Skip to content

30/01/24

الأوبئة تجتاح غزة

_B3A3584
مخيمات النازحين داخل قطاع غزة غارقة في مياه الأمطار حقوق الصورة:SciDev.Net

نقاط للقراءة السريعة

  • مأساة مروعة ناتجة عن الشح الكارثي في مصادر المياه الصالحة الشرب، ومنع وصولها
  • سكان غزة وأهلها مجبورون على استخدام مياه غير نظيفة، وهو ما أسهم في انتشار الأمراض المنقولة والمعدية
  • الأطباء يشخصون المرضى عشوائيًّا، فلا وجود لمختبرات أو أي أدوات تشخيصية

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[رام الله، القاهرة] ”كل يوم، ننتظر انتشار وباء جديد“، هذه كلمات خليل الدقران، المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى في غزة.

الدقران -وهو مشرف أقسام الاستقبال والطوارئ- يعبر عن قلق متصاعد بين العاملين في مجال الرعاية الصحية حيال انتشار الأوبئة في القطاع، الذي يعاني ويلات الحرب منذ السابع من أكتوبر الماضي.

يوضح الدقران أن مناطق إيواء النازحين تشهد ازدحامًا هائلًا دون وجود ماء نظيف أو طعام أو كهرباء، ما ينذر بانتشار أوبئة خطيرة بين حوالي 1.9 مليون نازح داخل القطاع.

كان مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس قد نشر عبر حسابه بمنصة إكس يوم 19 يناير الجاري تأكيد 24 حالة إصابة بفيروس التهاب الكبد (أ)، وأن هناك عدة آلاف يعانون من اليرقان بسببه.

كما أكد أحمد المنظري -المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط- لشبكة SciDev.Net أن الأطباء في غزة أبلغوا المنظمة بإصابة نحو 224 ألف مواطن من سكان القطاع الموجودين في مناطق إيواء النازحين بالتهاب الجهاز التنفسي العلوي، ونحو 159 ألفًا بالإسهال نصفهم تقريبًا من الأطفال دون سن الخامسة، إلى جانب إصابة نحو 69 ألفًا بالقمل والجرب، و66 ألفًا بالجديري المائي، إضافة إلى نحو 7500 إصابة محتملة بالتهاب الكبد أ.

التهاب الكبد (أ) مرض فيروسي ينتج عن تناول الأطعمة والمياه الملوثة أو المخالطة المباشرة لشخص مصاب بالعدوى، ويسبب أعراضًا عدة، وقد يؤدي إلى الوفاة.

ويُرجع جيبريسوس انتشار التهاب الكبد أ على نحو كبير في القطاع إلى الأوضاع ”غير الإنسانية“ التي يعيشها أهل القطاع، والتي تتضمن ”غياب الماء النظيف والمراحيض“، لا سيما مع محدودية القدرة على الاستجابة لمواجهة المرض.

يقول الدقران لشبكة SciDev.Net: ”نفتقر إلى وجود مختبرات أو أي أدوات تشخيصية“، مما يجعل عمليات الكشف عن الأوبئة أمرًا صعبًا، ويزيد من تفاقُم الوضع الصحي في القطاع.

ويستطرد: ”يشخص الأطباء المرضى عشوائيًّا، ويختلط المرضى بالأصحاء دون أدنى قيود، ومع انقطاع الإنترنت والاتصالات يصعب إرشاد الجمهور“.

ويستكمل الدقران وصف الواقع الأليم: ”خرجت محطات الصرف الصحي عن الخدمة بسبب انقطاع الكهرباء، ما أدى إلى طفح مياه الصرف بين الخيام، واضطر النازحون إلى الاعتماد على مياه البحر من أجل الاغتسال“.

كما يعتمد أهل غزة في الشرب على مياه الآبار غير المعالجة، التي ينقلونها باستخدام أوانٍ غير معقمة، ولا يستطيعون غليها نتيجة غياب الوقود، ”لا مياه صالحة للشرب“، وفق الدقران.

يشير تقرير المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان المنشور منتصف يناير الجاري إلى أن أهل غزة يواجهون شحًّا كارثيًّا في مصادر المياه الصالحة للشرب، إذ قطع الكيان المحتل كافة سبل إمداد المياه إلى القطاع، وقصف الآبار عمدًا، حيث دمر 12 بئرًا، ومنع الوقود اللازم لتشغيل محطات تحويل المياه وتوزيعها.

يشير المنظري إلى توافر 8 لترات فقط من المياه للفرد الواحد يوميًّا في قطاع غزة، مقابل 100 لتر قبل الأزمة الحالية، وتنخفض هذه الحصة إلى 1.6 لتر في مراكز الإيواء، وفقًا لتقديرات الأنروا.

وذكر المرصد أن الكثير من أهالي مدينة غزة وشمالها يعمدون إلى غلي المياه على نيران الحطب وتبريدها، في محاولة لتعقيمها وجعلها صالحةً للشرب، لا سيما بعد تفشِّي الأمراض، بما في ذلك الأطفال الذين باتوا يعانون بشكل متكرر من المغص والإسهال.

يوضح الدقران أن تأثير الحياة غير الآدمية التي يعيشها أهل القطاع يمتد إلى الرضع، فألبان الأطفال -مصدر تغذيتهم الوحيد- غير متوافرة، وإن وُجِدَت فتُحَضَّر باستخدام ماء غير نظيف، ما يتسبب في معاناتاهم من أمراض عدة.

وتزداد المخاوف بشأن الأمراض المنقولة والمعدية عن طريق المياه، مثل الكوليرا والإسهال المزمن بشكل خاص.

يشير الدقران إلى انتشار حالات مرضية معدية أخرى، أهمها النزلات المعوية، والحمى الشوكية، والتهابات الجهاز التنفسي، ”ويصعب محاربة هذه الأمراض بسبب غياب المضادات الحيوية والأدوية، ما أدى إلى وفاة عدد كبير من المرضى“.

ويتوقع المنظري انتشار أوبئة أخرى نتيجة غياب الماء النظيف والتغذية السليمة وعدم القدرة على تشخيص الأمراض ومنع انتشارها.

كما يتوقع الدقران انتقال الأمراض المعدية إلى دول الجوار، بما يتضمن الكيان المُحتل، ولكن ما يمنع هذه الكارثة الآن هو الحصار المفروض على أهل غزة.لكن المنظري استبعد احتمالية انتقال الأوبئة إلى دول الجوار؛ نتيجة ”تقييد“ حركة الانتقال من القطاع وإليه، ودعا إلى ”الوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار“.

كما أكد المنظري ”ضرورة فتح المعابر كافة، وإرسال مستشفيات ميدانية ضخمة في أسرع وقت لتدارك الموقف الذي يزداد سوءًا كل يوم“.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا