Skip to content

22/03/23

اقتراح بجلب طفيلي قد يوقف انتشار دودة الحشد الخريفية

faw_larvae_y_shape_1200x1000-996x567
حقوق الصورة:CABI

نقاط للقراءة السريعة

  • دراسة تقترح جلب طفيل من الأمريكتين لمكافحة دودة الحشد الخريفية
  • يتطفل على يرقات الآفة الخطيرة في معظم أطوارها، ودائرة عوائله ضيقة
  • صاحب الاقتراح يقول إن اقتراحه جدير بالمحاولة نظرًا للفساد الذي عاثته الآفة

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[القاهرة] أبرزت دراسة من بين الأعداء الطبيعيين لدودة الحشد الخريفية في بيئتها الأصلية طفيليًّا أثبت فاعليةً في مكافحة الآفة التي عاثت فسادًا كبيرًا في زراعات المحاصيل المهمة والإستراتيجية بالمنطقة ومناطق أخرى.

فلصالح المؤسسة الأم لشبكة SciDev.Net، ’كاب الدولية‘، وفي معاملها، أجرى عالِمها مارك كينيس دارسةً استعرضت آفاق وقيود استخدام هؤلاء الأعداء في المكافحة الحيوية التقليدية للحشرة التي نشرت ذعرًا في الأوساط الزراعية.

وبعد مراجعة عدد من الطفيليات الأخرى، يعتقد كينيس -رئيس قسم تحليل المخاطر وبيئة الغزو في المركز السويسري التابع لكاب الدولية- أن دبورًا طفيليًّا يُدعى ’إيفوسوما لافيجماي‘، وينتمي إلى النمسيات، هو الأجدر والأكثر ملاءمةً لمكافحة دودة الحشد الخريفية.

ووفقًا للباحث فإن ما بين ثلاثة إلى أربعة طفيليات تصلح لأداء المهمة، لكن اختياره هو الأكثر قدرةً على تحديد العدو وعدم مهاجمة حشرات أخرى، وتقدمه الدراسة على غيره، خاصةً أنه ينتمي إلى البيئة نفسها التي نشأت فيها هذه الآفة.

بعض هذه الطفيليات يتطفل على الطور البكير أو الأخير من يرقات الآفة، والبعض يقتلها قبل بلوغها مرحلة النضج، لكن الطفيل المقترح يهاجم –بانتظام- يرقات دودة الحشد الخريفية، في الطور الأول والثاني، ويقضي عليها وهي في الطور الخامس.

من ثم، خلصت نتائج الدراسة التي نُشرت في مجلة ’علم الحشرات الاقتصادي‘ إلى أن ”الطفيل المنتشر في الأمريكتين، بحسبانه عدوًّا طبيعيًّا حيويًّا، يُعد أحد أمثل السبل الصديقة للبيئة لمواجهة خطر انتشار هذه الآفة“.

ويشير كينيس إلى أنه في حالة إطلاق هذا الطفيلي في المناطق التي غزتها دودة الحشد الخريفية، فالراجح أنه يُسهم في مكافحتها.

عن ”جلب الطفيلي [المقاوم] من منشئه“، يقول كينيس لشبكة SciDev.Net: ”في حين أن الأمر أكثر تعقيدًا من برامج المكافحة الحيوية التقليدية الأخرى، إلا أنه يستحق المحاولة بسبب المشكلات التي أشاعتها العثة الغازية في أفريقيا وآسيا“.

ودودة الحشد الخريفية بوصفها آفةً عابرة للحدود، انتقلت من موطنها بالأمريكتين إلى غرب أفريقيا عام 2016 حيث تسببت في خسائر كبيرة في محاصيل الذرة الشامية في أكثر من 44 دولة أفريقية.

كما تعرضت بلدان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمخاطر هذه الآفة، مثل مصر واليمن والصومال وسوريا ولبنان والعراق والإمارات العربية المتحدة، وكانت بداية فوران هذه الحشرة في المنطقة في جنوب السودان في يوليو عام 2017.

يلفت ثائر ياسين -المسؤول الإقليمي عن وقاية النباتات في مكتب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة لمنطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا (الفاو)- إلى أن للحشرة الكاملة من دودة الحشد الخريفية قدرةً عاليةً على الطيران ووضع الكثير من البيض في المناطق التي غزتها، ما يمكِّنها من الانتشار وإحداث أكبر قدر من الضرر.

كذلك، فإن الآفة متعددة العوائل التغذوية (قارتة)؛ إذ يبلغ عدد المحاصيل المضيفة لها 350 نوعًا، معظمها من الحبوب الغذائية الرئيسية، بما في ذلك الذرة والأرز.

تسبب دودة الحشد الخريفية خسائر سنوية تقدَّر بنحو 9.4 مليارات دولار أمريكي في أفريقيا وحدها، كما أن لغزو الآفة البلدان النامية تأثيرًا كبيرًا على دخل الأسرة والأمن الغذائي، وفقًا لدراسة نُشرت في عام 2021.

يوضح كينيس أن الطفيلي المقترح استخدامه مقاومةً لها يتسم بفاعلية وكفاءة تجعله مرشحًا جيدًا لتجنُّب التأثيرات غير المستهدفة على الأنواع المحلية الأخرى من قشريات الأجنحة.

ويُثني ياسين على الدراسة، ويوضح أن الفاو تعمل بالفعل على مثل هذه المقاومات الطبيعية لدودة الحشد الخريفية، ”منذ عام ٢٠١٧ ونحن نعمل على إكثار وإنتاج الأعداء الحيوية بالمنطقة“، مشيرًا إلى أن العدو الحيوي المقترح في الدراسة ليس موجودًا في منطقتنا.

وفقًا لياسين فإن الأعداء الحيوية هي الحل الأفضل لمكافحة دودة الحشد الخريفية، لذلك أجرت الفاو حصرًا لعدد كبير من الأعداء الحيوية في مصر وسوريا ولبنان والعراق والأردن، وبعض هذه الأعداء أظهر فاعليةً وكفاءةً كبيرة، في مصر على سبيل المثال يوجد مختبر قرية شندويل في سوهاج لإنتاج أحد الأعداء الحيوية الجيدة بتمويل من المنظمة.

”في 2018، نظمت ’الفاو‘ تدريبًا في المنطقة عن طريق خبراء من كينيا، حول كيفية حصر الأعداء الحيوية وجمعها، وبالفعل حققت بعض بلدان المنطقة تقدمًا كبيرًا في هذا الجانب، مثل فلسطين والأردن، اللذَين حققا نجاحًا ’مذهلًا‘ في مشروع حصر الأعداء الحيوية الذي أتممناه الأسبوع الفائت“، يوضح ياسين.

وفقًا للمسؤول الإقليمي لوقاية النباتات في المكتب الإقليمي للفاو، فإن أكثر بلدان المنطقة تعرضًا لتهديدات دودة الحشد الخريفية هي مصر؛ لأنها أكبر منتج لمحصول الذرة في المنطقة، لذلك نظمت ’الفاو‘ في مصر وحدها أربعة مشاريع للمكافحة الحيوية، في حين نظمت مشروعًا واحدًا لباقي المنطقة.

ويستطرد: إن إحدى أكبر المشكلات التي واجهت الفاو في مشروع الأعداء الحيوية هي إقناع المزارعين باستخدام هذه الطريقة، خاصةً أن الطفيليات لا تُرى بالعين المجردة، لكن نجحت مدارس المزارعين الحقلية التي نظمتها المنظمة في إقناع المزارعين في النهاية، وبالفعل قبلوا استخدام الأعداء الحيوية بعد تحقيق نتائج رأوها بأعينهم في الحقول التجريبية.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا