Skip to content

29/05/23

تريثوا في استخدام الذكاء الاصطناعي بالصحة

editorialAI_Main
منظمة الصحة العالمية تدعو إلى توخي الحذر بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الصحة حقوق الصورة:Image by Gerd Altmann from Pixabay. This image has been cropped to fit.

نقاط للقراءة السريعة

  • الصحة العالمية تحذر من الاستعجال في الاستعانة بتقنيات غير مختبرة
  • عدم فحص المخاطر قد يؤدي إلى ارتكاب أخطاء، وإضرار بالمرضى
  • حينها تقوض الثقة بالذكاء الاصطناعي، وتتأخر الاستفادة المرجوة منه

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[القاهرة] دعت منظمة الصحة العالمية إلى توخي الحذر بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الصحة، موصيةً بعدم التبني السريع للأنظمة غير المختبرة.

يأتي هذا في وقت يُبدي فيه متخصصون حماسًا كبيرًا لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في التشخيص الطبي، لا سيما الوافد الجديد ’شات جي بي تي‘، معتبرين أنها قد تكون الحل لمجتمعات تعاني ندرة الأطباء.

ولم تنكر المنظمة الأممية في بيان أصدرته يوم 16 مايو الجاري المزايا التي يتيحها هذا التوجه، لكنها تخشى ”ارتكاب أخطاء من قِبل العاملين في مجال الرعاية الصحية، والتسبب في ضرر للمرضى، وتقويض الثقة بالذكاء الاصطناعي“.

وبعد أن عددت المنظمة المخاوف التي تتطلب رقابة صارمة على الاستعانة بتقنياته، اقترحت لتبديدها قياس الأدلة الواضحة للفوائد قبل استخدامها على نطاق واسع في الرعاية الصحية الروتينية والطب، سواء من قِبل الأفراد أو مقدمي الرعاية أو مديري النظام الصحي وصانعي السياسات.

وتعاني دول الصراع بالإقليم -مثل اليمن وسوريا وليبيا- نقصًا حادًّا في عدد الأطباء، ففي اليمن على سبيل المثال، لا يتجاوز عدد الأطباء 2100 طبيب عام، في حين تحتاج المرافق الصحية إلى 18 ألفًا.

والوضع ليس بأفضل حالًا في دولة مستقرة مثل مصر، حيث تدني أجور الأطباء يجبرهم على الهجرة، إذ استقال11  ألفًا و536 طبيبًا من العمل الحكومي خلال 3 سنين فحسب، وفق دراسة نُشرت نتائجها في العام الماضي، على موقع النقابة العامة لأطباء مصر.

وأكدت المنظمة ضرورة فحص المخاطر بعناية لدى استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتعزيز القدرة التشخيصية في ظل ضعف الموارد، كالتي تعانيها هذه المجتمعات، لكنها أعربت عن ”القلق من أن الحذر الذي يُتبع عادةً مع ظهور أي تقنية جديدة، لا يُمارَس على نحوٍ يتسق مع هذه التقنيات“.

واقترحت في بيانها قياس الأدلة الواضحة للفوائد قبل استخدام تلك التطبيقات على نطاق واسع، سواء من قِبل الأفراد أو مقدمي الرعاية أو مديري النظم الصحية وصانعي السياسات.

ذلكم البيان الأممي ”له ما يبرره“، وفق رؤية مصطفى العطار، مدير برنامج الذكاء الاصطناعي بجامعة النيل الأهلية في مصر، فهو يحاول ضبط الحماس المفرط تجاه تطبيقات الذكاء الاصطناعي، بيد أن العطار يبشر في الوقت نفسه بأن المخاوف التي يثيرها يجري العمل على تجاوُزها.

يقول العطار لشبكة SciDev.Net: ”تخشى المنظمة من لغة أحيانًا ما تكون غير مفهومة، وتجاهُل لبعض الاقتراحات التشخيصية عندما يتعامل المرضى بإدخال بعض الأعراض التي يعانونها، ولكن الأمر الجيد أن هذه الأمور بعضها ينصلح تلقائيًّا، والعمل جارٍ على إصلاح بعضها الآخر“.

ورغم إقرار دراسة بدقة إجابات تطبيق ’شات جي بي تي‘، وهي دراسة أُجريت بشأن الخرافات والمفاهيم المغلوطة المتعلقة بالسرطان، إلا أنها وصفتها بالغموض، والالتواء، وعدم الوضوح أحيانًا.

وفي تجربة أجراها طبيب طوارئ أمريكي، إذ سأل عن حالة مريضة تعاني آلامًا في الربع السفلي الأيمن من البطن، فأعطى التطبيق تشخيصات متباينة، إما بالتهاب الزائدة الدودية أو تكيسات المبيض واحتمالات أخرى، لكنه لم يشر إلى المشكلة التي كانت تعانيها المريضة بالفعل، وهي الحمل خارج الرحم، في قناة فالوب.

تشيخص خطأ مثل هذا، أو حتى صواب ولكن يأتي متأخرًا قد يودي بحياة المريضة وتلقى حتفها بسبب نزيف داخلي، ”ومن حسن حظ المريضة أن نُقلت سريعًا إلى غرفة العمليات لتلقِّي العلاج المناسب“.

ويوضح العطار أن هذه المشكلات يتم حلها عن طريق خوارزميات ’التعلم الذاتي‘ التي يستخدمها التطبيق، والتي تتيح له التعلم من أخطائه، وربما تجعل آخرين يحصلون على إجابة تتضمن ”الحمل خارج الرحم“ عند إعادة طرح السؤال مجددًا على التطبيق.

وإلى أن نصل إلى درجة عالية من الثقة بالتطبيق ومخرَجاته بعد مزيد من التعلم الذاتي، والتطوير الذي يتم باستخدام تلك الشبكات، يرى محمد عز العرب -المستشار الطبي بالمركز المصري للحق في الدواء- أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي يمكن أن تكون مفيدةً لدول الشرق الأوسط، التي تعاني نقصًا في بعض التخصصات الطبية، بشرط أن يكون استخدامها على يد طبيب عام لديه قدر من المعرفة.

ويقول عز العرب لشبكة SciDev.Net: ”في مجتمعات يكون لديها ندرة في التخصصات، يمكن أن يستخدم الطبيب العام الذكاء الاصطناعي في إدخال مدخلات جيدة، حتى يستطيع أن يحصل على تشخيص مناسب للمرضى“.

وكان ستيفن هيوز -المحاضر الأول في الطب بجامعة أنجليا روسكين البريطانية- قد أشار إلى هذا الاستخدام الذي اقترحه عز العرب، ونشر في مقال أن ’شات جي بي تي‘ يفضِّل المدخلات الفنية.

يقول هيوز: ”عندما سألته عن تشخيص طفل يعاني من التهاب في الحلق وطفح جلدي أحمر على الوجه، حصلت في البداية على العديد من الاقتراحات التشخيصية، لم يكن من بينها (الحمى القرمزية)“.

ويستدرك: لكن عندما أضفت عنصرًا آخرَ إلى قائمة الأعراض، وهو (شحوب الجلد حول الفم)، وهذه سمة كلاسيكية للمرض، كانت أعلى نتيجة حصلت عليها هي (الحمى القرمزية).

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا