Skip to content

24/04/23

بعد ثمانٍ عجاف.. اليمن مهدد بمجاعة أكثر من نصف سكانه

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

يعاني اليمن أزمة حادة في الأمن الغذائي نتيجة الصراع المسلح المستمر في البلاد منذ ثماني سنوات، ويتفاقم الوضع في ظل تراجُع التبرعات والدعم المقدم من الجهات الدولية، بسبب الأزمات الاقتصادية المتتالية التي يشهدها العالم.

أكثر من نصف سكان اليمن (17 مليون شخص) مهددون بانعدام كامل في الأمن الغذائي، مدفوعًا بالصراع وتغير المناخ والتدهور الاقتصادي.

وتعم أزمة الغذاء في اليمن جميع شرائح المجتمع وجميع المناطق، حتى تلك التي لا تشهد صراعًا عسكريًّا مباشرًا، فمعظم موظفي البلاد يعانون من عدم انتظام الرواتب، ما أثر على قدرتهم الشرائية في ظل الارتفاع المستمر للأسعار، ما يجعل محاولاتهم للصمود أمرًا يزداد صعوبة.

يقول محمد الناشر، عامل طلاء في صنعاء: إن الأوضاع صعبة للغاية، والحصول على أي فرصة عمل لم يعد سهلًا، ”العمل البسيط الذي أحصل عليه يوفر لي بالكاد وجبة الغداء، أما وجبة العشاء فعلى الله“، مشيرًا إلى ارتفاع الأسعار للغاية.

أما أكرم عبد الكريم -موظف بالقطاع الخاص في صنعاء- فيؤكد أن الموظفين لم يحصلوا على رواتبهم قبل شهر رمضان، ومعظم الأسر لم تعد قادرة إلا على توفير الأساسيات فقط مثل الزيت والأرز، وأصبحت أشياء كثيرة خارج استطاعتهم.

وتشير جيهان أبو زايد -أخصائية التغذية العلاجية بصنعاء- إلى كثرة حالات الوفيات بين الأطفال بسبب سوء التغذية وانعدام الوعي لدى الأمهات، وتقول: ”الوضع الراهن مُزرٍ للغاية، تصلني حالات شبه منتهية، وهناك حالات تموت قبل أن تصل“.

ولفتت جيهان إلى أن المساعدات الغذائية الموجهة إلى سوء التغذية لدى الأطفال والرضع لا يتم صرفها بشكل منتظم وتبقى في المخازن، ”حتى إن بعض الأمهات أجد معهن هذه المكملات الغذائية منتهية الصلاحية“.

وتوجه جيهان سؤالها إلى الجهات المختصة: ”لماذا لا تُصرف هذه الأغذية للمحتاجين من الأطفال وهم كثر؟“.

تعمل منظمات أممية ودولية مثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) على معالجة تلك الأزمة الغذائية الحادة قبل أن تتحول إلى مجاعة وكارثة إنسانية، إذ تطلب الأمم المتحدة سنويًّا من الدول المانحة زيادة التبرعات المقدمة لليمن، لكن المفاجأة أن التبرعات المقدمة تراجعت للعام الثالث على التوالي، ما أثر تأثيرًا مباشرًا على برامج المساعدات الإنسانية.

في عام 2023، سيحتاج ثلثا سكان اليمن -21.6 مليون شخص- إلى المساعدات الإنسانية وخدمات الحماية، طلبت الأمم المتحدة 4.3 مليارات دولار لتغطية تلك المساعدات، لكنها لم تحصل إلا على 1.2 مليار فقط.

من دون استجابة متكاملة، فإن أكثر من نصف السكان ستستمر معاناتهم من مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي، مما قد يؤدي إلى وضع كارثي لقرابة 6 ملايين شخص.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا