Skip to content

24/08/23

عند الليبيين.. الفصد أنجع من المصل في علاج الملسوع بعقرب

scorpion
المسعفة الليبية خديجة عنديدي تستخدم طريقة الفصد مع المصابين بلسعات العقارب حقوق الصورة:Khadija Indidi/ SciDev.Net

نقاط للقراءة السريعة

  • الفصد سبيل مداوة الملسوع بسم العقرب في جنوب ليبيا
  • الأمصال المستوردة مضادة لسموم عقارب تنتشر في الهند، وتركيب بروتيناتها مختلف
  • مركز تدريب بالجنوب يعلم الأطفال كيفية الفصد كي يسعف بعضهم بعضًا عند اللسع إذا كانوا في ساحات اللعب بعيدًا عن الأهل

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[القاهرة] يقال في جنوب ليبيا إن الفصد أفلح فيما لم تفلح فيه الأمصال المضادة للعقارب، أنقذ الأرواح، وقلت الشكوى، لا سيما في شهري يوليو وأغسطس؛ إذ تزداد أعداد الإصابات باللسعات.

في العام الماضي، سجل الجنوب الليبي 1012 إصابةً بلسعات العقارب.

ووقعت 10 وفيات لأطفال، حصل بعضهم على أمصال في وقت مناسب بعد الإصابة، وفق خديجة عنديدي، مديرة الهلال الأحمر، فرع أوباري سابقًا،‏ والناشطة في مجال الحقوق الصحية.

تقول خديجة لشبكة SciDev.Net: ”بدأت أنواع جديدة من العقارب تظهر، ليست موجودةً بالهند التي ترِد الأمصال منها، ومن ثم لا يسعف المصل الملسوع، ما زاد الثقة بطريقة (الفصد) الشعبية“.

والفصد هو إحداث جرح غير غائر بأداة حادة، قريبًا من مكان لسع العقرب، ثم الضغط لإخراج الدم الفاسد، الذي يميل إلى السواد بسبب السم، ويستمر المعالج في الضغط حتى يعود الدم إلى لونه الطبيعي، ما يعني أن المريض تخلص من السم.

توضح خديجة أنه ”بالمقارنة بالأمصال غير الفعالة، فإن طريقة (الفصد) أكثر فاعليةً وأمانًا للمصابين“.

وتؤكد خديجة: ”لم نشهد مع هذه الطريقة أي حالة وفاة نتيجة الإصابة بلسعات العقارب“.

تُصنع الأمصال المضادة بحَقن سم العقرب في الحيوانات، ثم تُستخلص الأجسام المضادة التي يكوِّنها الحيوان ضده.

يوضح محمد صفوت -المدرس بقسم الصيدلانيات بكلية الصيدلة، جامعة جنوب الوادي في مصر- أن سموم العقرب تحتوي على بروتينات يختلف تركيبها من نوعٍ إلى آخر، وبعض الأنواع تكون تركيباتها متقاربةً بعضها من بعض، لذلك توجد أمصال ملائمة لأربعة أنواع من العقارب أو خمسة.

لكن يجب أن يتم تطوير الأمصال باستمرار عن طريق التعقُّب الدائم والمستمر للأنواع الجديدة من العقارب التي تنتشر في البيئة.

وسجل الجنوب الليبي ظهورًا لنوع جديد من العقارب ينتمي إلى جنس ’أندروكتونوس إهرنبرغ‘، اكتشفه خبيرا العقارب ويلسون لورينسو من باريس، وهشام الحناوي من مصر، بجبال تيبستي أقصى جنوب ليبيا، وتم الإعلان عن هذا الاكتشاف في أغسطس من العام الماضي على مدونة خاصة بأبحاث العقارب.

يقول لورينسو لشبكة SciDev.Net: ”إن أغلب لسعات العقارب في الجنوب الليبي مصدرها عقارب أخرى تنتشر في الشمال الأفريقي، ودوله هي الأكثر ملاءمةً لاستيراد الأمصال منها، لا الهند، التي توجد فيها أنواع أخرى من العقارب“.

من جانبه يقول خالد أبو خزام -ابن مدينة سبها بالجنوب الليبي- للشبكة: إنه لم تعد هناك ثقة بأمصال العقارب المستوردة من الهند، مشيرًا إلى أنه خضع شخصيًّا للعلاج بطريقة (الفصد) هذا العام، والتي كانت فعالةً في توقِّي خطر الوفاة، الذي مُني به أحد جيرانه العام الماضي، رغم حصوله على المصل وقتها.

وفق خديجة: هذه الطريقة لا تحتاج إلى مهارة كبيرة؛ إذ يمكن تنفيذها في المنزل، بل يمكن أن يتعلمها الأطفال، حتى يتمكنوا من إسعاف بعضهم حال الإصابة بلسعات العقارب في أثناء اللعب في الساحات الخالية، وهو المشهد الذي تكرر كثيرًا خلال العام الماضي.

وبالمناسبة ترأس خديجة أيضًا مركزًا باسم ’نور العلم‘ للتدريب والتطوير ببلدية ’أوباري‘ بالجنوب الليبي.

نفذت خديجة -من خلال المركز- برنامجًا تدريبيًّا خاصًّا بالإسعافات الأولية، موجهًا بالأساس إلى الأطفال، واستطاعت من خلاله تعليم عشرات الأطفال كيفية إسعاف أقرانهم.

وبالرغم من ذلك تعترف خديجة بأن الوضع المثالي هو توفير الأمصال، إلا أن عدم فاعليتها يقتضي إجراء دراسات دائمة لتعقُّب الأنواع الجديدة من العقارب، حتى تكون الأمصال مطابقةً لتركيبة السم بتلك العقارب.

ولو تم الفصد تحت إشراف معالج شعبي، لما رضي عنه محمود عمرو، مؤسس المركز القومي للسموم الإكلينيكية والبيئة بمصر.

يقول عمرو للشبكة: إن طريقة الفصد نفسها يمكن أن تكون مصدرًا للعدوى، ما لم يكن تنفيذها تحت إشراف طبي؛ لضمان أن تتم بأدوات معقمة.

ويوضح عمرو أنه في الأوضاع الطبيعية، فإن الاسعافات الأولية التي يمكن تنفيذها هي تطهير مكان اللسعة، وتضييق حركة الدم عن طريق الربط فوق موقع اللسعة بمسافة 20 سم.

ويضيف: غالبًا لا يحتاج الملسوع إلى المصل بعد تنفيذ هذه التدخلات، إن كانت اللسعة ليست خطيرة.

”أما اللسعات الخطيرة التي لا بد من استخدام المصل معها، تلك التي تحدث بواسطة العقارب المسنَّة، والتي يكون كيس السم الخاص بها مملوءًا عن آخره“.

من جانبها، تؤكد خديجة أن طريقة ’الفصد‘ كانت منقذةً لحياة العشرات في ظل عدم فاعلية الأمصال.

وتؤكد: ”من الأبجديات التي نحرص عليها ونعلمها للآخرين في البرامج التدريبية، تعقيم الأدوات المستخدمة في الإسعاف بهذه الطريقة“.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا