Skip to content

28/04/22

تقنية تجفيف شرش اللبن تنتقل إلى دول عربية

whey
حقوق الصورة:Sana Jaballah/ SciDev.Net

نقاط للقراءة السريعة

  • مشروع تابع للمفوضية الأوروبية يُعنى بنقل تقنية تجفيف شرش اللبن للاستفادة منه
  • نقل التقنية الجديدة بدأ في مصر وتونس، وهي أول بلدان شمال أفريقيا المشاركة
  • المنتج الثانوي لصناعة الأجبان يُصرف إلى المجاري، ويُستورد مكملًا غذائيًّا

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[القاهرة] يجري نقل تكنولوجيا فعالة لتجفيف شرش اللبن إلى أول دولتين بالمنطقة، ضمن مشروع أورومتوسطي يجمع جهاتٍ بحثيةً في جنوب أوروبا وشمال أفريقيا.

شرش اللبن، أحد المكونات الثانوية لصناعة الأجبان الذي قلما يُلتفت إليه في دول المنطقة، فرغم فوائده الكبيرة ودخوله في العديد من الصناعات الغذائية، إلا أن أغلب مصانع الألبان الصغيرة والمتوسطة تتخلص منه بالمصارف، لتتسبب في مشكلات بيئية تضاف إلى هدر الغذاء.

ويكتمل المشهد العجيب بأن تستورد الشركات شرش اللبن مجففًا؛ للاستفادة من منتجاته الغذائية للرياضيين.

ذلك الخلل في إدارة هذا المنتج الثانوي يجري تداركه حاليًّا في كلٍّ من مصر وتونس، في إطار مبادرة ’بريما‘ المدعومة من برنامج الاتحاد الأوروبي للبحث والابتكار ’هورايزون 2020‘، والتي تهدف إلى إدارة مستدامة لأنظمة المياه والغذاء في منطقة البحر المتوسط.

ينطوي المشروع على استخدام تقنية خاصة للاستفادة من شرش اللبن، بالتعاون بين 10 مراكز بحثية من 6 دول تتضمن مصر وتونس وتركيا وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا.

المشروع بدأ رسميًّا في ديسمبر عام 2019 بدراسات ميدانية لتقدير حجم الهدر في شرش اللبن، سواء في تونس أو في مصر، والمشكلات البيئية الناجمة عنه، وفق أمجد القاضي، مدير مركز تكنولوجيا الصناعات الغذائية والتصنيع الزراعي بوزارة التجارة والصناعة في مصر.

تبع هذه البداية -كما يقول القاضي لشبكة SciDev.Net– ”ورش عمل وتصميم النموذج الأولي للتقنية المستخدمة في التجفيف، ويجري التطبيق على مراحل في كلا البلدين لقياس كفاءة التقنية“.

التقنية المستخدمة هي ’التجفيف بالاحتراق النبضي‘، وهي طريقة تجمع بين الحرارة والموجات الصوتية القوية.

وتتميز هذه التقنية بأنها موفرة للطاقة بنسبة 25٪ مقارنةً بالوسائل التقليدية، وتحوِّل السوائل إلى مسحوق على الفور مع الحفاظ على القيمة الغذائية.

يشير القاضي إلى أنه عند تصنيع الجبن يتم تحويل 10-25٪ من الحليب إلى أجبان، والنسبة المتبقية  تكون في صورة شرش اللبن، الذي يحتوي على حوالي 50٪ من العناصر الغذائية للحليب، مثل الأحماض الأمينية الأساسية والبروتينات سريعة الهضم والفيتامينات والمعادن واللاكتوز، وكلها عناصر أساسية لبناء جسم الإنسان وتنشيط جهازه المناعي.

ووفقًا لبيانات غرفة الصناعات الغذائية المصرية، يصل حجم الإنتاج الكلي لمصانع الألبان في مصر إلى أكثر من 766 ألف طن من الأجبان سنويًّا، مقابل مليوني طن من شرش اللبن، كما أن أكثر من 90% من مصانع الألبان التي تصنف ما بين صغيرة إلى متوسطة، ليس لديها التقنيات الحديثة لتجفيف شرش اللبن.

يلفت القاضي إلى ارتفاع التكلفة في حالة استخدام الوسائل التقليدية للتجفيف، بالإضافة إلى عدم وجود سوق محلية لشراء المنتج النهائي وتداوله.

وخلال استبانة أجراها المركز للعاملين بنحو 77 مصنع ألبان، تبيَّن أن أغلب المصانع تتخلص من شرش اللبن في المصارف العمومية والمجاري المائية، في حين يستخدمه بعضهم مادةً تضاف إلى الأعلاف أو كمحلول حافظ للأجبان.

على الجانب الآخر، يشير القاضي إلى أن مصر تستورد مكونات شرش اللبن بكميات كبيرة في صورة مسحوق البروتين المركز، بحوالي 78 مليون دولار سنويًّا، إذ يتراوح سعر الطن وفق مواصفاته الفنية ما بين 600 إلى 3000 دولار، يُستخدم مكملاتٍ غذائيةً للرياضيين، ولضبط نسبة البروتين في تركيبات ألبان الأطفال وفي صناعة أنواع من الحليب لمَن يعانون من حساسية بروتين الألبان البقرية.

المشهد في تونس يبدو مقاربًا، كما توضح سناء جاء بالله، مديرة وحدة البحوث والتطوير بالمركز الفني للصناعات الغذائية، الذي يعمل تحت إشراف وزارة الصناعة هناك؛ فغياب وسائل التعقيم وإدارة المخلفات بمصانع الأجبان يُعد من المشكلات التي تجب معالجتها.

تقول سناء لشبكة SciDev.Net: ”حتى وقتنا هذا لا تجري الاستفادة من مخلَّفات صناعة الأجبان والمنتجات الثانوية في قطاع الإنتاج بالمدن والريف، لعدة أسباب منها عدم التحكم في تقنية التخزين ونقل المنتجات الثانوية، والتكلفة المرتفعة لإقامة وحدات تجفيف، وعدم وجود جدوى اقتصادية لأصحاب المعامل الصغيرة والمتوسطة من إنتاج شرش اللبن وتسويقه“.

وتستطرد: ”لذلك فإن نقل التقنية الذي يتم حاليًّا مع المراكز البحثية الأوروبية سيعزز من الاستفادة من هذا المنتج، ويؤهل لظهور أسواق جديدة تسوِّق لطرق غذائية بديلة، كما يمكن التفكير في إقامة وحدة تجميع مركزية لتعظيم الاستفادة منه“.

في مصر، تجري حاليًّا دراسة مشروع لإنشاء مركز تجميع شرش اللبن ومعالجته بمناطق تمركز صناعة الجبن بالمحافظات المصرية، إلى جانب تقديم الدعم الفني المطلوب لإنشاء مثل هذه المشروعات وتطوير منتجات غذائية بإدخال الشرش مكونًا أساسيًّا فيها، مما يعود بالفائدة على الصناعات الغذائية ويقلل من الاعتماد على المنتج المستورد، وفق القاضي.

نال المشروع ثناء حمدي عبد السميع، أستاذ صحة وسلامة الأغذية بجامعة بنها في مصر، مشيرًا إلى أن شرش اللبن يصنَّف أهم منتج ثانوي في صناعة الأجبان؛ لاحتوائه على العديد من العناصر الغذائية، ”وللأسف لا تتوافر في الدول النامية إمكانية تجفيفه بتكلفة مناسبة، كما أن تخزينه وتجميعه يتطلب مساحات ومعدَّات وإمكانيات مكلفة“.

أما في الدول المتقدمة فيجفف ويضاف إلى المخبوزات والبسكويت وأغذية الأطفال، كما تُستخلص مكوناته كلٌّ على حدة باستخدام تقنية الترشيح الفائق، وفق عبد السميع.

يؤكد القاضي أن المشروع سينتهي في نوفمبر 2022 بعد التأكد من نجاح النموذج الأولي والقدرة على استدامة المشروع، مشيرًا إلى أن جائحة كوفيد-19 كانت سببًا في تعطُّله لفترة كبيرة.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا