Skip to content

18/04/23

بلاطات الجدر الخضر تكسب جائزة ’أطلق لها العنان‘

7-ecodalle_blogLarge
حقوق الصورة:Fella Bouti/ SciDev.Net

نقاط للقراءة السريعة

  • مشروع ’بيئي‘ لجزائرية يعتمد على إنتاج بلاطات عضوية يحصد جائزة دولية
  • بكسوة البلاط هذه، تخضوضر المباني، ويجود هواؤها، وينكسر حرها
  • المبتكرة ترى في دول الخليج العربي سوقًا واعدة بالمستقبل

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[الجزائر] حصد مشروع للجزائرية فِلة بوطي جائزةً دوليةً مرموقة، عن ابتكار بلاط عضوي لكسوة جدران الأبنية وشرفاتها وأسطحها، يمنحها في الداخل والخارج مساحات خضر رأسية وأفقية؛ لتحسين جودة الهواء وخفض الحرارة في المدن الكبيرة.

هذه البلاطات مسبقة الصنع، سهلة التركيب والصيانة، قابلة للنقل والتخزين، ومدمج داخل كل بلاطة منها ريها الاقتصادي المتكامل المتجانس الموفر.

أما جائزة ’أطلق لها العنان‘ التي أحرزها المشروع، فهي مرصودة لتمكين المرأة والإبداع، وتأتي من مبادرة سنوية لدعم رائدات الأعمال في تأسيس شركات ناشئة من شأنها إحداث تأثير اجتماعي وبيئي واقتصادي إيجابي في مجتمعاتهن وخارجها.

ومؤخرًا، أقيم حفل توزيع الجوائز في نسختها الموجهة إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعام 2023، في لندن، وترشحت فِلة للجائزة مع سبع رائدات أخريات من بين 850 متقدمةً من 19 دولة، بالغات النهائي ثمان مثلن فلسطين والجزائر ومصر والعراق ولبنان والسعودية والإمارات.

مشروع فِلة الذي يحمل اسم شركتها ’إكودال‘ معني بتوفير بناء بيئي وحلول ري اقتصادية متكاملة لتحسين جودة الهواء ودرجة الحرارة في المدن الحضرية.

وأما فِلة فأوضحت لشبكة SciDev.Net أن في سياق دراستها لنيل درجة الدكتوراة في العلوم الفلاحية من المدرسة الوطنية للفلاحة بالجزائر ما مثَّل أساسًا لشركتها التي تقدم منتجًا جديدًا موجهًا إلى السوق الجزائرية بالدرجة الأولى، يتمثل في إنتاج بلاط مصنوع من مخلفات زراعية مثل بقايا النخيل والحبوب.

بدأت فكرة المشروع في عام 2019، إذ لاحظت فِلة نقصًا كبيرًا في المساحات الخضراء داخل المناطق العمرانية، ما يرفع من درجة الحرارة وتلوث الهواء بسبب العمران والكثافة السكانية.

تقول فِلة: ”بحكم دراستي في مجال الفلاحة، كنت أملك معلومات كافية عن متطلبات النبات، أنظمة السقي، والمعطيات البيئية مثل المناخ والتنوع البيولوجي، حاولت توظيف كل المعلومات لإيجاد تقنية جديدة تتيح إقحام المساحات الخضراء داخل المناطق العمرانية“.

توضح فِلة أن فكرة الجدران النباتية والأسطح الخضراء موجودة في دول أخرى، لذا قامت في البداية بدراسة مميزاتها ومختلِف التقنيات المتوافرة فيها، وكانت أهم ملحوظة للباحثة هي السعر، إذ اتضح أنها مكلفة جدًّا ولا تتسق مع المستوى المعيشي في الجزائر، بالإضافة إلى نقص الوعي البيئي بهذا النوع من مشاريع البناء في البلاد، الذي يُعَدُّ عاملًا ضروريًّا لنجاح الفكرة.

”من هنا جاءت فكرة صناعة بلاط من مواد عضوية متوافرة في البيئة الجزائرية، مع استعمال نظام سقي ذاتي، مدمج، موفر للطاقة والماء“، وفق فِلة.

تتكون البلاطة -وفق وصف فِلة- من إطار حديدي بأبعاد 60 سنتيمترًا طولًا و60 سنتيمترًا عرضًا، و5 سنتيمترات ارتفاعًا في حالتها الجافة، أما بعد التركيب والسقي فإن الارتفاع يصل إلى 8 سنتيمترات.

وتتابع فِلة: البلاطة فيها فجوات ومجهزة للحشو بطبقة عضوية من بقايا زراعية، ومزودة بنظام سقي مكون من أنبوب يعمل بتقنية النانو.

ذلك النظام الموفر يطلق بخات صغيرة من الماء وبسرعات مساوية للتي يمتصها النبات، ما يُسهم في خفض تكاليف إنشاء الجدران النباتية، وبالتالي يمكن استعمالها في مساحات كبيرة.

وتشير فِلة إلى أنه في حالة تثبيت البلاطة على حائط مبنى تكون مزودةً بطبقة عازلة للرطوبة من جهة الحائط.

المنتج في شكله الحالي يعمل على خفض الحرارة الداخلية للمبنى بمعدل يصل إلى عشر درجات أقل، كما يسهم أيضًا في تنقية الهواء، بالإضافة إلى كونه عازلًا للصوت، ما يزيد من إنتاجية الموظفين في مكاتب العمل ويحسِّن المزاج في المنشآت السياحية، وفق فِلة.

وعن التكلفة تقول فِلة: ”تكلفة صناعة متر مربع واحد من هذا البلاط تقدر بحوالي 15 إلى 20 دولارًا، وهو سعر منخفض جدًّا مقارنة بالمنتج الشبيه له في الأسواق الأجنبية، حيث يتراوح سعر المتر المربع الواحد بين 250 إلى 400 دولار“.

تشير فِلة إلى أنه تم تسجيل الفكرة في المعهد الوطني الجزائري للملكية الصناعية، وخلال المدة ما بين 2021 و2023، تلقَّى المشروع إشادةً كبيرةً وتُوج في مسابقات محلية، حتى الفوز في المسابقة الدولية الأخيرة.

وهذه الجائزة العالمية ستستفيد فِلة منها منحة تمويل قد تصل إلى 100 ألف دولار أمريكي وتدريبًا أكاديميًّا، إضافةً إلى التوجيه والإرشاد الذي ستحصل عليه، عبر إتاحة فرصة التواصل مع خبراء عالميين لصقل خبراتها ومهاراتها ومن ثم تطوير منتجها.

تقول فِلة: ”بواسطة هذا الدعم نطمح -قبل نهاية العام الجاري- إلى إنتاج البلاط العضوي وتوفيره مع خدمات ما بعد البيع كالتركيب“.

وتضيف: ”المنتج سيكون موجهًا بالدرجة الأولى إلى المنشآت السياحية في المدن الجزائرية الكبرى والمكتظة بالسكان مثل العاصمة، ووهران، وعنابة، وقسنطينة، وهو موجه أيضًا إلى المدن في المناطق الجافة مثل بسكرة، والوادي، وغرداية، التي يمثل فيها البلاط العضوي حلًّا بيئيًّا مهمًّا“.

نال المشروع ثناء خالد غانم -أستاذ الزراعة العضوية، ورئيس قسم البيئة والزراعة الحيوية في كلية الزراعة بجامعة الأزهر في مصر- وقال: ”الفكرة رائعة وتنطوي على العديد من المزايا، أُولاها أنها توظف العلم لخدمة التنمية، كما أنها تعزز مفهوم المدن الخضراء الصديقة للبيئة“.

”من بين أهم مزايا هذا البلاط الاعتماد على الموارد المحلية المتاحة بالجزائر من البواقي الزراعية، فهي بذلك تستغل موردًا مهدرًا وتحد من تلوث البيئة بتراكمه“، وفق غانم.

أيضًا يمثل مورد رزق للسكان المحليين ويحسِّن مداخيلهم بالعمل في جميع المخلفات الزراعية وتجهيزها للمشروع، والحد من استهلاك الطاقة، بالاستغناء عن أجهزة التبريد، ما يمثل خطوةً أساسيةً للحد من ظاهرة الاحترار.

وعن التكلفة يقول غانم لشبكة SciDev.Net: ”حتى وإن كانت عاليةً نسبيًّا في المرحلة التجريبية، فالمتوقع أن تنخفض –إلى قريب من النصف- مستقبلًا مع التوسع في نطاق استخدامها“.

ويتوقع غانم سوقًا محليةً واعدةً في المنطقة للأبنية الخضراء، في المستقبل القريب.

مستقبلًا، تراهن فِلة على المشروع؛ لأن ”مميزات المنتج بالنظر إلى تكلفته، وكذلك باعتباره صديقًا للبيئة، تتيح لنا المنافسة على الصعيد الدولي، ونطمح إلى التوسع خاصةً في منطقة الخليج العربي التي تواجه تحديات بيئية كبيرة وتشكل سوقًا واعدة لمنتجنا، لكونها تدعم المنتجات المحافظة على البيئة في مجال العمران المستدام والمدن الذكية“.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا