Skip to content

01/02/22

المانحون يوقفون الدعم عن صحة شمال سوريا

IMG2
حقوق الصورة:Sonya Alali/ SciDev.Net

نقاط للقراءة السريعة

  • توقف الدعم عن منشآت طبية في الشمال السوري له تبعات كارثية تهدد حياة آلاف المرضى
  • محافظة إدلب تشهد زيادة في أعباء القطاع الصحي المتهالك أصلًا، وفي إرهاق المواطنين
  • ناشطون يطلقون حملة ”ادعموا مشافي الشمال“ السوري في محاولة للفت أنظار العالم

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[إدلب] تخرج المنشآت الطبية في شمال غرب سوريا من الخدمة تباعًا بسبب إيقاف الدعم من قِبل الجهات المانحة، في وقت تتفاقم فيه الأزمات الصحية، لا سيما مع تفشِّي وباء كوفيد-19.

”تضم المنطقة مشافيَ عدة، ونقاطًا طبية ومراكز إسعافية، يجري دعمها عن طريق مشروعات محددة المدة، وبمجرد انتهاء المشروع يتوقف الدعم“، وفق يحيى نعمة، رئيس دائرة الرعاية الثانوية والثالثية في مديرية صحة إدلب التابعة للمعارضة.

ويلفت نعمة إلى أن القطاع الصحي يفتقر -هناك- إلى التمويل الذاتي أو المستدام بسبب الحرب والنزاع الداخلي وعدم وجود جهة رسمية معترف بها دوليًّا، لذا ”نعول ونعتمد على الدعم غير المستقر“ المقدم من قِبل المانحين الدوليين عن طريق المنظمات الإنسانية والأممية العاملة في المنطقة.

”بدأت المشروعات بدأت بالتوقف منذ سبتمبر الماضي“، وفق نعمة، الذي يحذر من أضرار كارثية على الأهالي والنازحين على حدٍّ سواء، إذ يتزامن انقطاع الدعم مع القصف والنزوح والفقر، وأزمة فصل الشتاء والذروات المتتابعة لوباء كورونا، هذا بالإضافة إلى قلة الأدوية والافتقار إلى الأجهزة النوعية ونقص الكوادر الطبية.

يقول نعمة: ”توقف الدعم عن ربع مشافي إدلب تقريبًا، حيث وصل عدد المشافي التي لم تجدد عقود دعمها إلى 16 مشفى، وتعمل الكوادر فيها تطوعًا، ويصرون على الالتزام والمتابعة وفق الإمكانيات المتاحة لديهم“.

ويبين نعمة أن مديرية صحة إدلب تعمل على دعم هذه المنشآت بما تستطيع من مستلزمات وأدوية وديزل، ولكن ضعف الإمكانيات مع ازدياد أعداد المنشآت التي تحتاج إلى دعم ينذران بتوقُّف عمل هذه المنشآت خلال وقت قصير.

تصل أعداد المتضررين من توقف الدعم إلى أكثر من مليون ونصف مليون نسمة في شمال غربي البلاد، حيث يفوق عدد المستفيدين من عمل هذه المنشآت الطبية 113 ألف مريض شهريًّا، وفق نعمة.

مشفى الرحمة في بلدة دركوش بريف إدلب، توقف عنه الدعم بداية العام الحالي، وفق تصريحات مديره أحمد غندور.

يقول غندور لشبكة SciDev.Net: ”الكادر الطبي يعمل بشكل تطوعي في جميع أقسام المشفى الذي يخدم منطقة جسر الشغور والمناطق الواقعة بريف إدلب الغربي، بتعداد سكاني يتجاوز 750 ألف شخص، أغلبهم من النازحين والمهجرين، في حين يراجع المشفى شهريًّا حوالي 35 ألف مريض“.

يتزامن توقف الدعم مع أزمات إنسانية خانقة وأوضاع اقتصادية متردية لمعظم الأهالي، ووقوع أكثر من 90% منهم تحت خط الفقر، ما يفاقم عجزهم عن دفع تكاليف العلاج في المشافي الخاصة.

عبد الله الحسين (50 عامًا) نازح من مدينة معرة النعمان، يعاني آلامًا في ظهره نتيجة كسر سابق، ويتردد على مشفى السلام الذي يقدم خدماته مجانًا، يقول: ”سأظل دون علاج إن أغلق المشفى أبوابه، فوضعي المادي لا يسمح لي بالذهاب إلى المستشفيات الخاصة“.

وتقول سهيلة العوض (43 عامًا) نازحة من ريف إدلب الجنوبي: ”تعاني ابنتي البالغة من العمر 8 سنوات مرض الربو التحسسي، وكنت أعالجها في مشفى كفر تخاريم عندما تسوء حالتها“.

وبعد توقف المشفى [لغياب الدعم] اضطرت سهيلة إلى الذهاب إلى مشافي مدينة إدلب، التي تبعد نحو 35 كم عن سكنها، وتتحمل الكثير من الصعاب لعدم توافر وسائل مواصلات.

بدأت سهيلة تنفق على علاج ابنتها مما تدخره للتدفئة والطعام، فساءت أحوال أسرتها أكثر في وقت قصير.

تقول سهيلة للشبكة: ”في ظل الفقر والبطالة والغلاء، بالكاد نؤمِّن لقمة عيشنا التي صعَّبتها الحرب، ولا قدرة لدينا على ارتياد العيادات والمشافي الخاصة“.

الطبيب بشار كيال -مدير مشفى النسائية والأطفال بمدينة كفر تخاريم- يقول: ”انخفصت نسبة التخديم في المشفى إلى 40% بعد توقُّف الدعم عنه منذ أربعة أشهر، بسبب قلة الكوادر الطبية التي لم تعد قادرةً على الالتزام بالعمل الطوعي من جهة، ونفاد مستهلكات الاحتياط من جهة أخرى من ديزل وكهرباء وأدوية“.

ويتخوف كيال من إيقاف الخدمات داخل المشفى تمامًا إذا استمر الوضع على ما هو عليه، بسبب عدم القدرة على المتابعة من دون كلفة تشغيلية.

ومع تفاقُم الأزمة، أطلق ناشطون سوريون وعاملون في المجالين الطبي والإنساني في شمال غربي سوريا، حملةً عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان ”ادعموا مشافي الشمال“، بغية لفت أنظار العالم إلى كارثة إنسانية يتعرض لها أكثر من 4 ملايين نسمة يسكنون مناطق سيطرة المعارضة، وحث المنظمات الأممية والمجتمع الدولي على إعادة الدعم.

كما تداول المشاركون في الحملة صورًا وتسجيلات مصورة لمرضى وكوادر طبية من مستشفيات إدلب، تحذر من أن انقطاع الدعم يزيد الضغط على المشافي المتبقية.

كذلك حذر فريق ’منسقو استجابة سوريا‘ من عواقب كثيرة ستترتب على إيقاف الدعم عن المنشآت الطبية، وأصدر بيانًا بتاريخ 12 يناير الجاري طالب فيه الجهات المانحة بإعادة الدعم، لتُواصل المنشآت تقديم خدماتها للمحتاجين، في ظل ما تشهده المنطقة من احتمالية موجة جديدة من وباء كوفيد-19، وبقاء مئات آلاف المدنيين في المخيمات دون وجود حلول أو بدائل.

يشير نعمة إلى أن مديرية الصحة والمنظمات الداعمة تسعى حاليًّا -عن طريق قطاع الصحة (التابع لمنظمة الصحة العالمية في تركيا)- للبحث عن مانح للمشافي والمراكز الصحية.

من جهته، فإن محمود ضاهر -مدير مكتب منظمة الصحة العالمية في مدينة غازي عنتاب التركية- يؤكد في تصريح خاص لشبكة SciDev.Net: ”تابعت الكتلة الصحية هذه القضية مع العديد من أصحاب المصلحة، بما في ذلك المنظمات غير الحكومية ومديريات الصحة“.

ويستطرد: ”وُعدنا بأن يتم دعم المستشفيات في غضون أسابيع من قِبل إحدى الوكالات الإنسانية المانحة الرئيسة، وقد تم إعطاء الأولوية لثلاثة مستشفيات في إدلب، لذلك تعمل الكتلة الصحية ومنظمة الصحة العالمية عن كثب مع الجهات المانحة والمنظمات غير الحكومية للحصول على الأموال والدعم لهذه المستشفيات، سريعًا“.

تجدر الإشارة إلى أن عدد السكان في شمال غربي سوريا بلغ 4 ملايين و318 ألفًا و578، منهم مليونان و44 ألف نازح حتى بداية العام الحالي، وفقًا لفريق ’منسقو استجابة سوريا‘.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا