Skip to content

21/05/21

أفنان علي.. تصنع الأطفال المبتكرين

يوريكا
حقوق الصورة:Afnan Ali/ SciDev.Net

نقاط للقراءة السريعة

  • همها تعليم الأطفال واليافعين التكنولوجيا وعلوم المستقبل؛ لتحويل أفكارهم إلى مشروعات
  • تقول إن العمل الجاد هو ما يصنع العباقرة، وإن الجيل الحالي يعاني أزمة مهارات
  • تحلم ببناء جيل عربي كامل عداده الملايين، لا العشرات ولا الآلاف

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[عمان] من خربشات طفولية داعبت خيالها، انطلقت الرحلة غير العادية في حياة الثلاثينية أفنان علي؛ ليصل بها المطاف غير المنتهي عند جائزة أفضل سيدة ريادة أعمال في مجال التكنولوجيا على مستوى العالم لعام 2020، عن نجاح مشروع أكاديمية يوريكا، المتخصصة في مجال التعليم التكنولوجي والهندسي للأطفال.

الحديث مع مهندسة الكهرباء –اتصالات- أفنان، يحكي في تفاصيله قصة إرادة طفولية وتساؤلات تحاول أن تجد لها طريقًا في كل ما تصنعه حاليًّا في مجال التكنولوجيا للأطفال؛ فهي المؤسس والمدير التنفيذي لأكاديمية يوريكا للتعليم التكنولوجي، التي تهدف من خلالها إلى خلق جيل عربي مبتكِر قادر على إنتاج التكنولوجيا وتصنيعها مستقبلًا.

بدأت يوريكا منذ عام 2014، بهدف أساسي يركز على تعليم الأطفال من سن ست سنوات وحتى ستة عشر عامًا التكنولوجيا والهندسة بطريقة ممتعة؛ لتأهيلهم ليكونوا مخترعين، في ظل غياب التركيز على التعليم التكنولوجي في الدول العربية.

لدى صاحبة يوريكا شغفٌ عالٍ بالهندسة والتكنولوجيا وريادة الأعمال، وهي الحاصلة على دبلوما في مجال ريادة الأعمال الاجتماعية من السويد، فضلًا عن حصولها على جوائز عدة محلية وأخرى إقليمية في مجال الابتكار والتكنولوجيا وريادة الأعمال.

مشروع يوريكا الذي جرى تحويله إلى منصة إلكترونية مؤخرًا بسبب تداعيات أزمة فيروس كورونا، لا يعتبر إلا طريقًا في إجابة السؤال الذي حير عقل المهندسة إبان طفولتها، لطالما دق ذهنها الاستفسار عن غياب المخترعين في عالمنا العربي، لكن دربها لم يكن خاليًا من التحديات والعوائق، التي تطوِّعها الإرادة والرغبة والبحث.

مع أفنان علي، الريادية الشابة التي اختيرت لتمثيل بلدها الأردن في المحافل الإقليمية والعالمية، في مجال الابتكار وريادة الأعمال التكنولوجية، كان لشبكة SciDev.Net هذا الحوار.

كيف بدأت أفنان حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن؟

وأنا طفلة كنت أحب التفكير في الابتكارات والاختراعات، وكنت أحلم بأن أكون مخترعة، وكان لديَّ دفتر أرسم عليه كل ما أتخيله وأحب أن أعمله، أو أرغب بعمله.

في الكتب التي قرأتها خلصت إلى أن ثمة فجوة بيننا نحن العرب وبين الغرب في مجال الاختراعات والتكنولوجيا، وكان هذا الأمر يؤثر فيَّ، حتى وصلت إلى مرحلة الثانوية العامة، وقررت دراسة تخصص هندسة الكهرباء– اتصالات.

في السنة الأخيرة من المرحلة الجامعية، تساءلت كثيرًا: لماذا نحن -أعني البلاد العربية- مستخدمون للتكنولوجيا ولسنا منتجين؟ تبعها قراري بأن أبدأ التفكير في صناعة منتج حقيقي، وحينها تساءلت أيضًا: هل تصنيع منتج تكنولوجي أمر سهل أم صعب أم مستحيل؟

من ثم بدأت تطبيق القرار بعد تخرجي من الجامعة، إذ عمدت إلى تطوير منتج في حاضنات الأعمال التكنولوجية التابعة للجمعية العلمية الملكية، واستغرقت العملية ما بين ثلاث إلى أربع سنوات، ما بين عمليات البحث والتطوير لنموذج أول وثانٍ، فبدأت في الأردن، وكان النموذج النهائي في ألمانيا والتصنيع بالمرحلة الأولى في الصين.

المنتج كان عبارة عن مدفأة بشرية متنقلة مصنوعة من صفائح رقيقة على شكل حزام عريض، تثبت في أنحاء مختلفة من الجسم، ولا يقتصر دورها على التدفئة فقط، وإنما تعمل على تنشيط الدورة الدموية أيضًا.

توفر فكرة المدفأة الطاقة المهدرة في المدفأة التقليدية، وتساعد في التحكم بدرجة الحرارة، وتقلل انزعاج الأفراد من تغيُّر درجات الحرارة.

وعُد المنتج واحدًا من أفضل عشرة مشروعات قُدمت على مستوى الوطن العربي، وحاز جائزة الملكة رانيا للريادة عام 2008.

أين وصل المنتج؟

المشروع نال جوائز أخرى على المستوى الإقليمي، ورغم ذلك، في عام 2011 اكتشفت أن تصنيع المنتجات والتطوير التكنولوجي لا بد أن يكون على نحوٍ أسرع.

بدأت التفكير: كيف يمكن أن نعلم الأطفال التصنيع التكنولوجي، أن نعلمهم الابتكار والاختراع بعمر صغير، بحيث لا يُترك التعليم التكنولوجي فقط لمرحلة الجامعة، وداومت التفكير حتى ظهرت فكرة يوريكا.

حدثينا عن يوريكا وما واجهك من تحديات.

مشروع يوريكا هو أول برنامج في الأردن والوطن العربي يساعد الأطفال من عمر ست سنوات وحتى ستة عشر عامًا على تطوير قدراتهم الإبداعية في مجالات الهندسة والتكنولوجيا، من خلال تعليمهم المبادئ الرئيسية؛ لتحويل الأفكار إلى منتجات.

وبالرغم من أن المشروع هندسي، إلا أنه يحتاج –بخلاف الخبرات التقنية- إلى خبرات أيضًا في مجال إدارة الأعمال والموارد البشرية والتوظيف، إضافةً إلى الأمور المالية، وكوني خريجة هندسة لا علاقة لي بإدارة الأعمال، وهذه الأخيرة شكلت لديَّ عقبة أساسية، فجاء تعلُّمها من خلال التجربة حتى وصلت إلى الخبرة اللازمة لإدارة المشروع.

من التحديات أيضًا ما تعلق بإدارة المشروع من الناحية التقنية، ذات العلاقة بتأسيس المناهج وتكوين الفريق وتدريب المدربين؛ إذ لم يكن سهلًا في البداية تأسيس فريق العمل.

على الصعيد الاجتماعي فإن الحياة العملية طغت على الحياة الشخصية، لا سيما في بداية المشروع، وخاصةً أول سنتين، حيث الضغط الكبير من ناحية عدم الجاهزية الكاملة لفريق العمل، ما يضطرك إلى الاطلاع على كل التفاصيل، لكن ذلك لم يمنع الاستمتاع بالإنجازات، وفرحة أهالي الطلبة والطلاب؛ فالإنجازات تُنسي التعب، كما أنه أصبح لكل فريق مهمة الآن.

أين العائلة والمحيط الاجتماعي في يوريكا؟

عائلتي تعتبر عائلة تكنولوجية؛ فإخوتي تخصصاتهم الجامعية في مجال الهندسة، وبدايات تأسيس فكرة المشروع كانت بدعم عائلي، على الصعيد المادي والمعنوي.

هل لديكم خطط لتطوير مناهج يوريكا

تطرح يوريكا مساقات ومستويات في التعليم التكنولوجي للأطفال، مدة كل مستوى ثلاثة شهور، وتختلف الموضوعات المقدمة في كل مستوى، في المستويات الأولى يتم تعليم مبادئ الروبوتكس، هندسة الكهرباء، الإلكترونيات، الطاقة البديلة، إضافة إلى أجهزة التحكم وتطوير الألعاب الإلكترونية، وفي المستويات المتقدمة يتعلم الطفل كيفية تحويل أفكاره إلى منتجات في مجال التكنولوجيا، وكتابة براءة الاختراع، وفي المستوى الأخير يتعلم الطفل كيفية عمل خطة عمل لمشروع أو شركة ناشئة.

نطور المناهج باستمرار، ولكن بسبب جائحة كورونا تحولنا إلى التعليم الرقمي، وبدأنا بمنصة ’يوريكا تك‘ لتعليم الأطفال العلوم والتكنولوجيا أونلاين، إضافة إلى التطور النوعي بالكورسات المتقدمة؛ إذ أصبحنا نقدم للأطفال موضوعات ذات علاقة بالذكاء الاصطناعي وأمن المعلومات والبرمجة وغيرها، مواكبة للتطورات التكنولوجية بالعالم.

ماذا عن إنجازات طلاب الأكاديمية وخريجيها؟ وهل لديكم آلية للاستفادة منها؟

الطلاب أصبحوا شبابًا وتميزوا بمستوى تقني عالٍ خلال دراستهم، ولديهم إنجازات رائعة، وبعضهم يتم الاستفادة منه لفريق العمل، بحيث إن بعضهم أصبح جزءًا من فريق التدريب في يوريكا.

في العام 2016 شاركت يوريكا في أسبوع عمان للتصميم؛ فهي إحدى الشركات التي تهتم لمجالات مساحة الصناع، وخلاله تحدث طلاب يوريكا عن مشروعاتهم التي كانت أفكارًا وحولوها هم إلى واقع، وكانوا الأصغر عمرًا بين جميع المشاركين.

كما يشارك طلاب يوريكا في فعالية ’متحدث أكاديمية يوريكا‘، التي تعتبر لقاءات تكنولوجية متحدثوها هم الأطفال، يقدم فيها الطلاب شرحًا مبسطًا للجمهور عن موضوعات علمية متنوعة، إضافة إلى شرح بعض النظريات والمفاهيم الفيزيائية بطريقة عملية تطبيقية.

ماذا تقولين لشباب الوطن العربي؟

لا شك أن الجيل الحالي يعاني أزمة مهارات، والسبب وجود انشغالات تدخل على أوقاتنا حيث عالم أدوات التواصل الاجتماعي، لذلك، من المهم جدًّا خلال الفترة الجامعية أن لا يكون الاعتماد فقط على المساقات الجامعية، لا بد من الحصول على الدورات التدريبية.

أفضل شيء يمكن أن يقدمه الأهل لأبنائهم هي دمجهم في تجارب الحياة والاشتراك بالأنشطة التطوعية، وتأسيس أعمال خاصة خلال الفترة الجامعية، والأندية الطلابية تساعد في نضج الطالب الجامعي على مستوى المهارات الشخصية، الأمر الذي لا يتأتى إلا بخوض التجارب.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا