Skip to content

16/11/13

مرض ’بنما‘ يعيث فسادا في أشجار الموز بالأردن

Banana trees
حقوق الصورة:Flicker/ Maher

نقاط للقراءة السريعة

  • المرض آخذ في الانتشار بمزارع الأغوار، المكان الوحيد لزراعة الموز في الأردن
  • يصيب جذور الأشجار، وينتقل إلى أوعيتها الخشبية، مسببا تلفها وانسدادها، لتموت عطشا
  • الفطر المسبب له مقاوم للمبيدات، ويجب استئصال النبات المصاب، وحرقه فورا

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

 [عمَّان] ألحق مرض فُطري خسائر فادحة بزراعات الموز في الأردن. واضطر مزارعون بعد استشراء المرض ببعض البساتين إلى إحراقها، وإعادة حراثة الأرض؛ لزراعتها بمحاصيل أخرى.

تمتد زراعات الموز في الأردن على مساحة تصل إلى 1500 هكتار، إلا أن 80% منها أصيب بعدوى المرض المعروف إعلاميا بمرض ’بنما‘، حيث شُخص هناك للمرة الأولى أوائل القرن الماضي.

ورغم أن هذه الزراعات صغيرة نسبيا، إلا أن ثمة مخاوف من انتقال المرض إلى دول الجوار، خاصة في أفريقيا، التي يعد فيها الموز وجبة هامة لملايين الأفارقة، لا مجرد فاكهة، الأمر الذي يمثل تهديدا لأمنهم الغذائي.

رُصد ’الذبول الوعائي‘ (الفيوزاريومي) للمرة الأولى بالأردن عام 2008، كما يقول المهندس الزراعي محمد الحمود -مدير شركة المواد الزراعية ’مقدادي‘- موضحا: ”أن المرض أدى إلى انخفاض إنتاجية الموز بشكل ملحوظ.. ويحجم مزارعون عن زراعته“.

وأكد الحمود لموقع SciDev.Net أن ”المرض آخذ في الانتشار بمزارع الأغوار، المكان الوحيد لزراعة الموز في الأردن“، مبينًا أن المرض جاء من شتلات مستوردة لم تستطع الجهات الحكومية تحديد مصدرها أو التأكد منه.

يُذكر أن تحليل المادة الوراثية لعينات من الفطر المسبب للمرض -كانت وزارة الزراعة الأردنية قد أرسلتها إلى مختصين في أمريكا- كشف أنه يبدي نفس الأعراض التي تبديها السلالة المنتشرة في جنوب شرق آسيا.

الفطر المسبب للمرض يسمى فيوزاريوم أوكسي اسبوريوم، مقاوم لمبيدات الفطريات. ويصيب الفطر جذور نباتات الموز عن طريق الجروح الحادثة نتيجة عمليات الخدمة، مثل فصل الخلف للإكثار، أو أثناء الإصابة بالنيماتودا.

ميكانيكية عمل هذا الفطر -كما يشرحها حفظي أبو بلان، أستاذ علم الفطريات وأمراض النبات بالجامعة الأردنية- هي التي تجعل كل أنواع المبيدات غير مجدية، ويقول لموقع SciDev.Net: ”إنه يدخل إلى الشعيرات الجذرية لأشجار الموز من خلال التربة الرطبة، ويصعد إلى الحزم الوعائية في الساق“.

وتابع أبو بلان: ”يفرز الفطر مواد سامة تواجهها خلايا الشجرة بإفراز مواد تسمى الأصماغ، تسبب انسداد الأوعية الخشبية الناقلة للمياه، فتصفر أوراق النبات وتموت“.

من هنا فإن أعراض الإصابة به، تظهر على هيئة ”اصفرار في حواف الأوراق باتجاه العرق والوسط، وبقع بنية مختلفة الحجم على الأوراق، وقد تصفر وتنحني بدءًا من الأوراق القديمة إلى الحديثة، تتساقط بعدها الأوراق“ كما تشرح مديرة مديرية وقاية النبات في وزارة الزراعة، المهندسة فداء الروابدة.

نتيجة لهذا تضعف النباتات المصابة، وتكون سباطات بها عدد قليل من الكفوف ذوات أصابع ضامرة. وفى حالة الإصابة الشديدة لا تكون النباتات ثمارًا. ويلاحظ تلون الأوعية الخشبية باللون الأحمر القرمزي في قطاع الساق المصابة.

تقول فداء لموقع SciDev.Net: ”الأردن لا يصدر الموز، وبالتالي من الصعب نقله إلى دول الجوار.. أي شجرة يتم نقلها للخارج لأي سبب تفحص فحصًا دقيقًا للتأكد من خلوها من هذا الفطر“.

وحال اكتشاف ’الذبول الوعائي‘ في أي مزرعة تنصح فداء ”باستئصال النبات المصاب وحرقه فورًا بالإضافة إلى تطهير الأدوات المستخدمة في الاستئصال“.

كذلك يقول أبو بلان: ”الظروف الجوية لا تساعد على انتشاره؛ حيث ينتشر في أجواء الرطوبة العالية، ومناطق الأغوار شديدة الحرارة“.

وتشير فداء إلى عدم وجود علاج للمرض، والوقاية تكون ”باختيار فسائل خالية من الفطر، وتطهير الفسائل قبل الزراعة، وتعريض الحفر التي تلفت فيها النباتات المصابة إلى الشمس فترات طويلة، ولا تزرع موزا لسنوات عدة“.

كما يشير أبو بلان لموقع SciDev.Net إلى أن ”تعقيم التربة بالميثيل برومايد هو أفضل الحلول، إلا أنها أصبحت مادة محظورة عالميًّا بموجب اتفاقية روتردام التي تحظر استخدامها بسبب سميتها العالية“، وقد وقع الأردن عليها.

ويقول: ”هناك بدائل مثل المبيدات الفطرية telome, bemlate, sumimeh  أو tashigareen، لكنها لا تعمل بالكفاءة نفسها“.

 
هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط