Skip to content

11/08/22

اللقاحات الجديدة والقديمة يمكن أن تكبح مقاومة الأدوية

Argentina_AMR_MAIN
حقوق الصورة:Sarah Pabst/WHO

نقاط للقراءة السريعة

  • منظمة الصحة تقدر وفيات عام 2019 ذات العلاقة بمقاومة مضادات الميكروبات نحو 5 ملايين حالة
  • ولا بد من الحث على زيادة استخدام اللقاحات للمساعدة في إيقاف مقاومة مضادات الميكروبات
  • المنظمة تستعجل الانتهاء من اللقاحات الجديدة ضد السل وغيره من أنواع العدوى البكتيرية

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[نيودلهي] استعجلت منظمة الصحة العالمية تجارب اللقاحات الجديدة المرشحة، وحثت على تكثيف استخدام اللقاحات الموجودة حاليًّا، مشددةً على ضرورة الإسراع في هذا للوقاية من حالات العدوى التي تهدد الحياة، والتي لم يعد من الممكن التغلب عليها بالأدوية المضادة للميكروبات.

تحدث مقاومة مضادات الميكروبات عندما تصير البكتيريا أو الفيروسات أو الفطريات أو الطفيليات غير مستجيبة للأدوية مثل المضادات الحيوية أو مضادات الفيروسات، وقد عدتها المنظمة من أكبر التهديدات العالمية للصحة العامة، وهي آخذةٌ في الازدياد بشتى أنحاء العالم.

في عام 2019، ارتبط ما يقدر بنحو 4.95 ملايين حالة وفاة بمقاومة مضادات الميكروبات، وفق تقرير جديد للمنظمة، وهو الأول من نوعه على الإطلاق حول اللقاحات البكتيرية قيد التطوير.

وما يقدر بنحو 5.7 ملايين حالة وفاة تقع كل عام في البلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة، كان يمكن منعها إذا استُخدمت المضادات الحيوية المناسبة، وفقًا للوكالة الأممية.

وتُظهر أرقام منظمة الصحة العالمية أن حالات العدوى المرتبطة بأجهزة التنفس الصناعي والقسطرات في البلدان منخفضة الموارد أعلى مما في الولايات المتحدة بنحو 13 مرة، في حين أن حالات العدوى في المستشفيات بين الأطفال حديثي الولادة في البلدان منخفضة الدخل تزيد بما يرقى إلى 20 مرة عما بالبلدان ذات الدخل المرتفع.

والحال كذلك، فإن تقرير منظمة الصحة العالمية يقول إن اللقاحات يمكن أن تكون أدواتٍ قويةً لدرء مثل حالات العدوى هذه، وربما تساعد في خفض استخدام الأدوية المضادة للميكروبات إلى أدنى حد.

وتقول مساعدة المدير العام للمنظمة لشؤون مقاومة مضادات الميكروبات، حنان بلخي: ”إن الوقاية من العدوى باستخدام التطعيم تقلص استخدام المضادات الحيوية، والتي تُعد أحد الحوافز الرئيسة على مقاومة مضادات الميكروبات“.

”ومع ذلك، فإنه من بين أكبر ستة مسببات الأمراض البكتيرية المسؤولة عن الوفيات بسبب مقاومة مضادات الميكروبات، فإن مرضًا وحيدًا، وهو مرض المكورات الرئوية [العقدية الرئوية]، له لقاح“.

حنان تقول إن هناك حاجة ماسة إلى الحصول على لقاحات ضد مثل هذه العدوى بأسعار معقولة وعادلة.

وثمة دراسة نُشرت في وقت سابق من هذا العام في مجلة لانست الطبية المرموقة، وجدت أن معدلات الوفيات بمقاومة مضادات الميكروبات كانت الأعلى في عددٍ من البلدان الفقيرة، مع إثبات نقص البيانات بالعديد من البلدان منخفضة الدخل.

لكن ديفيد ساك، أستاذ الصحة الدولية في كلية جونز هوبكنز بلومبرج للصحة العامة، في بالتيمور بالولايات المتحدة، يقول إن اللقاحات الفعالة تقدم ”حلًّا جزئيًّا“.

يقول ساك لشبكة SciDev.Net: ”عندما يقي اللقاح الفعال من العدوى، فلا أهمية إذا كانت العدوى حساسةً أو مقاومةً للمضادات الحيوية؛ لأنه يحد من إجمالي الإصابة بها، ومن ثم يقلل عدد الإصابات التي تسبِّبها السلالات المقاومة وكذا الحساسة“.

وقد أمرت منظمة الصحة العالمية بإعداد التقرير لتحسين الوعي باللقاحات التي يجري تطويرها حاليًّا لمحاربة البكتيريا التي عادةً ما تكون مقاوِمة، وتقديم إرشادات بشأن الإجراءات والاستثمارات اللازمة.

ويحدد التقرير 61 لقاحًا مرشحًا كانوا في مراحل مختلفة من الاختبار على البشر العام الماضي، و94 لقاحًا مرشحًا قيد التطوير، ولكن لم يجرِ اختبارها بعد على البشر، ويقول إنه يجب تسريع تجارب هذه اللقاحات.

الوصول العادل

يدعو التقرير أيضًا إلى وصولٍ عادل ونزيه إلى اللقاحات الموجودة بالفعل، لا سيما للذين هم في أمسِّ الحاجة إليها في البيئات فقيرة الموارد.

اللقاحات المتوافرة حاليًّا ضد ما تصفه المنظمة بأمراض تسببها مُمْرضات أربع ذات أولوية هي: المكورات الرئوية والمستدمية النزلية من النوع ب والسل والتيفوئيد، ومع ذلك، فإن لقاح BCG المستخدم ضد السل لا يوفر الوقاية الكافية ضد المرض، ويلزم إيجاد لقاحات أكثر فاعليةً على نحوٍ عاجل، كما يوصي التقرير.

ولما كانت اللقاحات الثلاثة الأخرى المضادة للعدوى فعالة، دعت منظمة الصحة العالمية، بل ألحت على ضرورة نشرها على نطاق أكثر رحابةً للمساعدة في تقليل استخدام المضادات الحيوية ومنع المزيد من الوفيات.

ومع ذلك، يشدد خبراء الصحة العالمية على الحاجة إلى إستراتيجيات أوسع لمكافحة مقاومة الأدوية، ومنهم جورج إم فارجيز، أستاذ الأمراض المعدية في كلية الطب المسيحية في فيلور بالهند، الذي لا يرى في اللقاحات الحل لمشكلة ”مقاومة مضادات الميكروبات“.

ويوضح: ”مع أن اللقاحات تنقذ ملايين الأرواح، وهي من أعظم الاكتشافات في تاريخ البشرية، إلا أنه من غير الراجح أن تكون حلًّا جوهريًّا للوباء الصامت“، هكذا وصفها.

يقول فارجيز لشبكة SciDev.Net: ”إن توفير لقاحات فعالة ضد الإنفلونزا وكوفيد-19 والمكورات الرئوية بطريقة منصفة ويمكن الوصول إليها سوف يحد -إلى حدٍّ ما- من استخدام المضادات الحيوية لغير ما ضرورة، وبالتالي يقلل من المشكلة“.

ويردف: في بعض الحالات يتم وصف المضادات الحيوية خطأً لمثل هذه الفيروسات بسبب نقص أدوات ووسائل التشخيص.

لكنه أشار أيضًا إلى الحاجة إلى عدة تدابير أخرى مضاعفة، بما في ذلك ضمان الاستخدام المناسب لمضادات الميكروبات، وتحسين تدابير مكافحة العدوى، والتحكم في استخدام المضادات الحيوية في تربية الحيوانات، وتطوير مضادات الميكروبات وأدوات التشخيص الجديدة، وتحسين مراقبة مقاومة مضادات الميكروبات، ومراقبة مضادات الميكروبات.

تقول أجنيميتا جيري ساركار، استشارية طب الأطفال بمعهد صحة الطفل في كولكاتا بالهند: على وجه السرعة يجب وقف الاستخدام المفرط والاستخدام غير الملائم لمضادات الميكروبات، وتحسين الوعي العام، إلى جانب النظافة والصرف الصحي.

تقول أجنيميتا لشبكة SciDev.Net: ”بذل المضادات الحيوية بالبلدان النامية؛ حيث تباع مباشرةً من دون وصفة طبية أو بوصفة طبية قديمة، والمداواة الذاتية بمعرفة غير صحيحة بالمضادات الحيوية، يمثلان تهديدًا كبيرًا يسهم في مقاومة مضادات الميكروبات“.

تعمل منظمة الصحة العالمية على مبادرة تسمى SECURE، تسعى إلى توسيع الوصول إلى المضادات الحيوية الأساسية عند الحاجة إليها، مع ضمان استخدامها المناسب.

ستتمكن البلدان المشاركة من الوصول إلى المضادات الحيوية الجديدة المطورة لعلاج العدوى المقاومة للأدوية، بالإضافة إلى المضادات الحيوية القديمة غير المتوافرة على نطاق واسع أو المعرضة لاضطرابات في سلسلة التوريد، كما تقول المنظمة.

هذا الموضوع أنتج عبر النسخة الدولية لموقع  SciDev.Net