Skip to content

16/03/22

تدريب تطوعي بالإنترنت لطلبة كليات علمية باليمن

yemen Geo
حقوق الصورة:Adel Aldaghbashy/ SciDev.Net

نقاط للقراءة السريعة

  • صعوبات راهنة توقف التدريب العملي والميداني لطلبة الكليات العلمية في اليمن بسبب الحرب
  • أكاديميون وباحثون يمنيون بالداخل والخارج يتطوعون لدعم طلاب كلية البترول في صنعاء
  • يحفزون الطلبة ويستخدمون الإنترنت لتدريبهم وتعويضهم الجوانب الناقصة في دراستهم

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[صنعاء] حرمت الحرب في اليمن طلبة الكليات العلمية الشيء الكثير من الجوانب التطبيقية والميدانية، حتى تكاد الدراسة هناك تعدم الشق العملي، وتقتصر على النظري فحسب.

لكن أحدهم، ويُدعى أكرم هيسان، أنهى الترتيبات اللازمة للولوج إلى شبكة الإنترنت، وجلس يترقب بلهفة مرور الدقائق المتبقية لحلول الثامنة مساءً، فهو على موعد مع محاضرة افتراضية مباشرة حول الجيولوجيا.

يدرس أكرم في السنة الثانية بكلية البترول والموارد الطبيعية في جامعة صنعاء، ويتلقى للعام الثاني على التوالي مع العشرات من زملائه في قسم الهندسة والنفط وقسم علوم الأرض، محاضرات وندوات منتظمة عن بُعد، في إطار مبادرة تطوعية لإحياء تدريس هذه العلوم للطلبة اليمنيين.

المبادرة أسسها الخبير الجيولوجي اليمني عبد الغني جغمان، الذي يقيم في رومانيا، مستهدفًا في البداية طلبة السنة الأولى بالكلية، لكن المبادرة امتدت لتشمل حاليًّا مختلِف الطلبة بأي مرحلة وفي أي جامعة يمنية.

يؤكد جغمان لشبكة SciDev.Net أن ”المبادرة هدفها خلق مسار تنموي علمي موازٍ للمسار الأكاديمي من خلال تقديم خدمات رديفة للتعليم الجامعي، في ظل الصعوبات التي تقف في طريق نظام التعليم في البلاد؛ بسبب الحرب وتداعياتها على التحصيل العلمي وحرمان الدارسين من المناخ المناسب للتأهيل العملي“.

ما يتلقاه طلبة الهندسة والنفط وعلوم الأرض هي علوم تطبيقية أكثر منها نظرية، ووفق مدير المتحف الجيولوجي اليمني فهد البراق، فقد ”تعذر في ظل الأوضاع الراهنة تنظيم رحلات وعمليات استكشاف وزيارات ميدانية للمواقع والمعالم الجيولوجية“.

يلفت البراق إلى أن مغادرة شركات النفط للبلاد شلت النشاط العملي للدراسين والباحثين في هذه العلوم، ”فمن بين 12 شركة، لا تزال ثلاث فقط تعمل بشكل جزئي“.

ويسعى جغمان من خلال المبادرة إلى تعويض هذا النقص من خلال مشاركة معلومات ميدانية وطرق عملية مع الطلبة، لتسهيل إدراك ما يدرسونه في الجانب الأكاديمي وربطه بالجانب العملي، بالإضافة إلى عروض فيديو وصور واقعية توضح ما هم بصدد دراسته.

يعدِّد هيسان جملة الفوائد التي يتلقونها خلال هذه المبادرة، ويقول للشبكة: ”نتلقى محاضرات علمية وعملية من قامات في مجال الجيولوجيا وعلوم النفط، كما يجري التنسيق لإقامة رحلات لكل المحطات التي من شأنها رفع مستوى الوعي والمعرفة والربط بالواقع العملي مستقبلًا، فضلًا عن إتاحة كل المراجع والبرامج والكتب المطلوبة في هذا الصدد للطلبة“.

في هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية بالعاصمة صنعاء، يفتح المتحف الجيولوجي أبوابه يوميًّا لاستقبال الطلبة والباحثين، فهو جزء من المبادرة، يقول البراق: ”جعلنا من المتحف معملًا مفتوحًا لجميع الطلبة، ويمكن من خلاله تعزيز العلوم النظرية التي يتلقاها الطلبة، ونمنحهم الدعم العلمي الممكن تطوعًا من خلال فريق من الجيولوجيين والخبراء“.

ولا يقتصر الأمر على هذا، فالمبادرة تشمل تقديم التوجيهات والاستشارات الفنية والمحددات العلمية، بما يمكِّن الطلبة من إعداد مشروعات تخرُّجهم ورسائل بحثهم وعناوينها واختيارها، ومراجعة رسائل الماجستير وأطروحات الدكتوراة.

ويتحدث البراق بحرقة: ”تعاني جامعة صنعاء نقصًا كبيرًا في الكادر التدريسي، خصوصًا بكلية العلوم؛ فقد توفي خمسة من كبار الأساتذة خلال الأعوام الماضية، فضلًا عن هجرة آخرين إلى مدن عربية وأجنبية“.

ويستطرد: ”لقد خلفوا فراغًا كبيرًا، حتى إنه يتم دمج عدد من المقررات المهمة في مقرر واحد لاستيعابه خلال مدة الدراسة، وهو أمرٌ بالغ الصعوبة“.

ويؤكد جغمان الذي تخرج في جامعة صنعاء عام 1998، أنه يحاول وعدد من زملائه رد الجميل لليمن من خلال هذه المبادرة، ”لست الوحيد؛ فأنا أستعين بجميع زملائي اليمنيين في الداخل والخارج لتعليم هؤلاء الطلاب“.

يُجمع فريق المبادرة على أن ما هم بصدده هو مجرد نواة، إذ تجري حاليًّا مناقشة توسيعها لتكون شاملةً لجميع التخصصات، يقول جغمان: ”سنستقطب عددًا كبيرًا من العلماء والباحثين والمهنيين والمتخصصين والأكاديميين في الداخل والخارج، كلٌّ يدلي بدلوه للمساعدة في رفع كفاءة التعليم الجامعي باليمن ورفع مستوى التحصيل العلمي للطلاب اليمنيين“.

بلا دعم وبعيدًا عن أي إشارة إلى العنصر المالي، يواصل الفريق عملهم التطوعي للعام الثاني على التوالي لدعم الطالب اليمني وتحفيزه على تجاوز الصعوبات الراهنة، يقول هيسان: ”إننا نجني فائدة كبيرة على الجانب العلمي والعملي“.

ويضيف: ”لقد أحيت فينا المبادرة روح المثابرة والطموح والتفاؤل، وحفزتنا على الإبداع والتحصيل العلمي، وإلى جانب المتحف الجيولوجي بدأنا ترتيب برامج لزيارة أماكن تخصصية، مثل منشآت شركة النفط وبنك المعلومات النفطي وهيئة استكشاف وإنتاج النفط، ومكاشف صخرية، ومحاجر مصنع الأسمنت، وغيرها؛ للاطلاع على نماذج عملية وواقعية لما ندرسه“.

ويكشف القائمون على المبادرة مساعيَ لعمل منصة خاصة بدعم الطلاب اليمنيين الدارسين في الجامعات اليمنية، ستكون منصة علمية معرفية في جميع التخصصات تعمل على تغطية الفجوة المعرفية الحاصلة نتيجة الحرب والظروف التي يعيشها اليمن.

يؤكد البراق: ”لا بد من إنتاج جيل من الجيولوجيين القادرين على استغلال الثروات، فالجيولوجيا ستؤدي دورًا محوريًّا في المرحلة القادمة، مرحلة إعادة الإعمار“.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا