Skip to content

02/08/22

للمياه في أجندة ‘كوب 27’ دور محوري

Nile pic
حقوق الصورة:Rehab Abd AlMohsen/ SciDev.Net

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

”الشرق الأوسط منطقة شديدة الجفاف، وهو ما يعني أن قدرة دولها على مواجهة آثار التغيُّرات المناخية ستكون ضعيفة“، هكذا عبَّر أجيت جوفيند -خبير المناخ بالمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة ’إيكاردا‘- عن العلاقة الوطيدة بين التغيرات المناخية وشُح المياه وما ينتظر المنطقة في المستقبل.

حقيقة الأمر ظهرت جليةً على خريطة للعالم عرَضها جوفيند خلال محاضرة إلكترونية ’ويبينار‘ بعنوان ”ندرة المياه في أجندة مؤتمر المناخ كوب27“، نظمتها مبادرة مجتمع شح المياه في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التابعة لمعهد اليونسكو ’آي إتش إي دلفت‘ للتعليم في مجالات المياه، وأدارتها شبكة SciDev.Net ، منتصف شهر يونيو الماضي.

الخريطة ظهرت فيها منطقة الشرق الأوسط بلون أحمر مشتعل، كناية عن الارتفاع الشديد في درجات الحرارة.

يُدرك المحاضرون في الجلسة أن ”مشكلة التغيُّرات المناخية هي مشكلة مياه في الأساس“؛ إذ ترتكز قدرة الدول في مواجهة الأحداث المناخية على مدى توافُر المياه، وهذا هو منبع القلق على المنطقة.

يوجه مركز ’إيكاردا‘ جهوده إلى مساعدة الدول النامية لتقليص تلك المشكلة، من خلال تحسين كفاءة استغلال المياه في الزراعة بمناطق وسط وغربي آسيا وشمالي أفريقيا، وتطوير أصناف مقاومة للأمراض.

ويسعى المركز إلى تحقيق هذه الأهداف بالاعتماد على الهندسة الزراعية لتحسين كفاءة استخدام المياه ورفع الإنتاجية، كما يُطالب باستخدام المياه الهامشية، وهي المياه الجوفية المالحة ومياه الصرف الصحي المعالَجة، خاصةً مع الزيادة السكانية الكبيرة التي نشهدها الآن.

إحدى قصص نجاح المركز أشار إليها جوفيند، قائلًا: ”وصلنا إلى خفض استخدام المياه بمعدل 30% مقابل رفع الإنتاجية بمعدل 40%“.

الخطوة الأولى للحل من وجهة نظر خليل عمار -خبير أول في الهيدرولوجيا والجيولوجيا المائية ومدير برنامج الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية بالمركز الدولي للزراعة الملحية ’إكبا‘- هي التركيز على اختيار المحاصيل التي تستهلك كميات مياه أقل وتلائم التربة، في إشارة إلى تقنيات توفير المياه وتعديل التربة وتطوير سلالات نباتية مُحبة للملح وموفرة في استهلاك المياه، وتشجيع المزارعين وأصحاب الحيازات الصغيرة على زراعتها.

ولم يُغفل المركز المزارعين عبر تقديم المشورة لهم لاستخدام الأراضي على نحوٍ يحقق إنتاجيةً أفضل، من خلال دعم استخدام النباتات التي تتكيَّف مع الظروف المحلية وتستهلك كميات مياه أقل.

وأثار الحوار حول دور المركزَين فضول المشاركين لمعرفة إمكانيات التعاوُن بين المؤسسات البحثية المعنية بهذا المجال في المنطقة ومدى التنسيق على الأرض فيما بينهم.

رأى عمار أن الأمر يعتمد على نوعية المشروعات، مشيرًا إلى وجود مؤسسات معنية بعمل روابط بين المؤسسات والمشروعات ذات الأهداف المتشابهة، مثل مبادرة ندرة المياه في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، التي أطلقتها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ’فاو‘.

”من المهم البحث عن مزيد من التعاون بين المؤسسات العاملة في هذا المجال بالمنطقة، فالتعاون سيضيف قيمةً إلى ما نفعله؛ لأننا نعلم أن وجود المزيد من الشركاء الأقوياء من شأنه المساعدة في الوصول إلى جودة أفضل، وإن كان هناك فجوة في هذا المجال فإننا نسعى إلى ردمها“، على حد قول عمار.

وناقش المتحدثون القلق من أن تطغى الحوارات المتعلقة بكمية المياه على الاهتمام بجودتها، في هذا السياق قال جوفيند: ”أجريتُ بالأمس حوارًا مع زملاء من العراق حول هذه المسألة، فالمياه تصل إلى المزارعين بجودة منخفضة تجعلها غير صالحة للاستخدام في الري، ومع ذلك لا تتم مناقشة هذا الأمر في الغالب، ويجري التركيز على الكمية فقط، الجودة تحتاج أيضًا إلى الكثير من الاهتمام“؛ فالمياه المالحة أو التي تحتوي على بقايا المبيدات الحشرية أو المعادن الثقيلة تُعد مشكلةً ضخمةً لا بد من معالجتها من المنبع.

وتأتي المحاضرة جزءًا من سلسلة محاضرات تابعة لمبادرة ”مجتمع ندرة المياه في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا“، التي انطلقت مطلع العام الجاري بهدف خلق شبكة تجمع الباحثين المعنيين بمشكلة الجفاف وشح المياه في المنطقة على منصة واحدة على موقع فيسبوك، وخلق تفاعُل فيما بينهم وطرح الفرص والمنح والمؤتمرات والدورات التدريبية والبحوث والندوات عبر الإنترنت، وحتى الوظائف الشاغرة المتعلقة بهذا المجال.

 هذا الموضوع أُنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع  SciDev.Netبإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا