Skip to content

14/12/21

الزراعة في مصر تتكيف مع الجائحة

Agriculture covide
حقوق الصورة:Rawnaa Elmasry/ SciDev.Net

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

فرضت الحكومات العربية الغلق الجزئي باعتباره أحد الإجراءات الاحترازية لمواجهة جائحة كوفيد-19 خلال موجتها الأولى وما تلاها، ما أدى إلى قلة الإنتاج في العديد من القطاعات، ووضع قطاع الزراعة بين رحى الالتزام بالقواعد الاحترازية ومحاولة استمرار الإنتاج الزراعي.

ومع الموجات المتتالية للجائحة، توقفت العمالة المؤقتة الوافدة، وتصاعدت تقلبات الطقس الجامحة بسبب تأثيرات التغيرات المناخية، وزادت صعوبة توفير المياه اللازمة للري، كما تراجعت المعاملات الزراعية المختلفة، إلا أن الزراعة ظلت واحدةً من أهم سبل مواجهة الجائحة؛ فهي مصدر الحصول على الغذاء الضروري لاستمرار الحياة.

ويبدو أن التغيرات المناخية ونقص المياه والأيدي العاملة، شكلت أضلاع مثلث التحديات التي واجهت قطاع الزراعة في أثناء الجائحة، وفي مصر، إحدى أكبر الدول الزراعية في المنطقة العربية، استوجب الأمر حلولًا على المدى القصير والبعيد.

فبشكل غير مباشر، تسببت الجائحة في تسريع وتيرة تنفيذ بعض المشروعات الكبرى التي تساعد في رفع كفاءة إدارة المياه في مصر، كمشروع تبطين الترع الزراعية، الذي تم خلاله تبطين وتأهيل ترع وصل إجمالي أطوالها إلى 1248 كم في فترة وجيزة، ولا يزال العمل يجري لاستكمال ما يزيد على أربعة آلاف كيلومتر أخرى.

يشرح ياسر الشايب -مدير مركز التميز في المياه بالجامعة الأمريكية بالقاهرة- أن الغرض من مشروع تأهيل وتبطين الترع هو تقليل الفقد في مياه الري القادمة من النيل، وتحسين كفاءة توصيل الترع إلى المياه على طول امتدادها؛ لضمان توزيع المياه بكفاءة.

حل آخر يُسهم في ترشيد استهلاك المياه، وتقليل الأيدي العاملة في عملية الري، وهو مشروع التحول إلى نظم الري الحديثة، والذي تم العمل عليه خلال الجائحة، إذ جرى تطوير نظم الري للاستغناء عن نظام الري بالغمر فيما يزيد على 237 ألف فدان حتى الآن، وفق تقارير وزارة الموارد المائية والري، والعدد في زيادة، فإجمالي المساحة المحصولية في مصر، وفقًا للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، يبلغ ما يزيد على 16 مليون فدان.

أما بالنسبة لتصاعد تأثيرات التغيرات المناخية على الزراعة خلال الجائحة، فيوضح محمد فهيم -رئيس المعمل المركزي للمناخ الزراعي بمصر- أن الري بالغمر لا يتناسب كأسلوب للري مع تحديات المناخ الحالية؛ إذ تنجح الأساليب المطورة فى سرعة التدخل الزراعي لإسعاف النباتات التى قد تعاني فجأةً من تقلبات الجو، مضيفًا: ”يتم التدخل السريع وفق إرشادات وتوصيات الرصد المستمر الذي يقوم به المعمل، ويتم توصيلها إلى المزارعين كإجراء استباقي بالتعاون مع إدارة الإرشاد الزراعي بوزارة الزراعة“.

وفي محاولة للتغلب على التحديات التي سبَّبتها الجائحة، تبنَّى المزارعون بعض الحلول المبتكرة لمواجهة قصر مدة العمل اليومي، والطلب المتزايد على المزروعات.

فنجد إحدى المزارع المنتجة للتمور وبعض المحاصيل الأخرى بمحافظة المنيا، جنوب الوادي قد وفرت أماكن لمبيت العمالة الدائمة وبعض العمالة المؤقتة من القرى المجاورة داخل المزرعة للالتزام بالغلق الاحترازي، ومنعت العمالة الوافدة من المحافظات الأخرى أو المدن البعيدة.

يشرح إبراهيم محمد علي، مدير عام المزرعة، كيف تم توزيع أوقات العمل على العمالة الموجودة مع ترحيل مواعيد العمليات الزراعية لتناسب الأوقات المتاحة للعمال، كما تم توفير مراكز متنقلة للفحص ضد الإصابة بالمرض، وأماكن مخصصة لعزل الحالات التي تثبت إيجابيتها بفيروس كورونا، وعلاجها داخل المزرعة في أماكن خُصصت لذلك.

أيضًا جرى اتِّباع نظم الري بالتنقيط، التي أسهمت في استدامة مكافحة الآفات الزراعية للنخيل، برغم ما فرضته الجائحة من تحديات، وفق حسام العزب، مسؤول التسميد والعمليات الزراعية بالمزرعة.

وباتباع أسلوب المقننات الغذائية المدمجة في مياه الري، كان بالإمكان مكافحة آفة خطيرة كسوسة النخيل، ما أدى إلى رفع كفاءة النباتات ومناعتها دون الحاجة إلى استخدام المبيدات الحشرية، أو الاعتماد على عمالة كثيفة.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بالتعاون مع مجموعة InfoNile للصحفيين العابرين للحدود.