Skip to content

11/02/22

ياسمين عجيب.. شغوفة بالعلم ومهارات التوازن مع الحياة

IMG-20220211-WA0003
حقوق الصورة:Yasmine Aguib/ SciDev.Net

نقاط للقراءة السريعة

  • حريصة على اكتساب معارف مختلفة في بحوث التكنولوجيا الحيوية والجينات
  • لا تستجيب للنقد السلبي، وتدربت مع خبيرة في مهارات الحياة لتحقيق التوازن بين العمل والأسرة
  • تنصح المقبلات على العمل البحثي بأهمية تنسيق الوقت والثقة بالنفس، وترى أهميةً لوسائل التواصل الاجتماعي

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

حل وترحال، دائمًا ما تتحرك ياسمين عجيب حيثما ساقتها الأسئلة، الباحثة المصرية في علوم الجينوم والتكنولوجيا الحيوية تذكر جيدًا بدايات الشغف مع أسئلة المدرسة، وتقول: ”تعلمت من أساتذتي أن أفتح عيني وأنظر خلف الصور وأبحث عن الإجابات حتى في دروس التاريخ“.

ولكثرة الأسئلة وتنوعها احتارت ياسمين في اختياراتها الأكاديمية، وقادها تفكيرها في البداية إلى دراسة الإعلام والعلوم السياسية، ولكنها كانت شغوفة بفهم الأمراض ومسبباتها وسبل علاجها، وبعد وقت قصير من التفكير استقر بها الحال طالبةً في كلية الطب لعدة أسابيع، إلا أن بابًا كبيرًا من الأسئلة والمعارف انفتح أمامها مع تلقِّيها منحةً لدراسة الطب الجزيئي في جامعة ميونخ في ألمانيا.

ياسمين هي الأخت الكبرى للدكتورة هبة عجيب، المتخصصة في الهندسة الميكانيكية، جمعهما بيت العائلة على حب العلم وترك لهما حرية الاختيار، ورغم اختلاف الاهتمامات العلمية، جمعهما جراح القلب المعروف مجدي يعقوب بعد سنوات كي يستفيد من خبراتهما في الهندسة والبحوث الوراثية لإنشاء مؤسسته لأمراض وأبحاث القلب بأسوان.

قبل أيام قليلة كانت ياسمين برفقة يعقوب في معرض إكسبو 2020 بدبي، ضمن وفد مصر المشارك في مشروع الجينوم المصري، وبعد عودتها، ومن القاهرة، كان لشبكة SciDev.Net هذا الحوار مع ياسمين، نائب مدير مركز أبحاث مؤسسة مجدي يعقوب، وزميل أبحاث للمعهد الوطني للقلب والرئة بجامعة إمبريال كوليدج بالمملكة المتحدة.

في البداية كيف كانت أجواء العمل في ظل انتشار كوفيد-19؟

ابنتي الصغيرة وُلدت حديثًا وسط أجواء عالمية من القلق والترقب الدائم لطفرات كوفيد-19.

ورغم استمرار المخاوف العالمية، لم أتوقف والفريق البحثي عن العمل بمركز أسوان للقلب؛ فمع بداية الوباء كان القرار ألا يتوقف المستشفى عن دوره في إنقاذ المرضى، لذا خصصنا جزءًا من المعمل للكشف المبكر عن المصابين بكوفيد-19 إضافةً إلى عملنا سواء في دراسة المسببات الوراثية لعدد من أمراض القلب أو حتى الدعم البحثي للجراحين والفرق الطبية، والذي يجري بصورة دورية.

كما نشرنا مؤخرًا ورقة بحثية في دورية نيتشر عن الأثر طويل المدى على الأوعية الدموية بالرئة من إصابات كوفيد.

وثمة بحث آخر حول كوفيد-19 قيد النشر.

ماذا عن سنوات الدراسة والتخصص في مجال التكنولوجيا الحيوية؟

أذكر سنوات الدراسة بألمانيا ومشاركتي في المشروعات البحثية، حيث اهتممت بدراسة تطبيقات التكنولوجيا الحيوية في تصميم البروتينات لعلاج مرضى سرطان الدم، كنا نشارك في تصميم وتنفيذ بروتينات للتغلب على نوع من السرطان وتعزيز الجهاز المناعي.

تلا ذلك انتقال آخر من التكنولوجيا الحيوية إلى الكيمياء الحيوية ودراسات الخلية وما يحدث فيها من خلل يؤدي إلى الإصابة بالأمراض، في تلك المدة ركزت على بحوث أمراض المخ والأعصاب، وتحديدًا البريونات أو البروتينات المعدية المسببة لتلف خلايا الأعصاب والإصابة بعدة أمراض مثل جنون البقر.

كان الانتقال في التطبيق العلاجي إلى البحوث الأساسية موضع انتقاد من بعض أساتذتي الذين كانوا يرون أهمية استكمال المسار ذاته في تطبيقات التكنولوجيا الحيوية.

 ماذا حدث بعد ذلك؟

رغبتي في خوض تحدٍّ جديد لفهم مسببات المرض بشكل أفضل، وأيضًا اتساقًا مع شخصيتي التي لا ترتضي بخوض الدروب ذاتها التي عرفتها والرغبة في البحث عن أسئلة جديدة وشغف البحث، لذلك لم يكن من الغريب أن تكون خطوتي التالية في مجال دراسات الخلية والجينات لأمراض القلب مع مؤسسة مجدي يعقوب، مسارًا ثالثًا وتعلُّمًا من جديد.

تراكُم الخبرات العلمية أهلني أن أكون في الموقع الداعم لقرارات الفرق الطبية وفقًا لما أنقله لهم من المعمل إلى غرف العمليات.

ما الذي تعلمتِه من العمل بالتوازي مع أكثر من جهة أكاديمية من دول مختلفة؟

التعاون مع الجامعات والمراكز البحثية والتفاعل مع الطلبة أمرٌ بالغ الأهمية ومشجع جدًّا، خاصة مشاركة الأفكار والبحث أملًا في الوصول إلى نتائج ومعارف جديدة، وحاليًّا الشراكة التي نقيمها بين مؤسسة مجدي يعقوب وجامعة إمبريال تعزز الاستفادة بالموارد المادية والمعملية، وتحقق نتائج بحثية أفضل وأسرع من العمل الفردي.

إضافةً الى أن التعاون المشترك يزيد من توسيع المدارك والتكامل بين التخصصات العلمية والتعلم، المهم ألا تكون الشراكات مشتتةً للجهد ومضيعةً للوقت.

 باحثة وزوجة وأم لطفلتين، كيف توازنين بين مسؤولياتك؟ 

الأمر ليس سهلًا، خاصة مع وجود أطفال ورغبتي في أن يكون لي دور مؤثر في حياة بناتي، هذا التحدي في التوازن بين المسؤوليات المختلفة دفعني إلى مراجعة أولوياتي كل عدة أشهر.

استعنت بمدربة مهارات حياة تناقشت معها كثيرًا في نمط حياتي ومسؤولياتي المهنية والأسرية، وكيف أعيد التوازن للعمل والأسرة دون أن أشعر بالذنب أو الإجهاد المستمر أو أصل إلى قرار التوقف والتضحية بالعمل من أجل الأسرة، هذا التدريب استغرق مني بعض الوقت، ولا أدعي أنني نجحت في جميع مسؤولياتي، إلا أنني تعلمت إدارة أموري بقدر من الواقعية والتوازن.

ما هي نصيحتك للفتيات اللاتي يردن خوض مسار البحث العلمي؟

من المهم أن تراجع الفتيات والباحثات كل فترة أولوياتهن وأثرهن على أسرهن والعمل والمجتمع، يجب أن يتعلمن إدارة الوقت وفقًا للأولويات التي حددنها، وأن يتقبلن أن بعض الأمور أو القرارات من الأفضل تأجيلها لوقت لاحق.

يجب أيضًا أن يتحلين بالثقة بالنفس والقدرة على مراجعة النفس وتقييم نصائح الآخرين، وهل هي بناءة أم هدامة.

أشعر أن الفتيات أكثر نقدًا وجلدًا لذواتهن، وبالتالي من الضروري أن تتفاءل الفتاة ولا تفكر في السلبيات، أو أن رأيها غير مؤثر.

أيضًا من الممكن في بعض البلاد أن تكون مسألة العدالة بين الرجال والنساء غير متحققة بالقدر الكافي في العمل، وهو ما يؤدي إلى نقص تمثيل المرأة في الوظائف القيادية، ولذلك نصيحتي أن تتحلى الفتيات بالشجاعة الكافية ولا تخشى الإدلاء برأيها.

 هل تمثل مواقع التواصل الاجتماعي دورًا مهمًّا لك؟

في حقيقة الأمر، لم أكن في السابق مهتمة بها، وتدريجيًّا بدأت أدرك أهميتها، أرى أن تويتر مفيد جدًّا في تبادل الأخبار وروابط الدراسات، كذلك لينكد إن حيث بدأت أكتب لتعريف المتابعين لي عند نشر بحث أو تنظيمنا لفعاليات في مؤسسة مجدي يعقوب.

شخصيًّا أنا مؤمنة بأهمية الإعلام والتواصل العلمي، وأرى أن توعية المجتمع أمرٌ بالغ الأهمية لمحاربة العلم الزائف وكذلك لسد الفجوة المعرفية، كما أن تناول الموضوعات العلمية على منصات التواصل الاجتماعي والإعلام يعزز من ثقة المجتمع بالعلم، وأعتقد أن ما نعيشه حاليًّا مع وباء كوفيد-19 أدى إلى زيادة الوعي بأمور تقنية كثيرة، مثل أهمية البحوث في مجال الفيروسات والطفرات الوراثية وسبل التشخيص وصناعة اللقاحات.

آمل في المستقبل أن أركز جهدي في إنتاج بودكاست أو كتاب أو برنامج لنشر الوعي والتعريف بما نقوم به من أبحاث وأهميتها لتحسين نوعية الحياة.

 

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا