.

وتضيف مونيكا: ”تجدر الإشارة إلى أنه على عكس الجفاف، الذي يميل إلى التأثير على مناطق شاسعة من البلاد ويؤدي إلى خسائر كبيرة في الإنتاج، فإن الخسائر الناجمة عن الفيضانات عادةً ما تكون تأثيراتها محدودة مكانيًّا بينما تستفيد بقية البلاد من زيادة معدلات هطول الأمطار“.

يؤكد محمد عاصم مايار -خبير إدارة الموارد المائية، والمحاضر السابق بجامعة كابول للفنون التطبيقية- ازدواجية تأثيرات إل نينو، خاصةً في الجانب الشرقي من المنطقة.

يقول مايار: إن تساقط الثلوج والأمطار المتوقع ازدياده في هذه المناطق يمكنه أن يغذي موارد المياه الجوفية في إيران، التي قاربت على النفاد بسبب الإفراط في سحبها.

من جهة أخرى، قد يحمل إل نينو آثارًا مدمرة، كما يوضح ميار، إذ خلفت موجة إل نينو عام 2019 فيضاناتٍ أحدثت دمارًا واسعًا في مناطق بإيران.

ولذلك يؤكد مايار أهمية أن يقدم المجتمع الدولي يد العون للدول التي تعاني من ضعف في بنيتها التحتية، خاصةً التي تواجه تحديات اقتصادية.

أما عن الشمال الأفريقي فتشير مونيكا إلى غياب الأدلة الكافية على التأثيرات المباشر للظاهرة، لكنها تعود للإشارة إلى أن إنتاج تونس والمغرب والجزائر من الحبوب يعتمد على الأمطار، لذلك فإنه عرضة للتأثر مع التغييرات المناخية، سواء كان بفعل إل نينو أو أي عامل آخر.

من جانبه، ينوه الفاتح الطاهر -أستاذ الهيدرولوجيا والمناخ بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا- بأن ظاهرة إل نينو عادةً ما ترتبط بظروف جافة في منطقة حوض النيل، وانخفاض معدل الأمطار فوق إثيوبيا وشرق السودان، كذلك انخفاض دفق نهر النيل، بما يؤثر على دول المصب.

علاوةً على ذلك، حتى لو كانت التأثيرات المباشرة على المنطقة محدودة مقارنةً بأماكن أخرى في العالم، فإن للظاهرة تأثيرات اقتصادية كبيرة على المنطقة، وفق مونيكا.

وتضيف: ”هذا لأن المنطقة تعتمد اعتمادًا كبيرًا على الأسواق العالمية لتأمين احتياجاتها الغذائية، فإن أي تغييرات في الإنتاج -سواء كانت مرتبطةً بالظاهرة أم لا- ستترجم إلى تغيرات في الأسعار العالمية للغذاء، مما يزيد الضغط على اقتصادات البلدان المعتمدة على الاستيراد“.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا