Skip to content

04/10/23

أشيعوا ثقافة إدارة المخاطر الصحية

Disaster
بدون تدريب، يمكن أن يصبح رجال الإنقاذ ضحايا أثناء إدارة الكوارث حقوق الصورة:Fox News Insider (CC BY 2.0)

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[مراكش] بسبب الزلزال الذي خلَّف 3000 قتيل و5600 جريح في المغرب يوم 8 سبتمبر، كان من البدهي، بل من الضرورة بمكان أن تكون مسألة إدارة المخاطر الصحية في أثناء الكوارث الطبيعية متصدرةً لافتتاح المؤتمر الأفريقي الثاني حول الحد من المخاطر الصحية، الذي انعقد في مراكش 27 سبتمبر.

ففي مثل هذه الأحوال يتعرض السكان للأمراض السارية، وأكثرها مُعدٍ مثل السل والإسهال والحصبة وغيرها، كما يقول ديلون هيومان، الأمين العام السابق للجمعية الطبية العالمية.

ويتابع: ”هذه الأمراض تؤثر مباشرةً على السكان بعد وقوع الكارثة الطبيعية، وهنا يأخذ الحد من المخاطر الصحية معناه الكامل، ولإنقاذ الأرواح، يجب علينا تحليل المخاطر وتقييمها بسرعة كبيرة واتخاذ تدابير عاجلة لمكافحتها“.

حينها ”يجب أن نحصل على مياه الشرب، ويجب أن نضمن عمل الخدمات على نحوٍ جيد“، ”يجب أن يتمكن الناس في المناطق المتضررة من الوصول إلى جميع هذه الخدمات“، وفق الخبير الذي يشغل أيضًا منصب رئيس ’دبلوماسيي الصحة‘، وهي مجموعة استشارية متخصصة في الصحة والتغذية والرفاه.

بالنسبة لعلي الكتاني، الأستاذ في كلية الطب والصيدلة بجامعة محمد الخامس بالرباط، فإن ”طب الطوارئ والكوارث علم ذو منشورات وأبحاث علمية تثرى بازدياد، إنه طب متخصص ومهني ومترابط مع قطاعات غير طبية أخرى في غاية الأهمية“.

وبعبارة أخرى رافضة، يصر الأخير على أنه يجب علينا تجنُّب المساعدات التلقائية غير المنسقة التي تعاني عدة مشكلات تشمل الارتجال ونقص تدريب مَن يمد يد العون لضحايا الكوارث الطبيعية.

”والنتيجة هي أنه بدلًا من أن نكون منقذين، نصبح عبئًا“، ويفسر بقوله: ”من رجال الإنقاذ مَن قد يصير مآله إلى ضحية ويزيد من تكلفة الرعاية“.

ويخلص الكتاني إلى أنه ”عليك أن تكون مستعدًّا، قبل أن تقع الواقعة عليك أن تكون مدربًا، ولديك بروتوكولات (تتبعها)، ولا يجب أن تفرض مساعدتك، يجب علينا تقييم الحاجة محليًّا مع مَن هم في الميدان وطلب المعلومات من المصدر، التواصل والتنسيق مهمان للغاية، والشيء الأكثر أهميةً هو أن المساعدات يجب أن تتلاءم مع الطلب“.

لذلك، ترى حسناء الشناوي -المدرس بجامعة الحسن الثاني المغربية- أنه من الضروري الآن إنشاء تدريب مخصص للمخاطر الطبيعية داخل المدارس والجامعات.

”لدينا القليل أو لا يوجد لدينا تدريب محدد مخصص لفهم المخاطر الطبيعية، وأود أن أوصي بأن يشارك الباحثون بشكل أكبر في رفع مستوى الوعي ومشاركة معارفهم وأبحاثهم مع عامة الناس“، كما تقول.

وتصر حسناء على أن “العمل البحثي موجود، وهو ذو نوعية جيدة جدًّا، ولكن هناك فجوة بين هذا العمل ومراعاته في دوائر صنع القرار وبين عامة الناس”.

“ثمة نقص في الوعي بين السكان؛ فالناس لا يعرفون كيف يتصرفون في حالة وقوع كارثة، ولدينا دور نؤديه في هذا الصدد، إنني أقترح تقديم دورات في المدارس مخصصة لما يجب فعله في حالة المخاطر الطبيعية”.

وفيما يتعلق بالزلزال الذي وقع مؤخرًا، يناقش سعيد أمزازي -الوزير السابق للتربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي في المغرب- إدارة المخاطر الصحية المرتبطة بهذه الكارثة.

ووفق توضيحاته، فإن استجابة وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بالتعاون مع مفتشية الصحة العسكرية مكنت من العلاج السريع للجرحى من جميع الدرجات داخل مختلِف الهياكل الاستشفائية المناطقية، بما في ذلك داخل المستشفيات الطبية الجراحية الميدانية التي تم تجهيزها على وجه السرعة.

وأوضح أن ”هذا جعل من الممكن استبعاد أي خطر وبائي؛ بفضل الجهود المشتركة لمختلِف الأطراف المعنية“.

وأضاف علي الكتاني أن جميع ضحايا الزلزال تم علاجهم في المنطقة، ويقول: ”لم يكن هناك نقص في الأدوية، ولم يكن هناك نقص في الدم، وفوق كل شيء لم يُنقل الضحايا إلى المناطق [الأخرى]“.

ووفق منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، فإن هذه الكارثة الإنسانية نالت مما يقارب 100 ألف طفل، في حين أفادت وزارة التربية الوطنية المغربية أن نحو 530 مدرسة و55 مدرسة داخلية قد تضررت.

”لقد أصبح حوالي 300 ألف شخص بلا مأوى، وتضرر حوالي 60 ألف منزل ودمر ثلثها، ومحيت قرى بأكملها من على الخريطة“، يقول سعيد أمزازي، الذي يصر على دور البحث العلمي في الوقاية من الزلازل.

ووفقًا له، فإن زلزال الحوز -الذي دمر منطقة الأطلس الكبير في 8 سبتمبر- شهد نشاطًا زلزاليًّا عام 1953 وكاد أن يُنسى.

”اليوم، هو زلزال من طبيعة أخرى، بقوة 7 درجات لم يتم تسجيله في المغرب، لذا فإننا ندعو باحثينا الذين يتمتعون بخبرة كبيرة، الجيوفيزيائيين والجيولوجيين والبنيويين لدينا، إلى إجراء دراسات مفصلة ومحددة لتقييم هذا النوع من الزلازل والمساهمة في فهم علم الزلازل القارية والوطنية“.

هذا الموضوع أُنتج عبر إقليم أفريقيا جنوب الصحراء المتحدثة بالفرنسية.