Skip to content

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

ازدحمت غرفة بالحضور في ستوكهولم، حيث انعقد الأسبوع العالمي للمياه، وتحول انتباههم إلى حدثٍ كبيرٍ آخر يلوح في الأفق، ستحتل فيه قضايا المياه في الجنوب العالمي مساحة اهتمامٍ واسعة.

”أتيت من مصر، ومن أجمل مدنها، الإسكندرية، التي يهددها بالزوال ارتفاع مستوى البحر المتوسط“، هكذا تحدث شريف عيسى، مساعد وزير خارجية الدولة التي ستستضيف قمة الأمم المتحدة لتغيُّر المناخ COP27 في نوفمبر.

وكانت ولية عهد السويد، فيكتوريا، التي جلست في الصف الأول، من بين أولئك الذين حضروا حلقة نقاش رفيعة المستوى، سعيًا إلى النظر في كيفية الاستفادة من زخم أجندات الأمم المتحدة الأخرى، وتسخيرها لصالح قضايا المياه، قبل المؤتمر المهم الذي تعقده المنظمة الأممية بشأنها في العام المقبل.

وأعلن عيسى عن بعض المبادرات التي سيجري إطلاقها خلال COP27 في شرم الشيخ من 6 إلى 18 نوفمبر، إذ سيولي المؤتمر اهتمامًا خاصًّا بأفريقيا.

وعندما تساءل: ”ما الذي ستقدمه مصر في كوب 27؟“، أجاب قائلًا: ”لدينا مبادرة تسمى AWARE، ستسعى للعمل من أجل التكيُّف مع مشكلات المياه والمرونة في مواجهتها، وستعمل في أفريقيا بشكل خاص من أجل تعزيز تبادُل المعلومات وبناء القدرات والاستثمار في مشروعات المياه“.

وفقًا لموقع العمل المناخي التابع للأمم المتحدة، ستبحث المبادرة في كيفية الحد من فقد المياه، وتحسين السياسات المتعلقة بالمياه والتعاون، وتعزيز الروابط بين إجراءات المياه والمناخ، وستبدأ خطوتها الأولى بالأكثر ضعفًا في العالم، المجتمعات والأنظمة البيئية في المنطقة الأفريقية.

في مبادرة منفصلة، وقبل انعقاد COP27، تركز مصر أيضًا على الروابط بين المناخ والصراع، وفق عيسى، الذي يقول: ”تُعِد مصر مع أصحاب المصلحة من مختلِف أنحاء العالم ورقةَ مفاهيم، تسعى من خلالها لتأمين وتطوير قدراتنا وإمكانياتنا في بناء السلام من أجل مواجهة تحديات المناخ“.

أما هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري المصري، فقد سلط الضوء على الصلة بين المياه وتغيُّر المناخ، مستشهدًا بمثالٍ من بلاده.

”في مصر ندفع فاتورة تغيُّر المناخ مرتين.. 97% من مواردنا المائية تأتي من نهر النيل، ما يعني أن أي تغيُّر مناخي يحدث في أعالي النيل، عند منبعه، يؤثر فينا“.

ويؤكد سويلم أن مصر متحفزة للضغط من أجل التحرك في قمة المناخ للأمم المتحدة، ”نريد أن نمضي في التنفيذ، ولدينا إجراءات واضحة ومؤشرات واضحة وخطة زمنية للوصول إلى معالم محددة“.

ومضى في تحديد ثلاث قضايا رئيسة، إذ قال: إن مصر تريد معالجتها في كوب 27، ألا وهي الحد من انبعاثات الكربون، وزيادة جهود التكيف [توسيع نطاقها]، وتعزيز تدفقات التمويل المناسب.

يقول عيسى إن هذا العام مهم لمصر، وأضاف: ”كوب 27 هو جزء من طريق طويلة، لدينا عملية مستمرة من العمل يجب أن نأخذ [خطواتها] بالترتيب“.

والراجح أن يتجاوز عددُ حضور القمة هذا العام عددَ الحاضرين في COP26، الذي عُقد في أسكتلندا في نوفمبر الماضي، وفق عيسى، الذي قال وهو يوجه دعوةً للحضور: “في جلاسكو كان لدينا أكثر من 30,000 مشارك، أعتقد أن قمة شرم الشيخ ستتجاوز هذا الرقم”.

كان حضور كوب 27 والتكلفة العالية للإقامة في شرم الشيخ موضوعًا تم طرحه في المحادثات في أروقة أسبوع المياه العالمي، بصفتي مصرية، تلقيت الكثير من الأسئلة المتعلقة بالعثور على فندق ميسور التكلفة، وعما إذا كان المشاركون من الجنوب العالمي سيتمكنون من الحضور.

سلط عيسى الضوء على أنه تم التنسيق بين الحدثين الكبيرين، كوب 27 ومؤتمر الأمم المتحدة للمياه 2023 في أثناء التحضير لهما، وأضاف: ”سنراجع موقفنا وما هي خطط العمل التي نحتاج إليها من أجل الوصول إلى أجندة 2030 بنجاح للحفاظ على هذا الكوكب والإبقاء عليه للأجيال القادمة“.

سيُعقد مؤتمر الأمم المتحدة للمياه 2023 بمقر المنظمة في نيويورك، خلال المدة من 22 إلى 24 مارس من العام المقبل، هذا الحدث -وهو الأول من نوعه منذ عام 1977- سيركز على خمسة موضوعات اقترحتها طاجيكستان وهولندا: المياه من أجل الصحة، والمياه من أجل التنمية، والمياه من أجل المناخ والقدرة على الصمود والبيئة، والمياه من أجل التعاون، وعقد الأمم المتحدة للعمل من أجل المياه.

كما تحدث عيسى عن بعض الأنشطة غير الرسمية المتعلقة بالمياه، والتي ستجري خلال كوب 27، سيكون ’يوم المياه‘ أحد الأيام المواضيعية للحدث، وسيتناول يوم التكيف أيضًا قضايا المياه، وفي الوقت نفسه، فإن رواق المياه يُعد فضاءً مبتكرًا حيث يمكن للحكومات والجهات الفاعلة غير الحكومية أن تجتمع لدفع العمل العاجل إلى الأمام من أجل وقف استنفاد موارد المياه العذبة والسعي إلى مستقبل مستدام ومرن ومتوازن.

هذا الموضوع أنتج عبر النسخة الدولية لموقع SciDev.Net