براءة اختراع للروبوت حلاب العقارب

[أغادير] حصل باحثون مغاربة على براءة اختراع عن روبوت يساعد في استخراج سم العقارب آليًّا دون أي تدخل بشري، متجاوزًا بذلك مخاطر الطرق التقليدية المتبعة حاليًّا.

الروبوت 4VES-، طوره باحثون من جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء في المغرب منذ خمس سنين.

وإلى جانب هذا الابتكار، أصدر فريق الباحثين كتابًا خلال الشهر الجاري تحت عنوان ”دليل العقارب في المغرب“، يتضمن خريطةً أوليةً للعقارب الموجودة في المملكة، تبعًا لدرجة سُمِّيَّتها.

ويُعد هذا الكتاب أول إصدار من نوعه في المغرب حول العقارب؛ لرصد أماكنها وطرق عيشها في ربوع المملكة.

وتم التطوير في إطار أطروحة دكتوراة للباحث معاذ مكمل، وهو عبارة عن جهاز خفيف الوزن مصمم للاستخدام داخل المختبر وخارجه، لحلب سموم العقارب.

”تجمع قطرات السم آليًّا عبر أنبوب زجاجي“، كما يشرح طريقة عمل الروبوت عمر طنان، الباحث بمختبر البيولوجيا والصحة في كلية العلوم بن مسيك بالجامعة بالدار البيضاء، وعضو فريق البحث.

يقول طنان لشبكة SciDev.Net: ”يقوم المشرف على عملية استحلاب العقارب بتثبيت 35 عقربًا من الفصيلة نفسها داخل الروبوت، وعبر تسليط شحنة كهربائية عليها -لا تتجاوز قدرة تحمُّل العقرب- من خلال برمجية محددة داخل الروبوت، يكون رد فعل كل عقرب لها هو إطلاق قطرة واحدة من السم الأبيض اللون“.

ويضيف طنان: ”النظام الهوائي والاهتزازي الذي يعمل به الروبوت يسهل استعادة قطرات السم التي تسقط في أنابيب التعبئة، ويضمن عملية استخراج آلية بالكامل، دون الحاجة إلى أي تدخل يدوي من قِبل المشغل“.

ويوضح طنان أيضًا أن الروبوت يستطيع تكييف الصدمات الكهربائية لتناسب كل نوع من أنواع العقارب.

وبالإضافة إلى الميزة الأساسية لهذا الابتكار وهي سرعته وأمانه في استخراج السم، إذ يقضي على المخاطر التي ينطوي عليها استخراج سم العقرب يدويًّا، فإن الباحثين يتوقعون أن يقلل أيضًا من مقدار العمل اليدوي الذي يُستخدم في استخراج جالون واحد فقط من السم، والذي يتطلب ”حلب نحو 2.64 مليون عقرب“، وفق طنان.

يُعد سم العقارب من أغلى السموم في العالم، ويطلق عليه السائل الذهبي؛ إذ يصل ثمن الجرام الواحد إلى حوالي 8 آلاف دولار أمريكي، ولسُم العقارب خصائص علاجية ذات قيمة كبيرة، إذ يُستخدم في صناعة الأدوية ومستحضرات التجميل، وكذلك في إنتاج الأمصال المضادة للسموم وعلاج السرطان والملاريا، وفق طنان.

يقول أنس الكتاني، المشرف على أطروحة الدكتوراة: ”الترويج لهذا الابتكار سيتيح نقل نتائج البحث إلى قطاع الإنتاج، وكذلك المشاركة في تمويل البحث“.

ويضيف: ”اختراعنا قابل للتصنيع، خاصة بعد حصوله على براءة اختراع، وبطبيعة الحال فهو يتطلب تحسينات وكذلك استثمارات كبيرة“.

يوضح طنان أن الروبوت المتوافر لدينا الآن نموذج مختبري، وعندما يمر إلى مرحلة التصنيع سيخضع لبعض التحسينات، وتخص هذه التحسينات النظام الذي يشغل الروبوت ليكون متاحًا وسهلًا للاستعمال ونقله من مكان إلى آخر من قِبل أي شخص.

ويرى طنان أن الخطوات المرتقبة لتسويق هذ الروبوت على نطاق واسع، تتطلب البحث عن رأس المال الكافي لتطوير النموذج ونقل التكنولوجيا من المختبر إلى المصنع والاستثمار في تصنيع الجهاز.

ولم يحدد فريق البحث بعد تكلفة الروبوت، لكون المتوافر في الوقت الحالي نموذجًا أوليًّا.

لكن ”الروبوت لا يتطلب تكلفة عالية“، وفق عبد الحق عماني، مدير الملكية الفكرية والتثمين بالمؤسسة المغربية للعلوم المتقدمة والابتكار والبحث العلمي، وهي مؤسسة غير ربحية تابعة لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، تم إنشاؤها في عام 2007 .

ويضيف عماني: ”الروبوت يحتاج إلى تدريب لمعرفة طرق وضع العقارب في مكانها المخصص داخله، ويتطلب شخصًا يعرف كيف يتعامل مع العقارب، وبعد ذلك فإن باقي العمليات يتم بطريقة آلية“.

ومن مزايا الروبوت التي يشير إليها عماني: ”يمتاز الروبوت بخاصية تمكِّنه من ضبط عدد الشحنات الكهربائية التي يجب تسليطها على العقرب دون التأثير عليه سلبًا أو موته“.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا