Skip to content

23/02/23

قفاز بدولار لتقليل وفيات الأجنة بالدول منخفضة الموارد

smart_glove1
حقوق الصورة:Wellcome/EPSRC Centre for Interventional and Surgical Sciences (WEISS)

نقاط للقراءة السريعة

  • قفاز ذو مستشعرات للفحص المهبلي يعطي بيانات عن وضعية رأس الجنين آنيًّا
  • قد يساعد في تجنُّب مضاعفات الولادة، والحد من وفيات المواليد في أثناء المخاض
  • عدد الوفيات يبلغ مليوني حالة، وغالبيتها تحدث في البلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[القاهرة- لندن] قال باحثون في المملكة المتحدة إن قفازًا ذكيًّا منخفض التكلفة لاستشعار وضعية رأس الجنين في أثناء المخاض يمكن أن يبرهن على أنه تدخُّل منقذ للأرواح في الدول ذات الموارد المحدودة.

عما يطلق عليه الإملاص، تقرر ’منظمة الأمم المتحدة للطفولة‘ (اليونيسف) أن 16 وليدًا يتوفون كل 16 ثانية، أي أن زهاء مليوني جنين يولدون ميتين سنويًّا، و40% من حالات الإملاص تحدث في غمار المخاض.

العبء الأكبر لتلك الوفيات تتحمله النساء في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وجنوب آسيا، حيث يمثلن أكثر من ثلاثة أرباع حالات الإملاص (8 من 10)، إذ تلد الحامل طفلًا بلا علامة على الحياة عند مرور 28 أسبوعًا أو أكثر من بداية الحمل.

ويُعرَّف الإملاص بأنه ولادة طفل دون أن تظهر عليه علامات حياة بعد عتبة محددة، عادةً ما ترتبط بعمر الجنين (المدة ما بين بداية الحمل والولادة) أو وزن الطفل.

”98% من جميع حالات الإملاص في العالم تحدث في البلدان منخفضة الدخل والمتوسطة، وتُعد الولادة المُتَعَسِّرة من الأسباب الشائعة التي تؤدي إلى وفاة الحامل والجنين“، وفق الدراسة التي تناولت ابتكار القفاز واختباره.

هذه الأداة المبتكرة، والتي تبلغ قيمتها دولارًا أمريكيًّا واحدًا، تستخدم مستشعرات يمكنها توفير بيانات آنية عن وضعية الجنين عند تحسُّس رأسه، والضغط الذي يمارَس عليه في أثناء الفحص المهبلي.

تتكون المستشعرات من مركبات نانوية من أكسيد معدني، تولِّد تيارًا كهربائيًّا عند لمس شيءٍ ما أو الاحتكاك به، وهي مصممة لتكون رقيقةً بما يكفي بحيث لا تتداخل مع حاسة اللمس لدى الطبيب، ويمكن ارتداء قفاز جراحي آخر فوق القفاز الذكي، بغرض التعقيم.

وطور الباحثون تطبيقًا للهواتف الذكية يمكن للأطباء استعراض بيانات المستشعر عليه، دون حاجةٍ إلى اتصال بالإنترنت.

في حالة الولادة المتعسرة، ينحشر الوليد، ولا يتيسر مروره  في السبيل لأسباب مختلفة، ما يعوق المخاض الطبيعي، فيلجأ الطبيب إلى استخدام أجهزة مخصصة (مِلْقَط أو شفّاط) لسحب رأس الجنين إلى الخارج، وقد يضطر إلى إجراء عملية قيصرية في نهاية المطاف.

”في حالة الطوارئ، يضطر الطبيب إلى وضع الملقط على رأس الجنين، وهو أداة جراحية ذات حواف مستديرة تتناسب مع الرأس يمكنها سحبه إلى الخارج عبر قناة المهبل“، كما توضح شيرين جوفورالي، وهي طبيبة نساء وتوليد وباحثة دكتوراة في كلية لندن الجامعية، والباحثة الرئيسة بالدراسة.

”وفي هذه الحالة سيكون الطبيب بحاجة إلى معرفة وضع الجنين“.

وتستطرد جوفورالي: ”إذا وُضعت هذه الأدوات أو استُخدمت بطريقة خطأ، فيمكن أن تسبب إصابةً للطفل وأمه، وينتهي الأمر بفشل الولادة، وتكون العملية القيصرية الطارئة هي الخيار الوحيد الذي ينطوي على مخاطر أعلى بكثير من حيث حدوث مضاعفات، مقارنةً بالولادة القيصرية المخطط لها مسبقًا“.

يعتمد الأطباء عادةً على الفحص المهبلي، الذي يُجرى يدويًّا، لمحاولة تحديد وضع الطفل، أو يستخدمون ماسحًا بالموجات فوق الصوتية، وهي تقنية تستلزم جهازًا لا يتوافر دائمًا في المناطق منخفضة الموارد، ولا الطاقم الطبي المدرب على تشغيلها.

ولاختبار القفاز في عملية الفحص المهبلي، طور الباحثون -باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد- نموذجًا لرأس جنين مصنوع من مطاط السيليكون، لنسخ دروز الجمجمة في أثناء فترة الحمل، وهي مفاصل ليفية تربط عظام الجمجمة، وتظهر على شكل خطوط رفيعة معقدة.

تمكن الفريق البحثي من خلال التجربة من الكشف بدقة عن دروز جمجمة الجنين والكشف بشكل موضوعي عن وضعية الجنين، حتى مع وضع قفاز جراحي معقم فوق القفاز الذكي، إذ أظهرت التجربة حساسية المستشعرات -في الكشف عن الدروز- بنسبة 100٪، وأثبت الفريق كذلك أنها طريقة آمنة للاستخدام في الأشخاص الذين يعانون حساسيةً معينة.

يرى علاء الدين الفقي -أستاذ التوليد وأمراض النساء بكلية الطب بجامعة عين شمس في مصر- أن الفكرة مثيرة للاهتمام، ويقول لشبكة SciDev.Net: ”ولكن دقة القفاز في المواقف السريرية الفعلية، لتحديد الموضع الصحيح لرأس الجنين، وفي قياس مقدار الضغط الذي يمارس على الرأس في أثناء انقباضات الرحم، تتطلب إجراء تجارب إكلينيكية مكثفة لتحديد حساسية الجهاز ونجاعته“.

علاوةً على ذلك، ”لا يزال من غير الواضح ما إذا كان ذلك سيساعد بالفعل في الحد من حالات الإملاص“.

ويضيف الفقي: ”في الوقت الحالي، تظل مراقبة معدل ضربات قلب الجنين هي الطريقة التي لا غنى عنها لتحديد صحة الأجنة في أثناء الولادة“، مشيرًا إلى أن تطوير أجهزة منخفضة التكلفة يمكن ارتداؤها على غرار الساعات الذكية يمكنها المساعدة في مراقبة معدل ضربات قلب الجنين بدقة وعلى نحوٍ مستمر، وتنبيه الأم وطبيب التوليد إلى أي أنماط غير طبيعية في القلب.

يوافقه الرأي حسن جعفر، أستاذ أمراض النساء والتوليد بكلية طب قصر العيني، واستشاري طب الجنين، فرغم أهمية الفكرة وتميزها بكونها رخيصة جدًّا؛ إذ يمكن إعادة استخدام القفاز أكثر من مرة، لكونه مغطى بقفاز جراحي آخر يسهل استبداله، إلا أن التجارب الإكلينيكية على البشر ستظل هي الفيصل في الحكم على نجاح القفاز.

ويوضح جعفر لشبكة SciDev.Net: ”الولادة الطبيعية تختلف باختلاف عوامل كثيرة، منها كمية الماء المحيطة بالجنين والإفرازات المهبلية، أو حتى وجود تورم في عظم رأس الجنين نتيجة طول فترة الولادة، وهذا يمكن أن يؤثر على دقة القفاز وحساسيته“.

أمر آخر يشير إليه جعفر، وهو أن القفاز سيحل إحدى مشكلات الولادة الطبيعية، والتي لا تتوقف على وضع رأس الجنين فقط.

وبالتأكيد ”سيمثل هذا القفاز إنجازًا كبيرًا في مجال طب النساء والتوليد، إذا ثبتت فاعليته في التجارب على البشر، خاصةً في القرى والمناطق النائية بدول المنطقة، والتي تفتقر إلى التقنيات المتقدمة في هذا المجال“، وفق جعفر.

يتوقع الفريق البحثي الشروع في تجربة بشرية في وقت لاحق من هذا العام أو أوائل عام 2024.

هذا الموضوع أنتج عبر عبر النسخة الدولية لموقع    SciDev.Net