Skip to content

08/01/22

س و ج.. حول ’سيواس الشرق الأوسط‘

3
حقوق الصورة:CEWAS Middle East/ SciDev.Net

نقاط للقراءة السريعة

  • سيواس الشرق الأوسط تدعم الرياديين في قطاع المياه في مختلف مراحل عملهم
  • وتستهدف بناء وتقوية القدرات اللازمة لتطوير وتنفيذ الحلول الريادية المُستدامة لقطاع المياه والصرف الصحي
  • الدعم يكون من خلال بناء بيئة تمكينية للرياديين، وتقديم المساعدة التقنية، والتدريب المتخصص، بالإضافة إلى الدعم المالي

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

”استلهامًا من برنامج ’سيواس للشركات الناشئة‘ في سويسرا، تبيَّن لنا في عام 2013 أن الأمر لا يتطلب الكثير من التفكير للقيام بالعمل ذاته في الشرق الأوسط؛ إذ هناك العديد من مشكلات المياه بالإضافة إلى العديد من الفئات الهشة التي تنتظر المياه“.

هكذا يُعرف مجموعة الشباب المؤسسين المنطلق والهدف من وراء سيواس الشرق الأوسط، التي أنشأوها بالمنطقة على غرار المنظمة الدولية، رافعين شعار ”نعمل على بناء مستقبل ريادة الأعمال في قطاع المياه في الشرق الأوسط“.

نفّذت المؤسسة العديد من المشروعات في أربع دول عربية رئيسة، وهي: الأردن ولبنان والعراق وفلسطين، وكانت منها حاضنات أعمال لتطوير الأفكار الريادية في المياه والزراعة والطاقة وإدارة النفايات الصلبة.

ومكَّنت أكثر من ٦٠ رياديًّا بالمنطقة، واحتضنت العديد من الشركات الناشئة، التي تبحث في طرق مبتكرة ومستدامة لإدارة المياه؛ بُغية إحداث تأثير اجتماعي وبيئي، خاصةً في مجال معالجة تحديات المياه في إنتاج الغذاء، لتكون عونًا لمَن يعاني شح المياه.

حول آلية عمل المنظمة ودورها في المنطقة من أجل سد الفجوة الحاصلة في أزمة المياه، كان لشبكة SciDev.Net هذا الحوار مع ميسم عتوم، مدير برنامج المنظمة بالأردن.

 تحديات عدة تواجه بناء مستقبل ريادة الأعمال في قطاع المياه بالشرق الأوسط.. فما أبرزها؟

يتضح من خلال عملنا أن ريادة الأعمال في قطاعات البيئة المختلفة في نمو متزايد، ولا سيما قطاع المياه.

 وقد أسهَم الاهتمام الحكومي ومؤسسات المجتمع المدني في زيادة الوعي والاهتمام بين فئة الشباب، عبر إطلاق برامج تهدف إلى إيجاد حلول بيئية لأبرز التحديات التي تواجه البيئة بشكل عام، وعلى رأسها شح المياه الناتج بالدرجة الأولى عن التغيُّر المناخي.

 دعيني أقول إن من أهم التحديات التي نواجهها في دعم الريادة في هذا القطاع قلة الدراسات البيئية المحلية، ما يحول دون استعانة الشباب بالمراجع العلمية في أثناء عملية تطوير الأعمال.

 كما نلاحظ أن الشباب ليس لديهم الصبر الكافي لاستثمار وقتهم في تطوير أفكارهم، فضلًا عن ضعف فرص الاستثمار في الأعمال التي تُعنى بالبيئة؛ لكون العائد من الاستثمار بطيئًا مقارنةً بقطاعات أخرى.

يقوم عماد منظمتكم على فريق شباب من بلدان عدة.. ما الأسس التي تجمع أعضاءه في سبيل الحفاظ على الموارد المائية المستدامة؟

فريق سيواس الشرق الأوسط صغير نسبيًّا، وقد اختِير بناءً على عدة عوامل، منها المعرفة التقنية الواسعة، والقدرة على التدريب والتطوير، وكذلك الجمع بين العمل البيئي وتطوير العمل التجاري، إضافةً إلى القدرة على فهم التحديات الإقليمية واهتمامات المؤسسات الدولية.

كل ما سبق ساعد في خلق جو إبداعي داخل المؤسسة ترفده خبرات متنوعة تسهم في الفهم الشمولي لتحديات المياه والبيئة في المنطقة، بحيث يترسَّخ أثر المشروعات على اختلاف حجم تمويلها.

 شاركت سيواس في إطلاق ’برنامج المياه والطاقة من أجل الغذاء‘ عام ٢٠٢٠.. هلا أخبرتنا عنه؟

يدعم البرنامج المؤسسات الابتكارية في مجالات المياه والطاقة والزراعة فنيًّا وماليًّا، ويستمر حتى عام ٢٠٢٤، إذ قد يصل التمويل إلى ٣٠٠ ألف دولار للشركات الربحية وغير الربحية.

أما الدعم الفني فيتمثل في دراسة السوق، وبناء الشراكات، والجاهزية للاستثمار، والحوكمة، وإدارة الفريق، والتخطيط المالي، شريطة أن يوجد جانب استثماري واضح في المجالات التالية: ابتكارات ترشيد استهلاك المياه في الزراعة والتصنيع الغذائي، وكفاءة استخدام المياه وأيضًا الطاقة في التصنيع الغذائي، والاستخدام المستدام للمياه والطاقة في الزراعة، واستخدام الطاقة المتجددة في تصنيع الغذاء والخدمات اللوجستية ذات الصلة، والاستفادة من مخلفات الطعام والمتبقيات الزراعية في توليد الطاقة.

ماذا عن المنهجية المُتّبعة في دعم مجتمع المبتكرين؟

نسعى إلى تعزيز الجانب التقني لدى رياديّي الأعمال على نحوٍ محكم، وذلك قبل تطوير أنموذج للعمل التجاري، وتركِّز سيواس على جلسات التوجيه المستمرة للرياديين وإعطائهم التدريبات اللازمة، بما يضمن ربط ممارسات العمل التجاري بالاستدامة.

ومن الأعمدة الرئيسية في برامج التدريب التي تنفِّذها سيواس تحديد جوانب المنفعة البيئية التي توفرها الحلول الريادية، وعلاوةً على هذا، توجيه الرياديين إلى كيفية تقليل الأثر السلبي للعمليات (مثل عمليات التصنيع والنقل الصديقة للبيئة)؛ إذ يهمنا كثيرًا الوصول إلى نتيجة حاصلها إحداث الأثر البيئي الجيد، حتى إنها تفوق أهمية توفير العائد من المشروعات الريادية.

ما مدى الرضا عن إقبال الشباب على الانخراط في مشروعات من هذا النوع؟

الإقبال جيد، إلا أنه يحتاج إلى دعم أكبر وباحترافية أعلى حتى يظهر الأثر المرجو، الشباب ما زال بحاجة إلى إدراك فكرة أن الريادة في القطاع البيئي ليست مبادرات بيئية، بل أعمال منتظمة تتطلب فريقًا احترافيًّا يتمتع بالمهارة والصبر في الوقت نفسه.

 كيف تضمنون استمرار عملكم في نطاقه الحالي؟ وهل من نية للتوسع؟

في كل بلد نعمل فيه، نتعاون مع العديد من المنظمات الشريكة والجامعات والمؤسسات الحكومية والشركات الخاصة، ونبذل قصارى جهدنا لتوسيع دائرة علاقات المنظمة بغيرها من المؤسسات الدولية والمحلية، ونهتم بعقد شراكات لتنفيذ المشروعات التي تُثري خبراتنا.

 وعلى صعيد آخر، يستمر فريق سيواس في نقل الخبرات والتجارب والأفكار الريادية الفعالة -مع مراعاة الفروق الثقافية والاقتصادية والمعرفية- من دول الشمال (أوروبا تحديدًا) إلى أسواق الشرق الأوسط.

وإضافة إلى الدول التي نعمل فيها بشكل منتظم، نواصل تنفيذ مشروعات على المستوى الإقليمي وفي دول أخرى، مثل مصر، وتونس، والمغرب.

انتهت المرحلة الأولى من تنفيذ ’برنامج المياه والطاقة من أجل الغذاء‘ بدعم 16 مبتكرًا في مجالات المياه والطاقة والزراعة.. ما الذي استرعى انتباهكم في المرحلة الثانية التي انتقلتم إليها حديثًا؟

لاحظنا اهتمامًا أكبر من الرياديين والشركات الناشئة في دول لم يسبق لنا العمل فيها، مثل السودان واليمن والجزائر.

ومن الواضح لدينا أنه في العامين الماضيين انصبَّ الاهتمام على قطاع كفاءة المياه في الزراعة ومعالجة المياه العادمة والمالحة.

وأؤكد أن الأفكار التي قَبِلها المشروع في عام 2020 جميعها إبداعية وتستحق الدعم، وثمة فكرة أنا شخصيًّا معجب بها وأتابعها عن كثب، وهي فكرة إنتاج الأسمدة العضوية من مخلفات الطعام في الأردن، التي تحل مشكلة النفايات من جهة، وتوفر دعمًا للمزارعين من جهة أخرى.

تبدو إدارة المياه في الدول الأربع التي تعملون بها في وضعٍ صعب.. ما تقييمك للمشهد؟

لكل منطقة تحدياتها الخاصة، ففي الوقت الذي يعاني العراق فيه جفاف السدود ونقصان الموارد العذبة، فإن الأردن وفلسطين يعانيان قلة الحصص المائية الإقليمية وهبوط معدلات الهطول.

في حين أن لبنان لديه مشكلات في البنية التحتية للمياه واستمرار التعدي على الأنهار بالملوثات الصناعية والمياه العادمة، ونهر الليطاني مثال.

من وجهة نظري، التحول النوعي لن يتحقق إلا بالعمل الجاد على المستوى الإقليمي لتفادي النزاعات على المياه مستقبلًا.

الإجهاد المائي الخطير الذي لا ينفك عن إنهاك المنطقة.. برأيك هل تتعامل الجهات الرسمية معه كما يجب؟

سؤال تصعب إجابته، الاختلافات الإقليمية في إدارة المياه كبيرة ولا يمكن حصرها في زاوية واحدة، لكن يبدو للمطلعين على هذا الأمر أن الجهات المسؤولة تتعامل مع قطاع إدارة المياه بحذر شديد بسبب حساسيته البالغة، ويا للأسف فالموارد المالية المتاحة لتحسين تزويد المياه أو تطوير خدمات الصرف الصحي تعتمد اعتمادًا شبه كلي على المساعدات الخارجية، وبالتالي تواجه تذبذبًا في مستوى الخدمات وإيصالها إلى المواطنين.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا