Skip to content

01/01/18

فكرة مشروعك العلمي مفتاح تمويله وتسويقه

Egypt scientific research
حقوق الصورة:SciDev.Net/ Hazem Badr

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

قديمًا قالوا إن ”الحاجة أُم الاختراع، ولكن الآن يمكن أن نضيف أن ”الحاجة أُم التسويق والتمويل“. فكم من الابتكارات ظهرت مؤخرًا، ولكن أصحابها لم يتمكنوا من تسويقها رغم أهميتها!

فعلى مدار أكثر من 17 عامًا، هو عمر عملي في الصحافة العلمية، كنت أصطدم بالشكوى الدائمة لباحثين من أن أبحاثهم المنشورة في دوريات علمية مرموقة لم تجد طريقًا للتنفيذ على أرض الواقع، وكنت دائما ألقي باللائمة على الجهات الرسمية والقطاع الخاص لتجاهلهما لهذه الأبحاث، حتى حضرت يوم 26 ديسمبر 2017 ’المنتدى الثالث لتسويق مخرجات البحث العلمي‘، الذي نظمته أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا في مصر.

عُرض خلال المنتدى ثمانية مشروعات بحثية، كان القاسم المشترك بينها تلبيتها لاحتياجات مجتمعية، فحصل أصحابها بمجرد التقدم بالفكرة للأكاديمية على تمويل، بل نجح بعضهم في تسويقها حتى قبل أن تنتهي مدة المشروع البحثي.

تحدث حسن عزازي -رئيس قسم الكيمياء في الجامعة الأمريكية بالقاهرة- عن جهاز آليّ لتشخيص التهاب الكبد الفيروسي ’ج، يعمل بتقنية عزل الحمض النووي الريبي للفيروس (رنا) بطريقة عالية الجودة.

يوضح عزازي أن ”الجهاز يستطيع التعامل مع 8 عينات في وقت واحد، ويُظهر النتيجة خلال مدة لا تتجاوز 45 دقيقة“.

كما أكد أن الجهاز -المُصنَّع بخامات مصرية- يقي الأطقم الطبية العدوى؛ إذ لا يحتاج إلى تدخُّل منها، ويُعَقَّم ذاتيًّا.

ويملك عزازي فرصًا كبيرة لتسويق الجهاز، تحدث عنها خلال المنتدى وابتسامة الثقة تملأ وجهه.

وبالابتسامة نفسها تحدث يحيى إسماعيل -أستاذ هندسة الإلكترونيات وهندسة الاتصالات في الجامعة ذاتها- عن رقاقات حيوية لأغراض البحث والتشخيص الطبي، لا تتجاوز تكلفة الواحدة منها سنتًا أمريكيًّا واحدًا! في حين يمكنها الكشف عن الكثير من الأمراض في أطوارها البكيرة. 

أما أحمد إسماعيل -أستاذ البوليمر في المركز القومي للبحوث- فقد تحدث بثقة عن مشروعه البحثي الذي استطاع أن يوجِد له فرصًا تسويقية قبل انتهاء مدته.

والمشروع يتعلق بإنتاج دهانات مصنوعة من خامات محلية، بديلة للخامات المستوردة التي تكلف شركات الدهانات الكثير.

قطع إسماعيل شوطًا كبيرًا للخروج بمنتجه البحثي إلى حيز التطبيق، وعرض صورًا من مصنع يُبنى بالتعاون مع إحدى الشركات ويستخدم تلك الدهانات.

قصص نجاح أخرى لمشروعات كان تسويقها مضمونًا، ذلك لأن القطاع الحكومي والخاص هو مَن استدعى البحث العلمي فيها لعلاج مشكلات تواجههم.

تحدث في هذا الصدد، إبراهيم الشربيني -مدير مركز علم المواد بمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا- عن مشروعه الذي نفذه مع الأكاديمية وإحدى شركات السماد، لإنتاج أسمدة يوريا ممتدة المفعول ورخيصة، مغلفة ببوليمرات طبيعية قابلة للتحلل، بهدف رفع كفاءة هذا النوع من الأسمدة وتقليل الفاقد منها والقضاء على أي ضرر ناتج عنها.

كما تحدث محمد الخولي -الأستاذ بمعهد بحوث الهندسة الزراعية بوزارة الزراعة المصرية- عن مشروعه البحثي، لإنتاج مقطورة مبتكرة لنقل حبوب القمح من أماكن الإنتاج إلى أماكن التخزين.

كذلك استدعت وزارة الزراعة وائل محمود خير الدين، الأستاذ بكلية الهندسة جامعة أسيوط، لحل مشكلة استيراد ماكينات حقن التربة بالأمونيا، التي تكلف خزينة الوزارة الكثير، فنجح في تصميم أول ماكينة مصرية بالكامل لحقن التربة بالأمونيا.

تمويل وتسويق أي مشروع بحثي يكمن في فكرته، فكلما كانت تلبي احتياجًا مجتمعيًّا، حظيت بتمويل وتسويق، ربما قبل انتهاء مدة المشروع.

هذا الموضوع أُنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع  SciDev.Netبإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.