Skip to content

16/12/22

على شركات الأدوية نبذ ’الإهمال المزمن‘ للنساء

Maternity check up
حقوق الصورة:Sarah Bones/CARE. (CC BY 2.0). This image has been cropped.

نقاط للقراءة السريعة

  • ’لا مساواة صارخة‘ في توفير الصحة الجنسية والإنجابية للمرأة
  • ’نزيف ما بعد الولادة‘ من ثغرات قطاع البحث والتطوير بشركات الدواء
  • الأبحاث تركز على السرطانات، لكن إستراتيجيات الوصول إلى الأدوية ’غائبة‘

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

دعت مؤسسة ’الوصول إلى الدواء‘ شركات الأدوية إلى إجراء تغييرات جوهرية في أعمالها الأساسية، لردم فجوات البحث والتطوير والوصول إلى الأدوية الخاصة بالصحة الجنسية والإنجابية للمرأة في البلدان منخفضة الدخل.

وفي تقرير مفصل وُجه إلى ممثلي الصناعة مطلع شهر ديسمبر الجاري، خلصت المؤسسة إلى أنه على الرغم من التقدم المُحرَز في مجال صحة المرأة وحقوقها في الخمسين عامًا الماضية، فإنه لا تزال هناك أوجه ’عدم مساواة صارخة‘ في الوصول إلى وسائل منع الحمل، والخدمات الصحية لدعم الحمل والولادة الآمنين، وعلاج الأمراض الجنسية والإنجابية.

ووجد الباحثون في المؤسسة أنه في البلدان منخفضة الدخل والمتوسطة، غالبًا ما تقصر هذه الخدمات الصحية عن تلبية الحد الأدنى من المعايير الطبية ومعايير حقوق الإنسان.

تُظهر إحصائيات منظمة الصحة العالمية أن معدلات وفيات الأمهات مرتفعة بشكل غير متناسب في البلدان منخفضة الدخل، إذ تبلغ في المتوسط 462 حالة وفاة لكل 100 ألف مولود حي، مقارنةً بإحدى عشرة حالة وفاة لكل 100 ألف في البلدان مرتفعة الدخل.

النساء والفتيات ”يتعرضن لإهمال مزمن“، كما تقول جياشري ك. أيير، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الوصول إلى الدواء، التي تُصدر تقريرًا سنويًّا يتتبَّع التقدم الذي تحرزه صناعة الأدوية بشأن الوصول العادل إلى الأدوية المنقذة للحياة.

وتضيف أيير لشبكة SciDev.Net: ”لدى صناع الأدوية ما يلزم من المنتجات والوسائل والحضور في السوق، لاتخاذ إجراءات، والتحرك بشكل أسرع، وعلى نطاق واسع حيال تلك القضية“.

ووفقًا للتقرير الذي صدر بالتزامُن مع مؤشر الوصول إلى الدواء لعام 2022، الذي أصدرته المؤسسة الشهر الماضي، يجب سد ثغرات محددة في البحث والتطوير، إذا أردنا تلبية الأهداف العالمية المتعلقة بحقوق المرأة في الرعاية الصحية الإنجابية والجنسية بحلول عام 2030.

وجدت الدراسة الاستقصائية التي تناولت شركات الأدوية الكبرى من قِبل مؤسسة ’الوصول إلى الدواء‘، ومقرها هولندا، أن البحث والتطوير يفتقر بشكل ملحوظ إلى المنتجات لتشخيص وعلاج النزيف الأمومي -السبب الرئيسي لوفيات الأمهات في جميع أنحاء العالم- وكذلك الإنتان الأمومي، وهو حالة أخرى تهدد الحياة، كما تم تحديد ثغرات في تشخيص فيروس الورم الحليمي البشري، وهو سبب لسرطان عنق الرحم وأنواع أخرى من السرطان.

ويتطلب العلاج الحالي لنزيف ما بعد الولادة حَقن عقار الأوكسيتوسين عن طريق الوريد أو العضل بواسطة عامل رعاية صحية ماهر، وهو أمرٌ غير متاح دائمًا في المجتمعات الفقيرة والنائية.

التقرير -الذي تم تقديمه إلى مقدمي الرعاية الصحية خلال ورشة عمل عقدها صندوق الأمم المتحدة للسكان في كوبنهاجن أول يومين بالشهر الجاري- سلط الضوء أيضًا على قصور إستراتيجيات الوصول لدى العديد من شركات الأدوية لضمان وصول الأدوية المتوافرة والمتعلقة بالصحة الجنسية والإنجابية إلى أولئك الذين يحتاجون إليها، ويخلص التقرير إلى أن العديد من الأدوية لا يتم تقديمها على نطاق واسع للتسجيل في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط.

”بشدة ركزت عمليات البحث والتطوير على السرطانات، وخاصةً سرطان الثدي“، وفق الباحثة التي عملت على التحليل بالدراسة، إيما شيفمان.

وتضيف: ”ثمة فجوات رئيسة في البحث والتطوير فيما يتعلق ببعض الظروف الصحية المسؤولة عن إنهاء حياة العديد من النساء في جميع أنحاء العالم، وخاصةً في البلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة، وفي الوقت نفسه، ورغم الاستثمار الكبير في البحث والتطوير المتعلق بمرض السرطان، لا تزال إستراتيجيات الوصول إلى المنتجات الناتجة عن هذه الأبحاث محدودة“.

ويأتي سرطان الثدي مثالًا بارزًا، إذ فحصت الدراسة 14 منتجًا من منتجات علاج سرطان الثدي، ووجدت أنه بالنسبة لأحد عشر منها، لم تتوافر إستراتيجيات لضمان حصول النساء في البلدان منخفضة الدخل على هذه المنتجات، كما أن البحث والتطوير فيما يخص وسائل منع الحمل غير متوافر أيضًا، وفق أيير.

وتضيف: ”لدينا عدد قليل جدًّا من وسائل منع الحمل الجيدة حقًّا التي يسهل استخدامها في العالم، لكن المرضى بحاجة إلى الاختيار“.

وفقًا للتقرير، فإن حوالي 214 مليون امرأة في سن الإنجاب يعشن في البلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة غير قادرات على الحصول على وسائل منع الحمل الحديثة، ما يُسهم في 111 مليون حالة حمل غير مقصود سنويًّا، وهو وضع تفاقم بسبب جائحة كوفيد-19، مع دخول العالم في حالة إغلاق.

على الرغم من ذلك، قطعت شركات الأدوية شوطًا طويلًا في توسيع نطاق الوصول إلى موانع الحمل، وفق آيير، التي استشهدت بشركات باير وفايزر أمثلة، وأضافت: ”لكنني أعتقد أن الخطوة الكبيرة التي ستشهدها السنوات القليلة المقبلة ستكون في الوصول إلى بعض منتجات علاج السرطان“.

ترى آيير أن الترخيص الطوعي -الذي يتيح تصنيع الأدوية الحاصلة على براءة اختراع بتكلفة معقولة، من قِبل الشركات المصنِّعة الأخرى في بلدان مختلفة- يؤدي دورًا مهمًّا في هذا الأمر.

وجد الباحثون أنه من بين جميع الأمراض الجنسية والإنجابية التي تناوَلها التحليل، فإن التراخيص الطوعية غير الحصرية -إذ تسمح الشركة للمرخص لهم من الباطن بتصنيع نسخ عامة من منتجاتهم وبيعها في البلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة- كانت متاحةً فقط في حالة مرض فيروس نقص المناعة البشرية.

وترى آيير أنه يجب على الشركات التطلُّع إلى التأكُّد من توافُر التراخيص الطوعية في وقت مبكر من دورة إنتاج الأدوية، وتضيف: ”الترخيصات الطوعية هي التي قد توفر حقًّا هذا الحجم من إمكانية الوصول“.

وتعتقد آيير أن شركات الدواء قد تؤدي دورًا أساسيًّا كذلك في ’تقليص هامش الربح‘ في نظام الرعاية الصحية بشكل عام، ”لا يمكننا أن نتوقع أن يدفع شخصٌ أو جهةٌ ما في العالم تلك الهوامش المرتفعة للربح من أجل دعم مثل تلك المبادرات في تلك البلاد“.

وترى آيير أن الشركات بحاجة إلى رؤية النساء والفتيات مصدرًا رئيسًا للدخل في البلدان منخفضة الدخل، والبحث عن سبل لإتاحة المنتجات بالكميات المطلوبة وبأسعار أقل، ”أعتقد أن هذا هو ما قد يغير القطاع حقًّا“.

”هناك الكثير الذي يجب عمله في الأعمال الأساسية للشركات نفسها، وإلا فإننا نتسبب في فجوة كبيرة في العالم ولا نسعى لحل مشكلات عدم المساواة على الإطلاق، وهذه هي رسالتنا في هذا التقرير“، وفق آيير.

شركات الأدوية يمكنها أن تؤدي دورًا أوسع في تحسين صحة المرأة في البلدان منخفضة الدخل والمتوسطة، إذ يسهم سوء التغذية والزواج المبكر والولادة وفقر الدم ونزيف الأمهات في ارتفاع معدلات وفيات الأمهات، وفق أجنيميتا جيري ساركار، طبيبة استشارية في معهد صحة الطفل في كـُلـْكـَتا بالهند، كما تنشط أيضًا في العمل على زيادة الوعي بالسرطان وفيروس نقص المناعة البشرية.

تقول ساركار لشبكة SciDev.Net: ”ينبغي التركيز فورًا على تعزيز الوعي بالصحة الجنسية للإناث، وتطوير إستراتيجيات التطعيم المستهدفة وتحسين وصول الإناث إلى خدمات الرعاية الصحية“.

وأضافت: ”لا يمكن لشركات الأدوية أن تؤدي دورًا حاسمًا في البحث والتطوير والتمويل في مجال الصحة الاجتماعية فحسب، بل يمكنها أيضًا إشراك شبكاتها في تحقيق هذا الهدف“.

وصرحت متحدثة باسم شركة الرعاية الصحية الأمريكية ’جونسون آند جونسون‘ بأن الشركة ملتزمة بتطبيق نتائج البحث العلمي؛ ”للتصدي للتحديات الصحية العالمية المستمرة والناشئة“.

وأشارت إلى أن الشركة عملت مع معهد موناش للعلوم الصيدلانية بجامعة موناش بأستراليا؛ لتعزيز تطوير نسخة مستنشقة من عقار الأوكسيتوسين لعلاج نزيف ما بعد الولادة.

وقالت: ”هذا التعاون دعمته التجارب السريرية للمرحلة الأولى، ونواصل العمل عن كثب مع موناش لاستكشاف المزيد من أجل تطوير هذا الابتكار المحتمل لدعم الحوامل والعاملين الصحيين الذين يدعمونهم“.

هذا الموضوع أنتج عبر النسخة الدولية لموقع   SciDev.Net