Skip to content

04/03/22

لمزيد من التغطيات الصحفية حول التغيرات المناخية

IMG-20220303-WA0030
حقوق الصورة:Rehab Abdalmohsen/ SciDev.Net

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

تصارعت الأفكار في رأسي في أثناء إعداد مادة لجلسة بعنوان: ’اسأل محررًا عن التغيرات المناخية‘، كيف يمكن أن أحفز الصحفيين على تغطية قضية تنطوي على آثار مستقبلية مدمرة؟ كيف يمكن إشعال حماسهم للكتابة حول الأمر.

الجلسة التي تضمنتها فعاليات المنتدى العربي للإعلام والتواصل العلمي في دورة انعقاده الثانية في الفترة من 26 إلى 28 فبراير الماضي، بدأت بسؤال من شيماء البنا مديرة الحوار ورئيسة البرامج العلمية في المجلس الثقافي البريطاني بمصر، أعاد لي ذكريات أول موضوع كتبته في مادة التعبير.

بمجرد أن سألتني حول كيفية مخاطبة الصحفي لصناع القرار، تذكرت اليوم الذي ذهبتُ فيه إلى والدي ليساعدني في كتابة موضوع عن ’ثقب الأوزون‘، ففي التسعينيات علا الحديث عن أثر غازات الدفيئة على طبقة الأوزون، تلك الطبقة في الغلاف الجوي التي تعمل على حماية الأرض من أشعة الشمس الضارة، وذلك بعد أن أعلن العلماء رصدهم ثقبًا فوق منطقة القطب الشمالي، مما يهدد بذوبان الجليد.

كان الموضوع حديث الساعة، تكاتفت جميع وسائل الإعلام وكثَّفت تغطيتها لهذه الأزمة وتداعياتها المستقبلية، في جميع وسائل الإعلام في الإذاعة والمجلات والصحف وعلى شاشات التلفاز.

ووجَّه الجميع أصابع الاتهام صوب مركَّب كان استخدامه ذائعًا وقتها، وهو الكلوروفلوروكربون CFCs الموجود في أجهزة التبريد كالثلاجات والتكييفات وفي بعض مواد التنظيف، وكُلِّل الجهد بحظر الحكومات إدخال هذه المادة في المنتجات التجارية، لتكون قصة نجاح ونموذجًا للكيفية التي يمكن للإعلام الضغط بها على صناع القرار لتغيير السياسات.

فكيف نجح الإعلام في حماية ثقب الأوزون والوصول إلى صناع القرار؟

اتحد الإعلام، كوَّن جبهة قوية، فجرى شرح العلوم للعامة بشكل مبسط، وبعد أن امتلك الأفراد الفهم والوعي بالقضية، استطاعوا التمييز بين العلوم الموثوقة والزائفة ونظريات المؤامرة، هذا الفهم قادهم إلى الضغط على الحكومات لتغيير السياسات، وبالتالي اجتمع الساسة وتم حظر هذه المادة ولم يعد لها وجود، وتحسَّن وضع طبقة الأوزون.

دائما ما ينجح الإعلام في الوصول إلى صناع القرار إذا استطاع الوصول إلى الأفراد، ورفع وعيهم، ونقل أصواتهم مع توضيح الضرر الواقع عليهم من جرَّاء التغيرات المناخية، كعمل حوارات مع المهاجرين داخليًّا بسبب التغيرات المناخية.

من الجيد أيضًا استخدام لغة الأرقام في أثناء الحديث عن موضوع التغيرات المناخية، فصناع القرار يهتمون بها، كأن توضح: سيهاجر أكثر من 216 مليون نسمة داخل بلدانهم بحلول عام 2050.

لغة الأرقام هي إحدى اللغات المستخدمة بقوة في جلسات قمة الأمم المتحدة للمناخ، التي ستنعقد هذا العام في مصر تحت اسم COP27 ثم العام التالي في الإمارات COP28، لذا كان سؤال شيماء التالي حول استعدادات الصحفيين لتغطية هذا الحدث المهم.

وفي حين ترى شيماء أن الاهتمام بقضايا المناخ من الإعلام يقتصر على توقيت وقوع حوادث كارثية مثل وجود إعصار أو حرائق هائلة أو موجة أمطار غير مسبوقة، ثم يخمد هذا الاهتمام خلال يومين، وهو في رأيي ”رب ضارة نافعة“.

وما يطلق عليه ”التطرف المناخي“ والظواهر المناخية التي باتت تتكرر على نحوٍ غير مسبوق وحدَّة غير معهودة، حفزت الإعلام لتسليط الضوء على قضية التغيُّرات المناخية، وأصبحت الرسالة الموجهة إلى الجمهور تميل إلى قول: ”هاهي التغيرات المناخية تحدث أمام أعينكم ويمكنكم مشاهدتها بمجرد أن تفتحوا نوافذكم“، وهي عكس الرسالة القديمة؛ إذ كان هناك تصوُّر بأن تغيُّر المناخ يحدث على مدى طويل وتدريجي، ومن المحتمل ألا يعاني منه الجيل الحالي.

قمت بتغطية العديد من مؤتمرات البيئة والمناخ، والاجتماعات التحضيرية لها، وأول ما أفعله دائمًا، قراءة المستجدات وبالأخص ما وصل إليه المؤتمر السابق من توصيات، وهنا أستعين بموقع الأمم المتحدة، حيث يورد أحدث ما وصلت إليه المفاوضات.

بعدها أنتقل لقراءة الأخبار، حتى أتعرف على وجهات النظر المختلفة، ماذا جرى خارج القاعات؟ هل وُجِّهت أي انتقادات للمؤتمر؟ وهل هذه الانتقادات في محلها؟

في الدورة الماضية من المؤتمر، انتقد البعض الغياب الملحوظ لممثلي ’الجنوب‘ أو الدول النامية، لكن بالبحث اتضح أن القيود التي فرضتها جائحة كورونا، ومسألة إجبار المسافرين على الخضوع لحجر على نفقتهم الخاصة لمدة تزيد عن الأسبوع، رفعت من تكلفة حضور المؤتمر، وبالتالي أثرت على أعداد المشاركين، خاصةً من الدول محدودة الدخل.

لعامين متتاليين ستحتضن دولتان من الشرق الأوسط الحدَث، وهو أمرٌ يخلق العديد من الأمنيات، سألتني شيماء أن أختتم بأمنية للصحفيين العلميين، فتمنيت أن يكون الإعلام البيئي العربي بعد قمة المناخ مختلفًا عما قبلها.

آمل أن يكون هذا المؤتمر الضخم فرصةً للتدريب والتطوير للصحفيين العرب، وانطلاقةً لتغطيات مميزة للقضية ولمؤتمرات المناخ القادمة خارج المنطقة.

 

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا