أفضلية لدول الصراع في ’التحالفات العربية للبحث والتطوير والابتكار‘

[القاهرة] يتمتع باحثو دول الصراع بمزيد عناية وأسبقية في تمويل تنفيذ أبحاثهم المشاركة في مبادرة ’التحالفات العربية للبحث والتطوير والابتكار‘، وفق أمين عام اتحاد مجالس البحث العلمي العربية، عبد المجيد بن عمارة.

ويصرح بن عمارة: ”هناك أولوية لأربع دول عربية ترزح تحت وطأة الأحداث السياسية المشتعلة والتوترات في المنطقة، وسيتم توجيه التمويل إلى هذه البلدان لدعم البحث العلمي فيها“.

وهذه الدول -كما أعلنها بن عمارة- هي فلسطين والسودان واليمن وسوريا.

جاءت تصريحات بن عمارة خلال يوم تعريفي بالمبادرة، نظمه الاتحاد يوم الإثنين الماضي، بالتعاون مع ’أكاديمية البحث العلمي‘ بمصر، في إطار من الترويج، ولتوسيع مشاركة الباحثين.

يقول بن عمارة لشبكة SciDev.Net: ”اتحاد مجالس البحث العلمي العربية قرر التكفل بتمويل بعض من البحوث الخاصة بتلك الدول من ميزانيته الخاصة، تمويلًا إضافيًّا“.

تُعد مبادرة ’التحالفات العربية للبحث والتطوير والابتكار‘ أحد برامج الخطة التنفيذية لاتحاد مجالس البحث العلمي العربية لعامي 2023-2024، والتي أجازها مجلس الاتحاد في ديسمبر الماضي بمقر جامعة الدول العربية.

وهي مبادرة للتعاون العربي متعدد الأطراف، وتكون مشاركة الباحثين من مؤسسات البحث العلمى العربية فى هذه التحالفات ممولةً بصفة تشاركية؛ إذ تمول كل دولة باحثيها المشاركين فى تنفيذ المشروعات التي يتم اعتمادها من قِبل لجنة علمية تُستحدث لهذا الغرض.

والهدف يتمثل في إنشاء فرق بحثية عربية متميزة ومتكاملة تتولى تنفيذ مشروعات رائدة، وتلتزم بتحقيق أثر فعلي على الأرض.

أُطلقت المبادرة من مقر الهيئة الليبية للبحث العلمي في ليبيا منتصف شهر يونيو الماضي.

وأوضح بن عمارة أن التحالف بدأ في استقبال المشاركات منذ 21 يونيو الماضي، وتقرر مد مهلة استقبال المشروعات البحثية حتى 31 أغسطس الجاري، معلنًا تلقِّي أكثر من 150 مشروعًا بحثيًّا بمشاركة أكثر من 600 عالِم وباحث عربي من مختلِف أنحاء الوطن العربي.

وقال أحمد حسن فحل، الأمين العام المساعد للاتحاد: إن هناك بعض الشروط الواجب توافُرها عند التقديم.

من الشروط: ألا يقل عدد المشاركين في المشروع البحثي الواحد عن ثلاثة باحثين ينتمون إلى ثلاث دول عربية أو أربع، ويجمعهم باحث رئيس، لا يشترط أن يكون عربي الجنسية، وإنما يشترط أن يكون عمله في إحدى الدول العربية، وسيتم تمويل المشروعات الفائزة من خلال إسهامات تلك الدول الأعضاء.

وأشار فحل إلى أن التمويل للمشروع البحثي سيكون بمقدار 100 ألف دولار وفق اللوائح التنظيمية للمبادرة.

يتولى الاتحاد توفير الدعم اللوجيستي والتشبيك ومتابعة التنفيذ والترويج لهذه التحالفات؛ بهدف مساعدتها في الحصول على مِنح بحثية من الجهات المانحة.

وأشار بن عمارة إلى أن الفوز سيكون ”من نصيب المقترحات قصيرة الأجل، والمشروعات البحثية التي تضم باحثين من أكثر من دولة وعلماء من بلاد المهجر من أصول عربية، أو تضم أكثر من جامعة ومؤسسة بحثية“.

والأولوية ستكون للمشروعات البحثية التي سينتج عنها نشر علمي، أو براءة اختراع، أو تطبيق على الأرض لحل مشكلات صناعية.

يثني مروان غانم -أستاذ الهيدروجيولوجيا بجامعة بير زيت في رام الله- على المبادرة، مؤكدًا أهميتها لبلد مثل فلسطين، حيث يعاني باحثوه مضايقات الاحتلال المعهودة، مما يمثل عبئًا إضافيًّا على الباحث الفلسطيني.

وحول المشروعات التي قد تمثل أولويةً بالنسبة لفلسطين يقول غانم: ”كثيرة، ومنها: أثر المياه العادمة المنسابة في الأودية الفلسطينية على البيئة، وهجرة السكان من أراضيهم الزراعية، وتأثير التغير المناخي على سلة الغذاء الفلسطينية“.

ويأمل غانم تحقيق شراكات بحثية مع دول مثل المغرب وتونس والأردن ومصر والجزائر وعمان؛ إذ تتمتع فلسطين بعلاقات جيدة مع جامعاتها.

بالمرحلة الأولى، حددت المبادرة أربعة محاور أساسية للبحوث تمثل أولويةً للوطن العربي، وتشمل: متلازمة الزراعة والغذاء والبيئة، والتكنولوجيا البازغة، ومتلازمة الطاقة والمياه، والصحة والدواء، وأخيرًا العلوم الاجتماعية والإنسانية.

وأشار بن عمارة إلى أن الاجتماع الأول للفرز والاستبعاد سيكون ما بين الأول من سبتمبر وحتى نهاية أكتوبر 2023، ”وسنبدأ في تقديم المشروعات الفائزة من نهاية أكتوبر وحتى منتصف نوفمبر، على أن نبدأ في منح التمويل للمشروعات الفائزة من نصف شهر نوفمبر وحتى نهايته“.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا