Skip to content

28/02/22

تعزيز مكافحة كوفيد-19 في أفريقيا بنقل تكنولوجيا اللقاحات

vaccine covid
حقوق الصورة:Image by Hakan German from Pixabay

نقاط للقراءة السريعة

  • ست دول أفريقية تحصل على التكنولوجيا اللازمة لتصنيع لقاحات كوفيد-19
  • تم تحصين 12% فقط من سكان القارة السمراء تحصينًا كاملًا
  • يجب على البلدان تأمين أسواق اللقاحات المنتجة محليًّا

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[كمبالا] أعلنت منظمة الصحة العالمية أن ست دول أفريقية ستتلقى التكنولوجيا التي ستمكِّنها من تصنيع لقاحات كوفيد-19، في محاولة لتقليل الاعتماد على المنتجين من خارج القارة.

ووفق المنظمة، فإن مصر وكينيا ونيجيريا والسنغال وجنوب أفريقيا وتونس ستحصل على تكنولوجيا لقاح مرسال الحمض النووي الريبي (الرنا المرسال)، إلى جانب المعرفة اللازمة لتصنيع اللقاحات ودعم تدريب العلماء.

يُعد هذا النهج جزءًا من مبادرة عالمية ترمي إلى مساعدة البلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة على الوصول إلى التكنولوجيا اللازمة لإنتاج لقاحات الرنا المرسال على نطاق واسع وفق المعايير الدولية من أجل القضاء على جائحة كوفيد-19.

لقاحات الرنا المرسال، التي تستخدمها شركتا فايزر بيوتك ومودرنا في جرعاتهما الخاصة بهما، تعمل على إصدار تعليمات توجه الخلايا لإنتاج بروتين يُفضي إلى استجابة مناعية لمحاربة الفيروسات عند دخولها الجسم، وقد قامت هاتان الشركتان حتى الآن بتسليم غالبية جرعاتهما إلى الدول الغنية، ولم تُعِر أي منهما البلدان ذات الدخل المنخفض اهتمامًا.

مسلك الشركات هذا كان محل استنكار وإنذار من قِبل مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في حفل أقيم يوم الجمعة (18 فبراير) استضافه المجلس الأوروبي وفرنسا وجنوب أفريقيا ومنظمة الصحة العالمية خلال قمة الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي في بروكسل.

قال غيبريسوس:  ”لم يُظهر أي حدث آخر مثل جائحة كوفيد-19 أن الاعتماد على عدد قليل من الشركات لتزويد السلع العامة العالمية أمر مقيد وخطير“.

من ثم، قوبل الإعلان بحفاوة مشوبة بالإثارة في أفريقيا، حيث تم تطعيم حوالي 12% فقط من السكان تطعيمًا كاملًا ضد كوفيد-19، وفقًا لبيانات من المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، والتي قال مديرها جون نكينجاسونج: ”حقًّا أنا سعيد برؤية هذا التقدم“.

يقول نيكنجاسونج: ”الطريقة التي نكافح بها الوباء القادم ستختلف تمامًا؛ لأن القارة ستكون حينئذٍ منتجةً للقاحات ووسائل التشخيص“.

يأتي هذا التطور بعد إنشاء مركز نقل تكنولوجيا لقاح الرنا المرسال، يديره مجمع لمنظمة الصحة العالمية في جنوب أفريقيا، والذي سيتبادل المعرفة الفنية مع مصنِّعي اللقاحات في البلدان الستة.

وقال تيدروس إن منظمة الصحة العالمية وشركاءها ستدرب وتساعد في بناء القوى العاملة اللازمة عبر سلسلة القيمة، مع مركز تدريب يُعلَن عنه في الأسابيع المقبلة.

وقال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا: إن تمكين أفريقيا من صنع لقاحات خاصة بها يعني ”الاحترام المتبادل والاعتراف بما يمكننا جميعًا تقديمه للموقف، والاستثمار في اقتصاداتنا، والاستثمار في البنية التحتية، وبطرق عدة، رد الفضل للقارة“.

وأضاف: ”يتعين على المنظمات مثل مرفق كوفاكس [مبادرة إتاحة لقاحات كوفيد-19 بإنصاف] وجافي [تحالف اللقاحات] الالتزام بشراء اللقاحات من المصنِّعين المحليين لدينا، إنهم بحاجة إلى شرائها من المحاور المنتجة محليًّا بمجرد أن يبدأوا العمل“.

كما دعا رامافوزا الدول الأوروبية إلى الموافقة على التنازل عن حقوق الملكية الفكرية لتكنولوجيا كوفيد، والذي كان معروضًا على منظمة التجارة العالمية منذ أكثر من عام.

وأضاف: ”الحكومات الجادة حقًّا في تأمين حصول [شعوب] العالم على اللقاحات يجب عليها أن تؤكد موافقتنا على التنازل عن حقوق الملكية الفكرية المتعلقة بالتجارة كما طرحناها“.

في نهاية المطاف، سيدعم مركز نقل تكنولوجيا الرنا المرسال وصول اللقاحات إلى الجميع، ويقوِّي الأمن الصحي ويعزِّز الاعتماد على النفس في المستقبل، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، وتقول إن هذه التقنية يمكن أن تُستخدم أيضًا للأنسولين من أجل علاج داء السكري وأدوية السرطان، وربما لقاحات لأمراض مثل الملاريا والسل وفيروس نقص المناعة البشرية.

وردًّا على إعلان الصحة العالمية، تقول منظمة أطباء بلا حدود: ”تنويع قدرة تصنيع لقاح الحمض النووي الريبي في البلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة يجب أن يكون أولويةً صحيةً عالمية“.

”زيادة المناطق التي تنتج لقاحات الرنا المرسال بوصفها استعدادًا ضروريًّا ضد الأمراض المعدية يمكن أن تعزز الاستجابة لا لمرض كوفيد-19 والأمراض المُعدية المستقبلية فحسب، بل أيضًا للأمراض الموجودة مثل الملاريا والسل وفيروس نقص المناعة البشرية“.

لذا فقد أعلنت شركة التكنولوجيا الحيوية الألمانية بيونتك يوم الأربعاء (16 فبراير) أنها ستبتدع تقنيةً يمكن الوصول إليها لتصنيع لقاحات الرنا المرسال في رواندا والسنغال عام 2022، على أن تجري عملية ملء العبوات باللقاح وعملية إتمام تغليفها للتوزيع، بالتعاون في غانا.

في وقت سابق من هذا الشهر، فإن أفريجين، وهي جزء من اتحاد جنوب أفريقي يتبع منظمة الصحة العالمية، أعلنت أنها طورت نسختها الخاصة من لقاح الرنا المرسال، بناءً على البيانات المتاحة للجمهور حول تركيبة لقاح موديرنا، ليتم اختبارها في الأشهر المقبلة.

بيد أن تأمين الأسواق واستدامتها لتوزيع اللقاحات الأفريقية مسألة ذات بال، كما صرح باتريك تيبو، المدير التنفيذي لمبادرة تصنيع اللقاحات في أفريقيا.

يقول تيبو لشبكة SciDev.Net: ”في حين أن الوصول إلى التكنولوجيا من حيث الوصفات المكتوبة، والتصريح باستخدامها أمر مهم، فإن أفريقيا بحاجة إلى أن تكون واثقةً من تأمين واستدامة سوق لمنتجاتها“.

وأوضح تيبو: ”أعتقد أنه من دون تأمين السوق لن ينجح الأمر؛ لأننا نحتاج إلى معرفة أين سنبيع وكيف سنبيع وماذا سيحدث للمنتجات“.

 

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم أفريقيا جنوب الصحراء الناطق بالإنجليزية.