Skip to content

13/07/22

براءة اختراع لرقعة نانوية بديلة لقطرة العين

51717440001_14b2e4cbb5_c
حقوق الصورة:Heiko Philippin/ Community Eye Health. CC license: (CC BY-NC 2.0).

نقاط للقراءة السريعة

  • رقعة بوليمرية، متعددة الطبقات، قابلة للتحلل حيويًّا، غير جراحية، تلصق تحت الجفن السفلي للعين
  • بديل للقطرة بمنزلة جرعة واحدة، ومادتها الدوائية عبارة عن كريات نانوية، مصفوفة في ألياف نانوية
  • تطلق الدواء بانتظام وبطء على مدار عشرة أيام، وتحل عدة مشكلات لبدائل القطرة في علاجات العين

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[القاهرة] نجحت فكرة استخدام رقعة معدة بتقنية النانو، ومحملة بمادة علاجية حين جُربت في إيصال الدواء إلى عيون حيوانات التجارب.

نجاح الرقعة التي ابتكرها فريق بحثي من مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا بمصر، يمهد لظهور بديل جديد للقطرة، وهي الطريقة الأكثير شيوعًا في وضع الدواء بالعين.

مشكلة القطرة أن نسبةً تتراوح بين 95 و97% تهدر عقب تقطيرها مباشرة، وتستفيد العين بالنسبة الضئيلة المتبقية فحسب.

والحل تمثل في بعض الخيارات البديلة، مثل استخدام هلام ’جل‘، والعدسات اللاصقة العلاجية، والحبيبات القابلة للذوبان السريع في العين، إلا أن عديدًا من المشكلات التي صاحبت تلك البدائل جعلت القطرة هي الخيار الأفضل.

يتقيد استخدام ’الجل‘ علاجًا بتوقيت استخدامه؛ إذ يتعين على المريض وضعه في العين قُبيل النوم فقط، بينما تسبب العدسات اللاصقة العلاجية أعراضًا جانبيةً كالحساسية، فضلًا عن ارتفاع أسعارها.

أما الرقعة النانوية المبتكرة المحملة بالدواء، والتي مُنحت مؤخرًا براءة اختراع من مكتب براءات الاختراع البريطاني، فتتجنب تلك المشكلات، كما أنها تعالج المشكلة الرئيسة للقطرة، وهي فقدان كمية كبيرة من المادة العلاجية عقب الاستخدام، جنبًا إلى جنب مع قصر فترة الصلاحية.

”حجم الرقعة لا يتجاوز ملليمترين في 3 ملليمترات، وسمكها حوالي 100 ميكرون“، كما يبين إبراهيم الشربيني، المدير المؤسس لبرنامج علم النانو ومركز أبحاث علوم المواد بمدينة زويل.

ويضيف الشربيني: ”وهي مصنوعة من ألياف نانوية، وداخلها كريات محملة بالمادة الدوائية“.

وتوضع تلك الرقعة تحت الجفن السفلي للعين، لتساعد مادته المخاطية على التصاقها، وتسمح الألياف المصنعة منها بانطلاق المادة الدوائية ببطء إلى داخل العين وبتوزيع منتظم في مساحة العين كلها.

اختبر الفريق البحثي هذه الفوائد على عيون الأرانب والبقر، ونُشرت نتائج الدراسة في دورية ’طب النانو‘، واستُخدم خلال الدراسة مضاد حيوي ’أزيثروميسين‘، المحمل داخل الكريات النانوية الموجودة في الرقعة الدوائية، وأثبتت النتائج أن عملية إطلاق الدواء استمرت 10 أيام داخل العين، وكانت هناك فاعلية في علاج العدوى البكتيرية بالعين، كما يؤكد الشربيني.

ويضيف الشربيني لشبكة SciDev.Net: ”هناك العديد من الفوائد التي تتحقق من خلال استخدام تلك الرقعة النانوية، أُولاها تحقيق استفادة بنسبة 100% من المادة الدوائية، ومن ثم فاعلية أكبر في العلاج، كما أن الرقعة لا تعوق الرؤية ويمكن استخدامها بسهولة، بالإضافة إلى أن تكلفة إنتاجها لا تتعدى جنيهات قليلة (دولار تقريبًا)“.

ويعمل الفريق البحثي حاليًّا على مزيد من التجارب على تلك الرقعة تمهيدًا للتجارب السريرية على البشر، بالإضافة إلى إجراء مزيد من التطوير لتصميمات أخرى منها بغية علاج العديد من أمراض العيون، منها على سبيل المثال رقعة محملة بمادة دوائية تُستخدم لعلاج جفاف العين، وثانية في علاج سرطان العين، وأخرى ذات تصميم نانوي معدل لعلاج الجلوكوما، وجارٍ إجراء تجارب لاختبار فاعليتها في العلاج.

يعلق ناشد وليم -الاستشاري بمعهد بحوث أمراض العيون في مصر- على الاختراع، قائلًا لشبكة  SciDev.Net: ”الرقعة تحل مشكلة مهمة، والنتائج على الحيوانات تشير إلى أنه اختراعٌ واعد، لكن فرصه في التطبيق متوقفةٌ على نجاح التجارب السريرية على البشر“.

وإضافةً إلى ذلك، فإن بعض الأفكار التي تكون صالحة معمليًّا، وتؤتي ثمارها في التجارب السريرية، قد تصطدم عند التطبيق بعدم القدرة على إنتاج كميات كبيرة صالحة للاستخدام التجاري، ويتساءل ناشد: ”هل وُضع هذان الأمران في الحسبان؟“.

يتفق الشربيني مع وليم على أهمية التجارب السريرية، ويقول: ”أثبتنا نجاح الفكرة، ونُثبتها في دراسات أخرى تجرى الآن، ولن تكون هناك مشكلة في التجارب السريرية، حال تم إقرار القانون الذي يسمح بذلك في مصر، لأننا لا نخترع العجلة من جديد“.

وأردف: ”الأدوية التي نستخدمها هي أدوية تمت تجربتها ومتاحة تجاريًّا، فقط نحن نغير من أداة التوصيل وطريقتها، والتجارب السريرية في مثل هذه الحالات تكون من النوع السريع الذي يُجرى لمدة عام واحد فقط على 100 مريض بحدٍّ أقصى“.

ويشير الشربيني إلى قيمة النانو، ”هي تقنية تعظِّم الاستفادة من أدوية بالفعل موجودة في السوق، وتجعلها متاحةً بأسعار أقل بكثير؛ لأنها تتيح الاستفادة من كل جرام في المادة الدوائية“.

أما بالنسبة للإنتاج الكبير، فيوضح الشربيني أنهم نجحوا في تصميم ماكينة وتنفيذها بأحد المصانع الصينية، تستطيع إنتاج آلاف الرقعات النانوية، وبلغت تكلفة هذه الماكينة مبلغًا زهيدًا جدًّا، كما أن المواد المستخدمة في الإنتاج رخيصة، ومصرح باستخدامها في علاج أمراض العيون.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا