Skip to content

03/11/22

’التعاون الراديكالي‘ ضرورة للتكيف مع تغير المناخ

climate_risk_mitigation_Main
حقوق الصورة:V. Atakos (CCAFS). (CC BY-NC 2.0)

نقاط للقراءة السريعة

  • يسعى الباحثون إلى دعم الأسر للتكيف مع تغير المناخ
  • تهدف خطط التكيف محددة السياق إلى معالجة التأثيرات المتنوعة لتغير المناخ
  • ’التعاون الراديكالي‘ بين الباحثين والمجتمعات قد يكون مفتاحًا للتوصل إلى حلول

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

تم دعم هذه المقالة من قبل تحالف أبحاث التكيف.

[نيروبي] ديفيد كيتافي هو مدير مؤسس لمركز أوشيريكا للأطفال، وهي مدرسة تقع في قلب مستوطنة كيبيرا العشوائية في ضواحي العاصمة الكينية نيروبي، الدور الذي يؤديه كيتافي يجعله في قلب الأحداث، حيث يتفاعل بانتظام مع أولياء الأمور والطلاب على حدٍّ سواء.

يقول كيتافي لشبكة SciDev.Net خلال زيارة للمركز: ”العديد من الأطفال في هذه المدرسة معرضون للخطر وينتمون إلى أسر فقيرة“.

”العديد من الآباء والأمهات الذين يعانون تحديات مالية هاجروا من المناطق الريفية بحثًا عن وظائف لتوفير دخل لأسرهم، بعد أن عجزت مهنتهم الأصلية -الزراعة- عن توفير الدخل الكافي لتلبية احتياجاتهم“، وفق كيتافي.

”لقد تعرضت تلك العائلات لفترات طويلة من الجفاف أدت إلى انخفاض الغلة، لا سيما محاصيل الأغذية الأساسية مثل الذرة والفول“.

يقول كيتافي: ”لقد أدركنا أن هناك حاجةً إلى تمكين الأسر الضعيفة من التكيُّف مع تغيُّر المناخ وتعزيز الأمن الغذائي“.

لذلك انضم كيتافي إلى شبكة الأبحاث والتأثير في أفريقيا ومقرها نيروبي، وهي شبكة تضم أكثر من 200 باحث وصانع سياسات من 36 دولة، يعملون على مشاركة الأبحاث التي يمكن أن تساعد المجتمعات على التكيف مع تغير المناخ.

ومن خلال منحة صغيرة من تحالف أبحاث التكيف، وهي شبكة عالمية من باحثي التكيف والمنظمات المعنية به، أنشأت الشبكة مختبرات مجتمعية للتكيف في بعض المستوطنات غير الرسمية في نيروبي.

 تلك المنح البسيطة هي عبارة عن مبالغ مالية صغيرة تخصص للمساعدة في تحفيز الأنشطة على مستوى الدولة وزيادة مرونة المجتمعات بهدف التواؤم مع تغيُّر المناخ.

يقول تشارلز تونوي، زميل باحث في شبكة الأبحاث والتأثير في أفريقيا والمركز الأفريقي للدراسات التكنولوجية: ”من خلال المختبرات المجتمعية، أردنا فهم مخاطر المناخ على المستوى المجتمعي لتوجيه التخطيط لمخاطر المناخ، خاصةً بالنسبة للمدن“.

في هذا السياق يقول جوانس أتيلا، منسق شؤون شبكة الأبحاث والتأثير في أفريقيا، ورئيس برنامج الاقتصادات المرنة للمناخ في المركز الأفريقي للدراسات التكنولوجية: ”هناك الكثير من العمل الجيد الجاري على مستوى المجتمع، والذي يمكن أن يوجه إستراتيجيات التكيف مع تغير المناخ، لكن تلك الجهود لم يتم استثمارها وإبرازها بشكل جيد على مستوى السياسة“.

الاستجابة للمخاطر

يقول تونوي لشبكة SciDev.Net: ”عززت شبكة الأبحاث والتأثير في أفريقيا أصوات أكثر من 3000 شخص، بما في ذلك 150 منظمة مجتمعية في المستوطنات غير الرسمية في نيروبي، علاوةً على صناع القرار الحكوميين ومنظمات المجتمع المدني التي توجه جهودها للتكيف مع تغير المناخ“.

يضيف تونوي: ”وجدنا أن تفسير مخاطر المناخ بين فقراء الحضر يختلف عن تفسير صانعي السياسات وحتى المجتمع المدني“.

على سبيل المثال، في مستوطنة موكورو العشوائية، لم يتم أخذ مخاطر المناخ في الاعتبار في تخطيط المنطقة من قِبل الحكومة المحلية، يقول تونوي: ”أدركنا أيضًا أن دمج مخاطر المناخ مفقود في العديد من المدن عبر أفريقيا“.

من جهته، يعتقد جيسي دي ماريا كيني -رئيس أمانة تحالف أبحاث التكيف- أن السكان على مستوى القواعد الشعبية ”يحتاجون إلى أن يكونوا شركاء متساوين مع مجتمعات السياسات والبحوث عندما يتعلق الأمر بتوليد المعرفة الفعالة للتكيف وتطبيقها“.

يقول دي ماريا كيني: ”تتطلب حلول التكيف مع تغير المناخ مناهج جديدة“.

ويرى أن ”ما يعرفه التحالف بـ’التعاون الراديكالي‘ من شأنه أن يساعد الباحثين بشكل أفضل على فهم المشكلة التي تواجههم بكل تعقيدها، بحيث يكون التعاون أكثر قيمةً وملاءمةً لاحتياجات المجتمعات أو المستخدمين النهائيين الآخرين“.

ويضيف أن مثل هذه الأنماط من التعاون تحتاج إلى وقتٍ لتطويرها، فمن غير المرجح أن تؤتي أكلها بعد ورشة عمل أو اجتماع واحد.

 التعاون من أجل التكيف

يرى أتيلا أن هناك الكثير من الفرص لتحويل المنصات التي تستجيب لحالات الطوارئ إلى منصات مجتمعية مستدامة تعمل على نشر تعلُّم مخاطر المناخ.

في هذا السياق يقول تونوي: ”إن 14 متلقيًا للمنح في أفريقيا من تحالف أبحاث التكيف يعقدون مؤتمرات أسبوعية وشهرية بالتنسيق مع المجتمعات لتبادل الخبرات والأفكار حول التكيف مع تغير المناخ“، وتجدر الإشارة إلى أن عدد المستفيدين من المنح بلغ 25 متلقيًا في سائر أنحاء العالم.

من جهته يرى دي ماريا كيني أن نهج التكيف الذي يقوده المجتمع ينطوي على وضع مبادئ البحث التي تركز على إحداث تأثير موضع التنفيذ، وفي الوقت ذاته يشهد قيام الباحثين ببناء علاقات مع أصحاب المصلحة من صانعي السياسات والممارسين.

ويقول: ”تهدف هذه العلاقات إلى إنشاء مشاريع مدفوعة باحتياجات المجتمعات التي تستجيب لتغير المناخ، وفي الوقت ذاته تعمل على دعم تنمية القدرات على المدى الطويل والحد من أوجه عدم المساواة الهيكلية“.

يرى دي ماريا كيني أن ”تلك الأنماط من التعاون تتطلب استثمارًا مسبقًا وآنيًّا لبناء الثقة وتعزيزها“.

ويقول: ”يؤثر تغير المناخ على المجتمعات بدرجات مختلفة في جميع أنحاء العالم، ونحن بحاجة إلى استخدام الخبرات والأدلة التي تتيحها الأنماط المتعددة من المعرفة المتاحة من أجل التوصل إلى الاستجابات المناسبة“.

في هذا السياق يقول دي ماريا كيني: ”من خلال تحفيز التعاون الراديكالي، يصبح أعضاء المجتمع الذين يستخدمون أدوات التكيف جزءًا من فرق البحث، وفي الوقت ذاته يصير الباحثون جزءًا من التنفيذ على أرض الواقع“.

ويضيف: ”نتيجةً لذلك، سيكون لإجراءات التكيف تأثيرات تلبي احتياجات الفئات الأكثر تضررًا من تغير المناخ“.

وفقًا لأتيلا، يرتبط التكيف مع تغير المناخ ارتباطًا كبيرًا بالسياق، ويجب أن يستجيب لاحتياجات منطقة معينة.

ويرى أن الجهود المبذولة في سياق التكيف ”يجب أن تأخذ في الاعتبار أيضًا الطبيعة المتنوعة للمجتمعات المعرضة للخطر في جنوب الكرة الأرضية، والتي تشمل الأطفال والنساء والمجتمعات المهمشة والمهاجرين“.

يقول ألبرت سالامانكا، من كبار الباحثين زملاء مركز آسيا في معهد ستوكهولم للبيئة: ”لدى المجتمعات معارفها وأنظمتها، التي تنتشر على نطاق واسع في أوساط الشعوب الأصلية، حيث تمتلك العديد من تلك المجتمعات أنماطًا مختلفة من المعرفة البيئية التقليدية الجماعية“.

ويضيف سالامانكا للشبكة: ”على هذا النحو، يحتاج العلماء -وخاصة أولئك الذين تدربوا في المؤسسات العلمية الغربية- إلى فهم وجود هذا النوع من المعرفة وتوفير الفرص لهم لاستخدامها في مواقف التكيف“.

”بعبارة أخرى، ما نحتاجه هو أن يلتقي الطرفان في منتصف الطريق ويستكشفوا السبل التي يمكن من خلالها لأنظمة المعرفة المستقلة أن يعزز بعضها بعضًا، بدلًا من إبطال بعضها لبعض“.

ويرى سالامانكا أنه إذا تحقق ذلك، فإن استخدام ممارسات التكيف على الأرض سيكون له تأثير ومعنى أكبر.

ويضيف سالامانكا أن ”التكيف محلي بطبيعته“؛ إذ ”تواجه المجموعات والمجتمعات مواقف تتطلب منهم التكيف مع المكان الذي يعيشون فيه ويكسبون رزقهم فيه“.

من جهته يرى دي ماريا كيني أن التعاون المستمر بين الباحثين والمجتمعات وصانعي السياسات قد يكون المفتاح لتطوير الأدوات التي تحتاج إليها المجتمعات للتكيف مع تغير المناخ.

هذا الموضوع أنتج عبر النسخة الدولية لموقع SciDev.Net

 

تم دعم هذه المقالة من قِبل تحالف أبحاث التكيف، وهو تحالف دولي يتألف من مجموعة معاهد أبحاث التكيف مع تغير المناخ من جهة، والحكومات والمجتمعات والشركات من جهة أخرى.