Skip to content

03/04/23

مدد مائي من تركيا للعراق

Tigris2 (3)
حقوق الصورة:Adel Fakhir/ SciDev.Net

نقاط للقراءة السريعة

  • اتفاق يقضي بزيادة الإطلاقات المائية من تركيا إلى دجلة العراق لمدة شهر
  • وزارة الموارد المائية بالعراق شرعت في رفع مناسيب النهر، وتأمين احتياجات الصيف
  • يقال في تركيا إن ”هطول الأمطار بأدنى مستوى له منذ 62 سنة“، وتعاني الذي يعانيه العراق

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[بغداد] بدأ العراق في تعزيز مخزنات سدوده على نهر دجلة، مستغلًّا زيادةً في المياه الواردة من تركيا، أعلن عنها في أثناء زيارة رسمية لرئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني.

ففي بيان صحفي مشترك يوم 21 مارس الماضي، قال السوداني: ”أتقدم بالشكر الجزيل لفخامة الرئيس أردوغان، باسم حكومة وشعب العراق، لتجاوبه المسؤول والفاعل في معالجة مشكلة شحّ المياه، وتوجيهاته التي صدرت للجهات المختصة بزيادة الإطلاقات المائية التي ستستمر لمدة شهر“.

واتفق، خلال الزيارة، على استمرار الإطلاقات بدءًا من 23 مارس وحتى 23 أبريل الجاري.

يقول المتحدث باسم وزارة الموارد المائية العراقية خالد شمال، إن بلاده تتلقى منذ ذلك الحين كميات أكثر من المياه من تركيا (المنبع)، منوهًا بأنها زيادة ”بكميات طفيفة، وبحاجة إلى وقت أطول لتكون كافية“.

يقول خالد لشبكة SciDev.Net: ”كميات المياه الداخلة إلى نهر دجلة باتجاه سد الموصل تزيد عن 400 متر مكعب في الثانية، وتقل عن 500 متر مكعب في الثانية“.

ويشير خالد إلى أن الوزارة شرعت تخزن المياه وتعززها في سد الموصل، بحسبانه الأكثر أهميةً في العراق، والأكثر قدرةً على المناورة في مياهه.

يوضح خالد أن ملف المياه صار ملفًّا سياديًّا ومن أولويات الأمن القومي العراقي، إذ كان التعامل في السابق على أنه ملف دبلوماسي أو فني، لكن البلاد ما زالت رهينةً للسياسات المائية التي تنتهجها دول الجوار، خاصةً في تنفيذ المشروعات الكبرى على حدودها.

”ورغم ذلك، الوزارة ماضية في خزن المياه بشكل أكبر والعمل على رفع مناسيب نهر دجلة بطريقة فنية ومنطقية، خاصةً وأن هناك حاجةً إلى تأمين المياه لموسم الصيف المقبل“.

يعاني العراق شحًّا مائيًّا بسبب موجات جفاف، فاقم أثرها تشييد تركيا وإيران -دول منبع نهري دجلة والفرات- لعدد من السدود على مجرييهما، ما قلل حصصه من المياه الواردة إليه حينًا، أو قطعها أحيانًا.

فالعراق يعتمد في تأمين المياه أساسًا على نهري دجلة والفرات، وروافدهما التي تنبع جميعها من تركيا وإيران وتلتقي قرب مدينة البصرة جنوب العراق لتشكِّل شط العرب الذي يصب في الخليج العربي.

فيما يتعلق بتركيا فإن ”قضية المياه ليست صراعًا بقدر ما هي مسألة تعاون يخدم المصالح المشتركة بين البلدين، خاصةً وأنها على دراية بمشكلات المياه التي يواجهها العراق“، على حد قول مصطفى صالح ساريكايا، المنسق في معهد المياه التركي.

”وكما العراق -وهو دولة مصب- فإن تركيا -وهي دولة منبع- تعاني قلة الأمطار وتأثيرات تغير المناخ“، كما يقول ساريكايا، الذي يشير إلى أن ”هطول الأمطار في تركيا في أدنى مستوى له منذ 62 عامًا، وتمر بموجة جفاف يعمِّق أثرَها تغيرُ المناخ“.

يقول علاء البدران، نقيب المهندسين الزراعيين السابق: إن العراق عمد إلى تخزين المياه في السدود الواقعة على نهر دجلة، لإعادة إطلاقها، ”لكن الفراغ الخزني في السدود ما زال كبيرًا“.

ويشير البدران إلى أن العراق لديه إمكانية تخزين تصل إلى (65) مليار متر مكعب من المياه، غير أن المتاح حاليًّا في حدود سبعة مليارات ونصف مليار متر مكعب فقط، والسبب يعود إلى استنفاد الخزين المائي وعدم وجود أمطار كافية لموسمي 2021 و2022.

من جانبه يرى الناشط البيئي العراقي أحمد صالح نعمة أن الاتفاق العراقي التركي الأخير ”سيؤدي إلى نوع من الاستقرار وإن كان جزئيًّا، في الصيف المقبل“، خاصةً وأن نهر دجلة يمر بجميع السدود المائية التي من شأنها خزن الكميات الإضافية المطلقة من قِبل تركيا حاليًّا.

ونوه نعمة بأن الزيادة ستضاف إلى سبعة المليارات ونصف المليار المتبقية في الخزين الإستراتيجي للعراق، مؤكدًا حاجة العراق إلى الوصول لمعاهدات وبروتوكولات مع دول الجوار مستقبلًا بشأن المياه.

يقول ساريكايا لشبكة SciDev.Net: إن الرئيس التركي أردوغان أكد أن زيادة كميات المياه باتجاه نهر دجلة لمدة شهر هي في حدود إمكانيات تركيا وعلى قدر المستطاع، مشيرًا إلى أن ذلك القرار جاء من أجل التخفيف من ضائقة العراق المائية؛ ”إذ لا يمكن التغلب على القضايا المتعلقة بالمياه العابرة للحدود إلا بالتعاون العقلاني والعلمي“.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا