Skip to content

12/12/21

’فلتر أزرق‘ يفوز بجائزة ’الأبنية الخضراء‘

photo11
حقوق الصورة:Salah Elsadi/ SciDev.Net

نقاط للقراءة السريعة

  • ابتكار حيوي لمعالجة المياه خرج من رحم معاناة غزة بتفاقم أزمات المياه في القطاع
  • يقوم على تقنية خضراء لمرشح يستخلص العناصر الضارة من المياه وعلى رأسها النترات
  • فكرة المرشح تستحق التجربة والبناء عليها؛ فهي قابلة للتطبيق، وقد تمثل حلًّا لمشكلة غزة

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[غزة] حازت شركة ’الفلتر الأزرق‘ الغزاوية جائزة ’أفضل منتج بفئة إدارة المياه‘، في مسابقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للأبنية الخضراء.

وللمرة الثالثة تتصدر شركة فلسطينية قائمة المسابقة الإماراتية السنوية، وأُعلن عن نتائج آخر نسخها في نوفمبر الماضي.

أما الفلتر الأزرق فكان نتاج بحث علمي استغرق من المهندس صلاح الصادي -مؤسس الشركة- أكثر من عامين في أثناء دراسته للماجستير بمعهد المياه والبيئة بجامعة الأزهر في غزة.

استهدف الصادي تنقية المياه من الملوثات المختلفة (الملوحة والنترات والكلوريد)؛ لاستخدامها في أغراض الري بالأساس.

يؤكد الصادي أن التقنية المستخدمة في المعالجة تقنية صديقة للبيئة وخالية من أي إضافات كيميائية أو هدر للطاقة الكهربائية.

تقوم التقنية على وضع قوالب مرشحات مصنوعة من بذور وأنوية النباتات مثل الكتان وحب البركة والشيا والزيتون والتمر، في أحواض تجميع مياه، مصدرها جوفي؛ لتعمل على تنقية الماء واستخلاص الملوثات منه بواسطة النقع.

ويستطرد: ”كما لا توجد أي منتجات جانبية ضارة بالبيئة أو أي خسائر في كمية المياه مثل طرق المعالجة التقليدية، هذا بالإضافة إلى أنها ستوفر للمزارعين منتجات ثانوية من مخلفات المعالجة مثل الأسمدة“.

يقول الصادي لشبكة SciDev.Net: ”الفلتر يحافظ على مبدأ الاستدامة، إذ يعمل دورةً مستمرة تبدأ بمعالجة المياه وتنتهي بالمنتجات الثانوية؛ لتوفير نظام مستدام لكل دفعة مياه تحتاج إلى المعالجة“.

يؤكد الصادي أن نتائج تجربة المرشح على عينة من المياه ”كانت ممتازة؛ إذ كان قادرًا على إزالة نحو 95% من النترات، التي توصف بـأنها أصعب الملوثات في الإزالة؛ لما تستلزمه من تكلفة عالية“، مشيرًا إلى أن استخدام الفلتر غير مكلف.

 ويُستخدم المرشح أكثر من 30 مرةً دون خلل في الجودة، وبعدها تجري إعادة التنشيط والتفعيل بسهولة بعد تدوير مكوناته؛ ليجري استخدامه مرةً أخرى.

ما دفع الصادي إلى هذا الابتكار هو استشعاره المسؤولية تجاه مشكلة تلوث المياه في غزة، ”يعاني القطاع مشكلات مائية جسيمة، منها ارتفاع معدل الملوحة، وشح مصادر المياه بسبب استنزاف الخزان الجوفي، فضلًا عن مشكلة التلوث بالنترات التي استحوذت على اهتمامي؛ لكونها عاليةً جدًّا وتفوق المعدل العالمي المسموح به“.

”تحتوي مياه غزة على نسبة نترات عالية تصل إلى 70 ملليجرامًا لكل لتر، في حين يجب ألا تزيد عن 50 ملليجرامًا لكل لتر“.

يثمن أحمد حلس -رئيس المعهد الوطني للبيئة والتنمية- مجهود الصادي، ويرى أن فكرة الفلتر تستحق البناء عليها وتطويرها، وهي قابلة للتطبيق محليًّا بعيدًا عن الحلول النظرية، ”ولعلها تحل مشكلة تهدد بقاءنا على قيد الحياة“.

ويشير إلى مشكلة تلوث مياه الخزان الجوفي؛ إذ أصبحت غير صالحة، وإلى أن ”أخطر ما فيها تأثيرها سلبًا على صحة الأطفال، إذ تؤدي إلى ازرقاق الجلد من جرَّاء انخفاض الأكسجين“.

وبيَّن حلس أن الفجوة في وفرة المياه آخذةٌ في الاتساع بين الطلب والمتاح، ”فما يهطل من مطر لا يكفي لاحتياجات القطاع، إذ يهطل قرابة 110 ملايين متر مكعب سنويًّا، في حين أن ما يغذي الخزان الجوفي لا يتجاوز 60%“، مشيرًا إلى أن قطاع غزة يعيش ظروفًا بالغة الخصوصية، بسبب الحروب والحصار والضغط السكاني وتردي الوضع الاقتصادي وغياب التمويل.

وحول جدوى تطبيقه اقتصاديًّا يعلق حلس: ”كأي ابتكار لا شك في أن التنفيذ سيكون صعبًا ومكلفًا في بداياته، إلا أن العوائق ستزول ريثما تُحل التفاصيل ذات الصلة بالتمويل“.

ويطالب حلس الجهات الممولة والمؤسسات الرسمية وشركات القطاع الخاص ومراكز الأبحاث بتبنِّي الفكرة واحتضانها ماديًّا وعلميًّا لتشق طريقها في المجتمع الفلسطيني ودول المنطقة عمومًا.

يؤكد الصادي أنه حاليًّا بصدد تعاون مع مؤسسة دولية تُعرف بـاسم ’الجمعية الخيرية الأسترالية‘ للبدء في تجريب الفلتر لمدة عام في مزرعة بقطاع غزة مساحتها 1000 متر مربع، مشيرًا إلى أن الباحثين يفتقدون اهتمام الجهات الرسمية بمشروعات من هذا القبيل وتقديم التسهيلات اللازمة لها.

ويأمل حلس الوصول إلى ”إنتاج فلاتر منزلية فعالة“ سهلة الحمل والتركيب، وبسيطة التكنولوجيا، وكلفتها معقولة بالنسبة للمواطن، ”بدل شراء المياه وما يترتب عليه من فوضى وإشكاليات ترتبط باحتكار المياه من القطاع الخاص، لا سيما أن 70% من محطات التحلية في قطاع غزة لا تخضع للرقابة المطلوبة“.

جديرٌ بالذكر أن الجائزة أُطلقت من خلال المجلس الإماراتي للأبنية الخضراء، وهي جائزة خاصة بالشركات التي تعمل على توظيف مبدأ الاستدامة في التصميم والإنشاء والتشغيل للمباني والمنشآت.

وتهدف المسابقة إلى تأسيس نموذج إقليمي للاستدامة البيئية المُعتمدة عالميًّا، وقد انضم حديثًا المجلس الفلسطيني للأبنية الخضراء إلى عائلة منظمي المسابقة من خلال توقيع اتفاقية، شريكًا في تنظيم المسابقة وعضوًا في اللجنة الاستشارية لعام 2018.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا