Skip to content

09/12/21

نظام صحة عامة جديد لأفريقيا

Cuban Health Specialists arrive in South Africa to support efforts to curb the spread of COVID-19.
حقوق الصورة:Elmond Jiyane, GCIS, CC BY-ND 2.0

نقاط للقراءة السريعة

  • يتسبب فيروس كوفيد-19 في إجهاد أنظمة الصحة الأفريقية
  • دروس جائحة كورونا تفيد في بناء نظام صحة عامة لصالح أفريقيا
  • مساعٍ لتحريك الجهات الفاعلة الرئيسة للمساعدة في تحقيق الصحة للجميع

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

يكتب جيثينجي جيتاهي وإيشزونا إيدوزي إيزينولو، لنركز على الدروس المستفادة من كوفيد-19 في إنشاء نظام جديد للصحة العامة.

منذ ما يقرب من عامين، بدأت جائحة كوفيد-19 في الانتشار بجميع أنحاء العالم، مما تسبب في إجهاد الأنظمة الصحية وتعطيل الاقتصاد على نحوٍ غير مسبوق على هذا النطاق الواسع في العصر الحديث.

مع أكثر من 8.6 ملايين إصابة تم الإبلاغ عنها وما يقدر بحوالي 223,470 حالة وفاة مسجلة في أفريقيا اعتبارًا من الأسبوع الأول من ديسمبر، ووفقًا لبيانات مراكز أفريقيا لمكافحة الأمراض والوقاية منها، أحد أهم الدروس المستفادة من هذه الجائحة هو الحاجة العاجلة إلى قدرة قُطرية قوية للاستعداد لحالات الطوارئ الصحية والاستجابة لها.

تفشِّي الأوبئة الحديثة والدروس المستفادة

 كانت حالات الفاشيات الحديثة مثل الإيبولا في غرب أفريقيا -في ليبيريا ونيجيريا وغينيا وسيراليون، بين عامي 2014 و2016- مؤشرًا واضحًا على كيفية انتشار الأمراض بسرعة هائلة في غياب أنظمة صحية قوية وسريعة الاستجابة ومرنة، مما نتج عنه آثار شديدة اجتماعيًّا واقتصاديًّا.

تتشابه الدروس المستفادة من حالات تفشِّي الأوبئة الحديثة وجائحة كوفيد-19 المستمرة بالنسبة للعاملين في القطاع الصحي، والحكومات، والقطاع الصحي العالمي، فيما يتعلق بأهمية وجود نظام صحي عام قوي.

أولًا، قيمة وجود قوى عاملة في الرعاية الصحية عالية التحفيز ومجهزة تجهيزًا عاليًا، هو أمرٌ لا غنى عنه في مواجهة مثل هذه الجائحة، العديد من الدول الأفريقية لم تكن مستعدةً جيدًا لمكافحة جائحة من هذا النوع؛ فقد واجهت الحكومات التحديات من أجل تعزيز أنظمتها الصحية وضمان إمكانية وصول الرعاية إلى كل المصابين بفيروس كوفيد-19 للتقليل من أعداد الوفيات.

ثانيًا، لم تقتصر آثار الجائحة على الأنظمة الصحية فقط، فقد امتدت الآثار المتتابعة إلى توقعات اقتصادية منخفضة، وزيادة حالات العنف الناجمة عنها، وزيادة القلق بخصوص القضايا المتعلقة بحماية الأطفال والعديد من القضايا الأخرى.

ثالثًا، عدم الإنصاف في إمكانية الوصول إلى لقاحات كوفيد-19 سيؤدي إلى بقاء أفريقيا متأخرة، في حين يستمتع الآخرون بالفوائد، وبغض النظر عن الاكتشاف السريع للقاحات، من المتوقع أن تقوم العديد من البلدان منخفضة الدخل بتلقيح سكانها بالكامل بحلول عام 2024، وهو ثلاثة أضعاف الوقت الذي استغرقه تطوير اللقاح.

وبينما تقوم البلدان عالية الدخل بتلقيح المجموعات الأقل تعرضًا لخطر الإصابة الشديدة بالمرض أو الوفاة مثل الأطفال، فإن بعض الدول ذات الدخل المتوسط أو الدخل المنخفض التي تفتقر إلى القدرة التصنيعية لم تلقح  كل العاملين بقطاع الرعاية الصحية بعد، الدفاع عن الحق في الحصول على اللقاح أضحى أمرًا مطلوبًا لزيادة الدعم المقدم للدول منخفضة الدخل من أجل تلقيح سكانها خلال فترة زمنية أقل.

فرصة لتقوية الأنظمة الصحية

 يأتي العمل المشترك لتعزيز التأهب، وبناء أنظمة صحية أكثر مرونة، والحماية ضد الأزمات المستقبلية في الوقت المناسب، الآن أكثر من أي وقت مضى، فقد كشفت جائحة كوفيد-19 نقاط الضعف والفجوات الموجودة في الأنظمة والخدمات الصحية في أفريقيا وفي جميع أنحاء العالم.

قدمت هذه الجائحة الفرصة المثالية لتغيير النظام الصحي العام في أفريقيا، والذي سيقوم بدوره على الحماية بشكل فعال في مواجهة الأزمات المستقبلية، ويجعل الصحة للجميع حقيقةً واقعة.

النظام الصحي العام الجديد لصالح أفريقيا، هو نهج أكثر شموليةً للصحة العامة، وهو ضروري لتحسين الحماية الصحية والأمن الاقتصادي للقارة على نحوٍ أفضل، يستند النظام الجديد إلى أربع ركائز: الحاجة إلى زيادة القدرة التصنيعية للقاحات والتقنيات التشخيصية والعلاجات وغيرها من المنتجات الصحية الضرورية الأخرى، والحاجة إلى تقوية المؤسسات الصحية العامة في الرعاية المتمحورة حول الإنسان، والحاجة إلى قوة عاملة معززة في حالات الطوارئ الصحية العامة، والشراكات الموجهة التي تحترم أولويات أفريقيا.

يمكن أن تطور البلدان الأفريقية، بشكل جماعي، أنظمةً صحيةً أكثر مرونة، قادرة على مواجهة التهديدات الصحية المتعددة، يجب أن يكون إنتاج اللقاحات أولوية، بما يشمل نقل التكنولوجيا والتدريب والترخيص لزيادة استقلالية التوريد، فضلًا عن الإنتاج المستقل للأدوات الطبية والأدوية والتكنولوجيا التشخيصية.

يعمل الاتحاد الأفريقي ومركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في أفريقيا على زيادة سرعة توزيع اللقاح على 55 دولة من خلال الشراكات لتصنيع لقاح أفريقي، التي تهدف إلى الاستفادة من الشراكات الأفريقية والعالمية لزيادة القدرة على تصنيع اللقاح في القارة.

تحقيق الصحة للجميع

 للمساعدة في تحقيق هذه الأهداف، سيستضيف الاتحاد الأفريقي والمراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، المؤتمر الدولي الأول للصحة العامة في أفريقيا، والذي سيُعقد افتراضيًّا في الفترة من 14 وحتى 16 ديسمبر 2021.

سيجمع المنتدى بين المؤسسات الأكاديمية الأفريقية الرائدة، والمؤسسات الحكومية، والمنظمات الوطنية والإقليمية، والمنظمات غير الحكومية، والعاملين في الخطوط الأمامية بالقطاع الصحي، والعديد من أصحاب المصلحة؛ لمراجعة الدروس المستفادة من جائحة كوفيد-19 والدخول في حقبة جديدة من التعاون العلمي والابتكار، ستتحدى جلسات أول مؤتمر عن الصحة العامة في أفريقيا الرواية السائدة بأن المعرفة لا تنشأ من البلدان الأفريقية، إلى جانب تناوُل كيف يمكننا الاستفادة بشكل جماعي من هذه الفرصة لإنشاء نظام جديد للصحة العامة في أفريقيا.

ونأمل أن يكون هذا المؤتمر حافزًا لتعزيز البحث والبرمجة والدعوة إلى استجابات مبتكرة في الصحة العامة تجاه الأمراض وإدارة الطوارئ في أفريقيا، من خلال العمل معًا لدمج خبراتنا ومواردنا الجماعية، يمكننا إحراز تقدم ملموس في التحديات الأكثر إلحاحًا التي تواجه أفريقيا حاليًّا في الصحة العامة بينما نعمل نحو تحقيق الصحة للجميع.

جيثينجي جيتاهي هو الرئيس التنفيذي للمؤسسة الطبية والبحثية الأفريقية، يمكن التواصل معه عبر البريد الإلكتروني [email protected]. البروفيسور إيشزونا إيدوزي إيزينول هو نائب الرئيس لمؤسسة إشراق صحي ، في لاس فيجاس، بالولايات المتحدة الأمريكية وجامعة نيجيريا، إينوجو – نيجيريا، يمكن التواصل معه عبر البريد الإلكتروني [email protected]

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم أفريقيا جنوب الصحراء الناطق بالإنجليزية.