Skip to content

08/04/18

مصانع مصر ستستغني عن استيراد أكثر مادة تغذيها

locally produced Alstreen
حقوق الصورة:Hazem Badr/ SciDev.Net

نقاط للقراءة السريعة

  • افتتاح مصنع بمصر ينتج المادة الأكثر استهلاكًا في الصناعات التحويلية القائمة بالبلاد
  • توفر على البلاد نحو نصف تكلفة المستورد منها، وفائدة تصنيعها محليًّا أعم من هذا
  • التقنية المحلية المستخدمة في إنتاجها أفضل من نظيرتها الأجنبية، وصديقة للبيئة

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[القاهرة] نجح مشروع بحثي ممول من أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا المصرية، في توطين إنتاج ’مستحلبات الإستيرين‘، وهي مادة تدخل في أكثر الصناعات التحويلية القائمة بالبلاد.

المادة –واسمها العلمي مستحلب سترين أكريليك- تستوردها مصر بكميات كبيرة؛ إذ تدخل في صناعات مثل الورق والكرتون والسيارات وشاشات الكمبيوتر والنسيج، وكثير من المنتجات المستخدمة في أعمال البناء والتشييد، كالدهانات وأنواع من الغراء واللواصق؛ ”لذا سيفتتح مصنع جديد الشهر القادم لإنتاج هذه المادة محليًّا“، وفق ما أدلى به أحمد إسماعيل، رئيس المشروع، لشبكة SciDev.Net.

أما المشروع فهو ثمرة جهد -بدأ قبل ثلاث سنوات- لفريق من المركز القومي للبحوث بمصر، مولته الأكاديمية بقيمة 6 ملايين جنيه مصري (340 ألف دولار)، من خلال برنامج ’عالِم لكل مصنع‘، المعني بربط البحث العلمي بقطاع الصناعة وردم الفجوة بينهما، وشارك في تنفيذه مصانع وشركات تابعة للقطاعين العام والخاص بالبلاد.

يقول أحمد إسماعيل، وهو أستاذ البوليمر بالمركز القومي للبحوث: ”تصنيع تلك المستحلبات اعتمد على استخدام تركيبة نصف الخامات المستخدمة فيها مستوردة، واستُخدم في تحضيرها نظام الدورة المغلقة“، وهو ما يميزها عن نظام الدورة المفتوحة المستخدم في الخارج.

يوضح إسماعيل: ”في نظام الدورة المغلقة تتجمع الأبخرة الناتجة عن التفاعل داخل مكثفات تعيدها للتفاعل مرة أخرى، وهو ما يجعل هذه التكنولوجيا اقتصادية أكثر، فضلًا عن أنها غير ملوِّثة للبيئة“.
 
يُضم إلى هذه الميزات، وفق إيضاح إسماعيل، أن الشركات المصرية المنتجة لمستحضرات العناية الشخصية، تستهلك نفس المواد المستوردة الداخلة في التركيبة، التي يعني إنتاجها محليًّا، زيادةً في كميات المواد المستهلكة، ما يفضي إلى خفض سعر التعاقد عليها مع الجهات المورِّدة، وحينئذٍ يتسع مجال الإفادة.

كان الفريق البحثي قد نشر عددًا من الأبحاث قبل بدء التجارب نصف الصناعية، التي نتج عنها 50 كيلوجرامًا من المستحلب وُزِّعت على مصانع الدهانات لعمل تجارب يحل فيها المستحلب المصنَّع محليًّا مكان نظيره المستورد، ثم مقارنة المنتجين.

يؤكد إسماعيل أن النتائج جاءت متطابقة تمامًا، مشجعة على تخصيص قطعة أرض لإنشاء المصنع، "وبدأنا مؤخرًا التشغيل التجريبي للمصنع"، وفق إسماعيل.

ويتوقع إسماعيل أن ”يُسهم المصنع في خفض أسعار الدهانات في السوق المحلية بمعدل يتراوح من 20% إلى 30%“.

وعن الطاقة الإنتاجية للمصنع يقول إسماعيل: ”في المدة الأولى من تشغيله يمكن للمصنع إنتاج 10 أطنان يوميًّا، ويستطيع القائمون عليه زيادة الإنتاج ليصل إلى 30 طنًّا يوميًّا“، والصناعات الداخلة فيها كثيرة.

”من بينها مادة تُستخدم لوقف زحف الكثبان الرملية، ومقاومة ظاهرة التصحُّر“. يوضح إسماعيل أنه ما من منافس لها، سوى منتج أمريكي لا يناسب أجواء منطقتنا الحارة، في حين أن المحلي أرخص بنسبة 50%، وأفضل اقتصاديًّا وبيئيًّا من الطرق الشائعة لتثبيت الكثبان الرملية، مثل زراعة النخيل، أو الرصف باستخدام الأسمنت.

يُبدي أيمن عبد التواب، أستاذ الكيمياء بكلية العلوم جامعة بني سويف، سعادتَه بهذا التوجه، قائلًا لشبكة SciDev.Net: ”اختيار الموضوع البحثي الخادم للمجتمع، أمر في غاية الأهمية، فبعض الباحثين يصلون لنتائج مهمة جدًّا في مجالات لا تمثل له احتياجًا“.

ويستنكر عبد التواب التحجج بضعف الإمكانات عائقًا أمام الإنجاز، مؤكدًا أن ثمة فرصًا تسنح رغم العوائق.

** تم إجراء تعديلات تحريرية لتدقيق بعض المعلومات التي جاءت في التقرير بتاريخ 17 أبريل 2018.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.