Skip to content

30/01/21

النازحون من تيغراي يواجهون أحوالًا قاسية

IMG-20210126-WA0018
حقوق الصورة:Adam Babekir/ SciDev.Net

نقاط للقراءة السريعة

  • خطر انتشار وباء كوفيد-19 يحدق باللاجئين الإثيوبيين في مخيماتهم
  • الإغاثات المقدمة للاجئين لا تفي باحتياجاتهم وأعدادهم
  • اللاجئون هناك ينقصهم كل شيء تقريبًا

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[القاهرة] حذرت منظمات الإغاثة في السودان من تفشِّي وباء كوفيد-19 بين اللاجئين النازحين من إقليم تيغراي الإثيوبيي، وقالت إنهم يعانون ظروفًا معيشية مأسوية تتأزم يومًا بعد يوم.

الاشتباكات بين الجيش الإثيوبي وجبهة تحرير شعب تيغراي منذ نوفمبر الماضي، أدت إلى فرار ما يزيد على 60 ألفًا من سكان الإقليم للعيش في مخيمات إما مؤقتة أو دائمة بكلٍّ من ولايتي كسلا وقضارف، شرق السودان.

هذه الأعداد تفوق قدرة المخيمات، مما ينذر بانتشار سريع لمرض كوفيد-19، الذي تتجاوز أعداد الإصابة به بكثير المعلن منها (4 حالات)، في ظل عدم توافر ما يكفي من وسائل للكشف عن الفيروس، واكتظاظ المخيمات بتوافد النازحين يوميًّا وتردِّي الخدمات فيها.

وفي تقرير للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين يوم 12 يناير الجاري، أوردت المنظمة عددًا من الإجراءات المتبعة للحد من الأزمة، منها قياس درجة حرارة اللاجئين القادمين عبر الحدود، بالإضافة إلى توزيع الصابون في مخيم حمدايت المؤقت بولاية كسلا، وهو الأكثر اكتظاظًا باللاجئين.

ورغم افتتاح مخيم طونيدبه الجديد مطلع الشهر الجاري، ونقل أكثر من خمسة آلاف لاجئ إليه، ما زالت المخيمات مكتظة، وأعداد اللاجئين المستمرين في النزوح تفوق استيعابها، كما بيَّن ويليام كارتر، المدير الإقليمي لمجلس الإغاثة الإقليمي بالسودان.

ويصف كارتر الوضع في المخيمات بأنه ”مقلق“؛ فالخوف لا يقتصر فقط على انتشار فيروس كورونا المستجد.

ويتابع: ”لاحظنا وجود احتياجات صحية عاجلة لدى أغلب اللاجئين ممن عبروا الحدود، أغلبها بسبب إصابات لحقت بهم في أثناء فرارهم، أو لأنهم يعانون أمراضًا مزمنة، مثل المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة ومرضى السكر“.

ويستطرد: ”رحلة الفرار كانت قاسية، ولم يتمكنوا من تلقِّي العلاج“.

يوضح كارتر أن إحدى الأزمات البارزة هي عدم توافر كميات مناسبة من الغذاء، إلى جانب ضعف القدرة على توزيع الغذاء على نحوٍ عادل مع ازدياد أعداد اللاجئين.

كذلك فإن ”نوعيات الطعام ثابتة، ونتمنى أن نتلقى الدعم المالي الكافي لتنويع سلة الغذاء، فحتى الآن تفتقر المخيمات إلى القدرة على تقديم أغذية تتناسب مع الأطفال، الذين يمثلون نسبة مرتفعة من اللاجئين“.

”المخيمات تقدم في الغالب عصيدة الذرة والعدس، وهذا الطعام مختلف عما اعتاد عليه سكان تيجراي، فلاحظنا فقدان الأطفال للشهية، وهو ما يمكن أن يسبب مشكلات نقص التغذية،  كما أن هذا الطعام لا يوفر المجموعة الصحيحة من العناصر الغذائية للنساء الحوامل والمرضعات“.

الوضع في المخيمات مُزرٍ، وفق آدم بوبكر، باحث في اقتصاديات التنمية بمركز دراسات اللاجئين والهجرة والتنمية، وأحد سكان ولاية قضارف، والذي ذهب ليستطلع الوضع هناك.

يقول بوبكر لشبكة SciDev.Net: ”رأيت حالات إنسانية مؤلمة والعديد من المرضى، ولا يوجد اهتمام دولي كافٍ؛ فالاستجابة من الهيئات الدولية أضعف من المطلوب“.

ويتابع: ”المخيم يحتاج إلى أدوية وغذاء ومياه نظيفة، والحكومة السودانية تحاول تقديم المساعدات، لكن الأزمة تفوق طاقتها، فلا يزال هناك احتياجات عديدة“، مشيرًا إلى وجود العديد من الأطفال الذين فقدوا ذويهم، وأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة، ونساء حوامل.

”كل هذه الفئات تحتاج إلى إعالة ورعاية خاصة“.

شهادة أخرى أوردها محيي جبريل، من مخيم أم راكوبة للإقامة الدائمة بولاية القضارف، على صفحته على فيسبوك، وصف فيها جانبًا من معاناة النسوة لتوفير احتياجاتهن الخاصة.

يقول جبريل: ”أبلغتني لاجئة إثيوبية بحزن عن أن النساء هنا في أمسِّ الحاجة إلى الفوط الصحية، ومستلزمات أخرى؛ لأنهن هربن من الموت بما يرتدينه من ملابس“.

ويستطرد جبريل بأسى: ”تذكرت المشهد ذاته في معسكر خور الورل للاجئين الجنوبيين عام 2016، حين طلبت مني لاجئة إبلاغ المنظمات بضرورة منح فوط صحية بدلًا من الطعام“.

وفي تعليقه على الوضع، عبَّر جان نيكولاس -رئيس بعثة أطباء بلا حدود- عن قلق المنظمة بشأن الخدمات المحدودة للغاية في المخيم الدائم في أم راكوبة، ويقول: ”مع عدم تغطية العديد من الاحتياجات الإنسانية، يتعرض اللاجئون لضغوط كي يغادروا مراكز ومعسكرات العبور في المناطق الحدودية إلى أم راكوبة، وكان من الأولى تقديم رعاية مناسبة للاجئين في مراكز العبور، وعدم استخدامها وسيلةَ ضغط“.

وحدد بوضوح أن الاحتياجات الأساسية للاجئين الذين يعبرون السودان هي: المأوى والمياه والرعاية الصحية والغذاء، إذا لم يتم تلبية هذه الاحتياجات فسوف تتدهور حالتهم الصحية بسرعة وتتفاقم الأزمة.

يقول نيكولاس: ”يتعين على جميع الجهات الإنسانية الفاعلة تكثيف استجاباتها على الفور لتلبية احتياجات النازحين“.

ويشير نيكولاس إلى أن أحد الجوانب التي لا تحظى برعاية هي ”الصحة النفسية“ للفارين من الصراع والعنف، ممن عانوا الكثير في أثناء وجودهم في بيوتهم وقت الصراع، أو في رحلتهم للوصول إلى الحدود مع السودان.

”فقد العديد من اللاجئين أفراد عائلاتهم في أثناء الفرار، أو لم يعودوا قادرين على الاتصال بأحبائهم في تيغراي، تسمع فرقنا الطبية أن بعض اللاجئين يخاطرون بحياتهم من خلال العودة للبحث عن أحبائهم الذين فُقدوا في الطريق“.

ويثير أمر نقص الخدمات في المخيمات قلقًا كبيرًا لدى نيكولاس، بجانب أزمة وجود العديد من القاصرين دون ذويهم في المخيمات.

ويرى كارتر أن الوضع لا يقترب من التحسُّن، فما زالت أعداد اللاجئين تزداد، بالرغم من عدم قدرة المخيمات على استيعابها، ”لا يزال النازحون يصلون إلى السودان، حتى مع تشديد الضوابط الحدودية“.

”نستقبل بضع مئات في اليوم الآن، وإذا نظرنا إلى هذا في سياق انتشار فيروس مثل كوفيد-19، فسنجد أن الوضع خطير“.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا