Skip to content

07/10/21

العلاجات الجديدة للسل تثبت نجاعة في العراق

MSB100945(High)
حقوق الصورة:Chloe Sharrock/ MSF

نقاط للقراءة السريعة

  • مرضى سل عراقيون تماثلوا للشفاء بعد علاج بعقارين جديدين
  • يتناول بالفم، لا الحقن، ولعدة أشهر فقط، لا عشرين شهرًا كما في السابق
  • آثار جانبية أقل، وامتثال أكبر من جانب المرضى لإتمام العلاج بعد تحقق الأمل في الشفاء

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[بغداد] أثبت علاج جديد فاعليةً في علاج مرضى السل بالعراق، وحقق نجاحًا أكبر في علاج النوع المقاوم للأدوية في فترة أقصر وبآثار جانبية أقل.

ويُتداول في العراق أن علاج السل لم يعد مستعصيًا، كما لم يعد المصابون بالسل المقاوم للأدوية المتعددة يعانون من تأثير العلاج المكثف الذي يستمر شهورًا وربما سنوات ويخلِّف آثارًا جانبيةً خطيرة، بعدما اعتمدت وزارة الصحة العراقية علاجًا جديدًا بدعم من منظمة أطباء بلا حدود.

بدأت المنظمة في عام 2020 بتطبيق البرنامج الجديد في العراق بالتعاون مع معهد السل الوطني في دائرة الصحة العامة، إذ اعتُمِد البرنامج الجديد -الذي توصي به منظمة الصحة العالمية- في وقت لاحق من ذلك العام رسميًّا، لعلاج جميع مرضى السل المقاوم للأدوية المتعددة في البلاد.

ويعتمد البرنامج على عقارين جديدين، هما بيداكويلين وديلامانيد، وهي أدوية فموية بالكامل، مما يغني المرضى عن الحقن المؤلمة التي كانوا يضطرون إلى أخذها لفترات طويلة.

قبل هذا العلاج، ووفق منظمة الصحة العالمية، فإن السل المقاوم للأدوية المتعددة واحدٌ من أشكال السل الناجم عن بكتيريا لا تستجيب للعلاج بالإيزونيازيد والريفامبيسين، وهما أنجع دوائين من أدوية الخط الأول لعلاج السل، ويمكن علاج السل المقاوم للأدوية المتعددة والشفاء منه باستعمال أدوية الخط الثاني، ولكن خيارات الخط الثاني من العلاج محدودة وتتطلب علاجًا كيميائيًّا مطولًا (قد يستمر سنتين) بأدوية مكلفة وسامة.

عادةً ما يعاني مرضى السل من أعراض خطيرة تؤثر على حياتهم على نحوٍ بالغ، وتشمل السعال وألم الصدر والوهن الشديد والفقدان المفاجئ للوزن والحمى، وعلى المرضى تحمُّل أشهر من العلاج بأدوية شديدة وقاسية حتى تمام الشفاء، ولكن يمكن أن تتفاقم عدوى السل لتصبح مقاومةً للأدوية، وبهذا يتحول المرض إلى ما يُعرف بالسل المقاوم للأدوية المتعددة.

وتحدث مقاومة الأدوية عندما لا تُستخدم أدوية السل بالشكل الصحيح، وذلك حين لا يمتثل المرضى لتناوُل العلاجات الموصوفة لهم وفق نصائح الأطباء.

وفق منظمة الصحة العالمية، تقتصر حاليًّا نسبة المعالَجين بنجاح من المرضى المصابين بالسل المقاوم للأدوية المتعددة على 57% في جميع أنحاء العالم.

يوضح المستشار الطبي لمنظمة أطباء بلا حدود في بغداد، هيمانت بانجتي، أن العلاج القديم ”يرتبط باحتمالية ظهور أعراض جانبية سلبية، مثل فقدان السمع أو الفشل الكلوي واضطرابات نفسية شديدة“، كما أنه يحتاج إلى مقدم الرعاية الصحية لإعطاء الدواء، ما يقلل من فرصة نجاح العلاج.

أضف إلى هذا أن ”الامتثال للأدوية القابلة للحقن أقل عمومًا من العلاج عن طريق الفم“.

أما العلاج الفموي الجديد فمدة العلاج معه أقصر، ويحل محل الحقن المؤلمة، وآثاره الجانبية أقل، ”كل ذلك يزيد من احتمالية إتمام المريض للعلاج، وبالتالي يزيد من نسب نجاح العلاج“، وفق بانجتي.

محمد جاسم (49) عامًا، عانى أكثر من ثمانية أشهر، قبل استخدام العلاج الجديد، فلم يعد العلاج بالحقن يجدي نفعًا، ومع إحلال العلاج الجديد محل الحقن، يقول جاسم: ”أتناول العلاج بانتظام منذ عشرة أيام وأشعر بتحسن نسبي، على أمل إكمال العلاج حتى تمام الشفاء“، مشيرًا إلى ضرورة أن يعزل المريض نفسه في أثناء تناول العلاج كما هو الحال مع مصابي كوفيد-19.

يؤكد مدير قسم تعزيز الصحة في وزارة الصحة العراقية الدكتور هيثم العبيدي لشبكة SciDev.Net أن ”العلاج الجديد المعتمد الآن يُعطى لمرضى المقاومة الدوائية للسل ممن لم يتماثلوا للشفاء مع العلاج القديم رغم مرور وقت طويل“، مشيرًا إلى أن الآثار الجانبية للعقارين الجديدين قليلة جدًّا مقارنةً بالعلاج القديم.

ويعلق الطبيب باسم شريف الحجيمي -عضو لجنة الصحة والبيئة في مجلس النواب سابقًا- لشبكة  SciDev.Net أن ”أهم ما يميز العلاج الجديد أنه يعطى عن طريق الفم، ما يغنينا عن الحَقن المؤلم ولمدة طويلة يتململ معها المرضى، ما يؤدي إلى عدم التزامهم بالعلاج بشكل كامل، هذا بالإضافة إلى آثاره الجانبية القليلة، وقصر مدة العلاج“.

”وقد ظهرت حالات تحسُّن سريري لدى المرضى مع استخدام العلاج الجديد“، وفق الحجيمي.

ثمة أكثر من 90 مريضًا ما زالوا يتلقون العلاج الفموي في العراق، منذ أغسطس الماضي، ”وأتم ستة مرضى مصابين بالسل المقاوم للأدوية برنامج العلاج الجديد بالكامل، وتماثلوا للشفاء“، وفق بانجتي.

ويأمل بانجتي ”أن يمتد العلاج الجديد إلى دول أخرى بالمنطقة ترتفع فيها الإصابات بالسل“.

 

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا