Skip to content

07/02/22

طوبة ’ذكية‘ تدخل سوق البناء المصرية

photo1
حقوق الصورة:Hazem Badr/ SciDev.Net

نقاط للقراءة السريعة

  • طوبة جديدة يصفها مبتكرها بالذكية، بدأت تشق طريقها في سوق البناء المصرية
  • الطوبة تثبت جدوى في بناء حوائط بعض المباني، وجارٍ تشييد مبنى كامل بها
  • مستثمرون عرب يشيدون مصنعًا لإنتاج الطوبة بعد الاطلاع على مميزاتها

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[القاهرة] عقد مبتكر مصري اتفاقًا مع مستثمرين إماراتيين لإقامة مصنع لإنتاج طوب صديق للبيئة، خفيف الوزن وعازل للحرارة، في خطوة تمهد للتطبيق في السوق المصرية على نطاق واسع.

مميزات الطوبة أثبتت جدوى وكفاءة؛ إذ استُخدمت في إقامة جدران بعض المباني، بناها عددٌ من شركات المقاولات، تعاقد معها العام الماضي مبتكرها، المهندس محمود يسري، ولتزويد الشركات بموجبه، أجَّر خط إنتاج في بعض المصانع المنتجة للطوب.

وتمت تلك الخطوة في إطار شركة ناشئة، أسسها يسري لإنتاج وبيع وتوزيع مواد البناء والعزل، ضمن مبادرة ’رواد النيل‘، التي تشرف عليها وتمولها ’جامعة النيل‘ الأهلية في مصر.

وحاليًّا يسعى مؤسس الشركة ومديرها إلى المضيِّ خطوةً أكبر إلى الأمام، بعد اتفاقه في يناير الماضي مع جهة إماراتية، لامتلاك خط الإنتاج الخاص بها.

وسيجري تدشين المصنع خلال شهور بمدينة العاشر من رمضان، بطاقة إنتاجية متوقعة تصل إلى 100 متر مكعب من الطوب يوميًّا، وفق يسري لشبكة SciDev.Net.

يوضح يسري: ”اكتسب منتجنا الثقة سريعًا، وجرى استخدامه في أجزاء من مبانٍ بمحافظتي الدقهلية والشرقية ، ويجري حاليًّا بناء مبنى متكامل باستخدام هذا الطوب، في مدينة الشيخ زايد بمحافظة الجيزة“.

مزايا الطوبة الجديدة تصب جميعها في اتجاه جعلها رخيصة الثمن وموفرة في الطاقة المستخدمة للتكييف، فضلًا عن كونها صديقةً للبيئة لأن مادتها الأساسية خفيفة، ومن ثم يصفها يسري بالطوبة ’الذكية‘.

يوضح يسري: ”الطوبة يستبدل في إنتاجها بحوالي 70% من الأسمنت المستخدم في التصنيع، وتحل محله مخلفات مواد البناء، بينما يشكل الأسمنت النسبة المتبقية، مضافًا إليه بعض المواد الكيميائية التي تعطي المنتج خصائص العزل الحراري“.

وخضعت الطوبة الجديدة لاختبارات في مركز البحوث والاستشارات الهندسية بجامعة طنطا، وكذلك المركز القومي لبحوث الإسكان والبناء، وهو شرطٌ لاستخدامها في السوق المصري، وأثبتت كفاءةً في اختبارات الضغط وقدرةً عاليةً على العازلية الحرارية.

يقول يسري: ”حصلت الطوبة في اختبار مقاومة الضغط على متوسط 25 كيلوجرامًا/ سم مربع تقريبًا، وهو معدل جيد للغاية، ويرجع السبب في ذلك إلى خفة وزن الطوبة؛ فالعلاقة مباشرة بين قوة الضغط والكثافة“.

أما الموصلية الحرارية للطوبة، فهي تعتمد أساسًا على كثافتها، ووفق هذه الاختبارات كان التوصيل الحراري للطوبة 0.125 وات/م.كلفن، وهو معدل يكشف عن قدرتها على العزل الحراري.

ويوضح يسري أن هذه الخصائص تجعل المبنى مثاليًّا صيفًا وشتاءً، ويمكن ألا يعتمد على مبردات الهواء صيفًا أو أجهزة التدفئة شتاءً، أو يوفر في الطاقة حال الاستخدام، بالإضافة إلى الدور البيئي في مواجهة الاحتباس الحراري.

واستخدام مخلفات البناء في تصنيع الطوبة يجعل لها ميزة بيئية أخرى، وثمة ميزة ثالثة أن عملية تصنيعها غير مستهلكة للطاقة ولا تحتاج إلى أي أفران.

وعن الاختلاف بين هذه الطوبة ونوع آخر يسمى ’الطوب الرملي الجيري الخفاف‘، والذي يتم التسويق له بكونه يحقق مزايا بيئية أيضًا، يقول يسري: ”إنتاج هذه الطوبة يدخل فيه مكونات مثل الأسمنت والرمل ومسحوق الألومنيوم، لذلك فإن إنتاجه مكلف، على عكس منتجنا“.

ويستطرد: ”إلى جانب ذلك، فإن هذه الطوبة مكلفة في المحارة والدهان، إذ تجب معاملتها بمواد كيميائية قبل إجراء هذه العمليات، على عكس الطوبة الخاصة بشركتنا، والتي تحقق كفاءةً في عمليات المحارة والدهان دون معاملة الحوائط بمواد كيميائية“.

والطوبة وفق هذه المزايا منتج يستحق التقدير، كما تقول المعمارية ماريان نبيل، المدرس بكلية الهندسة في الجامعة البريطانية بمصر، ولكن ذلك لم يمنعها من إثارة بعض التساؤلات حول المنتج.

تتساءل ماريان: ”ثمة منتجات شبيهة ظهرت في السوق المصري لطوب يحقق العزل الحراري، فما الذي يجعلني كمستخدم أُقبل على هذه الطوبة ولا أُقبل على المنتج المنافس“.

”كما يهمني أيضًا الاطمئنان على الخواص الميكانيكية للطوبة، والتي تجعلها تتحمل مثلًا وضع المسامير فيها، وأخيرًا الاطمئنان على معدل امتصاصها للماء؛ لأن ذلك سيعطي مؤشرًا لإمكانية استخدامها في الأدوار الأرضية، حيث تكون معدلات الرطوبة عالية، ومناسيب المياه الجوفية مرتفعة“.

يرد يسري موضحًا في البداية أن الفارق بينه وبين المنافسين يكمن في السعر والمزايا البيئية، فمنتجهم وفق دراسة الجدوى التي أعدوها أقل من المنافسين 300 جنيه في المتر المكعب، ولا يحتاج إلى جهد في تجهيز الحوائط لعمليات الدهان والمحارة، فضلًا عن أن الخامات المستخدمة في التصنيع تخلِّص البيئة من المخلفات.

أما الخواص الميكانيكية فهي مماثلة لخواص الطوب الأحمر التقليدي، ولذلك فالطوبة الجديدة تتحمل وضع المسامير وتأسيس الكهرباء والصرف الصحي في المباني.

وفيما يتعلق باستخدامها في الأدوار الأرضية، يوضح يسري أنه في هذه الحالة سيزيد وزن الطوبة من ٩٠٠ إلى ١٢٠٠ كجم/سم٣، إذ إن وزن الطوبة يختلف وفق الاستخدام.

كما أن وزن الطوبة يختلف وفق طريقة البناء؛ ففي حالة البناء بطريقة الأعمدة يمكن بناء أي عدد من الطوابق بنفس مواصفات الطوبة الخفيفة، ولكن في حالة كان البناء بطريقة الحوائط الحاملة، فيجب في هذه الحالة زيادة كثافة الطوبة، وعندها تفقد ميزة الوزن الخفيف، مع الحفاظ على المزايا الأخرى.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا