Skip to content

16/05/23

كوفيد-19 لم يزل خطرًا على الفقراء

Social distancing in Kalerwe Market during COVID-19
يقول الخبراء إن الوصول إلى أدوية كوفيد-19 في البلدان المنخفضة الدخل يجب أن يستمر حقوق الصورة:Yasin Nsubuga ILO/RUDMEC, (CC BY-NC-ND 2.0).

نقاط للقراءة السريعة

  • كوفيد-١٩ لم يعد ”طارئًا صحيًّا عامًّا يثير قلقًا دوليًّا“
  • الخطوة تثير مخاوف بشأن تصنيع اللقاحات والوصول إلى الموارد
  • ثمة حاجة إلى دوام وصول العلاجات واللقاحات بالدول الفقيرة ومتوسطة الدخل

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

حذر خبراء في مجال الصحة من تحديات خطرة قد يفرضها إنهاء حالة الطوارئ العالمية المرتبطة بجائحة كوفيد-19 على بلدان الجنوب في التعامل مع الفيروس.

في 5 مايو الجاري، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن جائحة كوفيد-19 لم تعد حالة طوارئ صحية عامة على المستوى الدولي، بعد أكثر من ثلاث سنوات من إعلانها، قائلةً إن الفيروس أصبح الآن ”قضيةً صحيةً قائمةً ومستمرة“.

استند قرار المنظمة إلى انخفاض الوفيات المرتبطة بـالجائحة، وزيادة معدلات الاستشفاء، وتراجُع معدلات الدخول إلى وحدات العناية المركزة، بالإضافة إلى زيادة مناعة السكان ضد الفيروس SARS-CoV-2.

ويُعد إعلان حالة الطوارئ الصحية العامة على المستوى العالمي مفيدًا لحشد الموارد وإتاحة الوصول إليها، وتسريع وسائل التشخيص والوصول إلى العلاجات والتطعيمات وتطويرها بالإضافة إلى ترخيصها، لذا فإن إلغاءها قد يحمل آثارًا سلبيةً على وصول البلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة إلى الموارد، فضلًا عن الآثار السلبية المحتملة لقرار الإلغاء على أولويات الإنفاق الصحي الوطنية.

بيد أن فرانسيسكا موتابي -أستاذ العدوى الصحية العالمية والمناعة، والمدير المشارك لأكاديمية الصحة العالمية بجامعة إدنبرة- ترى أن جائحة كوفيد-19 لا تزال تمثل مشكلة صحية عامة على المستوى الدولي، وسيظل الأشخاص في البلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة يموتون بسبب المرض.

تقول موتابي لشبكة SciDev.Net: ”رغم ذلك، لا يُتوقع أن يشهد العالم موجاتٍ مستقبليةً شديدةً من الجائحة كما حدث في عامي 2020 و2021“.

وتستطرد: ”وإلى حدٍّ كبير يرجع ذلك إلى تراكُم مناعة القطيع نتيجة التطعيمات والعدوى الطبيعية“.

وأشارت إلى أن رفع حالة الطوارئ ”قد يهدد الجهود والتدخلات الجارية، بما في ذلك خطط تصنيع لقاحات أرخص لـلجائحة في البلدان النامية“.

ونوهت موتابي بأن ”هناك خطرًا يكمن في أنه عندما يقل اهتمام السلطات الوطنية بالمرض، فقد يؤدي ذلك إلى تراجُع الدوافع لتوفير اللقاحات وإيصالها، علاوةً على فتور حماس الجمهور للتلقيح“.

وتضيف موتابي: ”ثمة حاجة إلى مواصلة بناء خطوط إنتاج اللقاح ونشره، لضمان توافُر القدرة على مواجهة الأوبئة في المستقبل“.

بين عامي 2007 و2023، جرى الإعلان عن سبع نوبات تفشٍّ لأمراض على أنها حالات طارئة، رافقتها استجابات مختلفة في كل مرة.

وتعتقد موتابي أن هناك حاجةً إلى مراجعة وتنقيح توقيت الإعلان وكيفية استخدامه، لتعزيز استجابات أفضل للوباء في جميع البلدان.

أما فيفا عبد الرحمن -كبيرة مستشاري ’ماتاهاري جلوبال سوليوشنز‘، وهي مجموعة أبحاث وسياسات صحية تعمل على دمج خبرة الجنوب العالمي في المبادرات الصحية الدولية- فتقول: إنه بينما كان إعلان إنهاء حالة الطوارئ متوقعًا، لا تزال العديد من الفجوات في الوصول إلى موارد كوفيد-19 قائمةً في البلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة.

وتقول فيفا لشبكة SciDev.Net: ”على سبيل المثال، هناك عمل مستمر بهدف دمج الاختبارات الذاتية في إعدادات الرعاية الصحية الأولية في البلدان منخفضة الدخل ومتوسطة الدخل، والتي قد تتوقف لأن إنهاء حالة الطوارئ الدولية قد يؤدي إلى إلغاءٍ كامل لأولويات كوفيد-19على مستوى السياسات واتخاذ القرارات“.

وتشير فيفا إلى أن العديد من البلدان لا تزال تفتقر إلى برامج وصول قوية تتضمن الوصول إلى عقار (باكسلوفيد) المضاد للفيروسات، للسكان ذوي الأولوية الذين لا يزالون في المستشفى بسبب عدوى كوفيد-19.

وتستطرد: ”بالتالي، فإنه من المهم أن تستمر البلدان في مساعيها لضمان وصول الموارد والأدوات الخاصة بالجائحة إلى السكان المعرضين للخطر، على الرغم من إعلان إنهاء حالة الطوارئ“.

”لذلك، في حين أن قرار إنهاء حالة الطوارئ الدولية يبدو منطقيًّا بالنظر إلى ما وصلنا إليه من تراجُع الوفيات وتوفير التمويل والعوامل الرئيسة الأخرى، إلا أن هناك حاجةً إلى عملٍ مستدامٍ لضمان الوصول إلى الموارد ودمجها في النظم الصحية“.

تقول منظمة الصحة العالمية إنه يتعين على الدول مواصلة الجهود لزيادة تغطية التطعيم ضد فيروس كوفيد -19 للأشخاص المنتمين إلى المجموعات ذات الأولوية العالية.

في هذا السياق، قالت كيت أوبراين، مديرة قسم التحصين واللقاحات والمستحضرات الحيوية بمنظمة الصحة العالمية، في مؤتمر صحفي مطلع الشهر (5 مايو): ”المهم حقًّا في إعلان إنهاء حالة الطوارئ الصحية العامة هو ألا يُنهي ذلك جهود التلقيح عند تلك النقطة“.

وأكدت أوبراين أن المنظمة لا تزال ملتزمةً بدعم البلدان في توسيع نطاق تغطية اللقاحات، وأن مرفق إتاحة لقاحات كوفيد-19 كوفاكس -الذي يهدف إلى ضمان الوصول العادل إلى اللقاح- سيظل قيد التشغيل لبقية هذا العام.

وأضافت: ”ما زلنا نعاني من حالات إصابة ووفيات، والعمل لم ينتهِ بعد“.

”لا تزال التغطية الصحية لهؤلاء الأفراد المعرضين لخطر كبير للإصابة بأمراض خطيرة والموت، منخفضةً للغاية في العديد من البلدان في أفريقيا وفي أجزاء أخرى من العالم […]“.

من جانبها، تقول مهجة كمال يني، التي تشارك قيادة سياسات ’تحالف اللقاحات الشعبية‘، وهو تحالف عالمي لمنظمات المجتمع المدني التي تناضل من أجل العدالة الصحية: إن البلدان منخفضة الدخل ومتوسطة الدخل بحاجة إلى ضمان إمدادات مستدامة من الموارد والأدوات الخاصة بكوفيد-19 مثل اللقاحات والأدوية، على الرغم من رفع حالة الطوارئ العالمية.

وتضيف مهجة: ”الأهم من ذلك، يجب على البلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة، خاصةً في أفريقيا، أن يأخذوا بأيديهم زمام الأمور الآن، وأن يتوصلوا إلى حلول محلية“.

”إنهم بحاجة إلى الضغط من أجل إزالة القيود الناشئة عن حقوق الملكية الفكرية للقاحات الجائحة، والاستثمار في التصنيع المحلي للقاحات“.

هذا الموضوع أنتج عبر النسخة الدولية لموقع  SciDev.Net