Skip to content

29/12/21

دعوات ومساعٍ لإنتاج لقاحات كوفيد-19 في أفريقيا

Trust-in-doctors-996x567

نقاط للقراءة السريعة

  • نسب التحصين ضد كوفيد في أفريقيا متردية للغاية حين تقارن ببقية شعوب العالم
  • قادة أفارقة يؤكدون ضرورة عدم انتظار المساعدة والبدء في إنتاج لقاحات أفريقية
  • التطورات الغالبة في مشهد إنتاج لقاحات كوفيد بأفريقيا موجهة نحو التوسع في التعبئة والتغليف

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

دعا قادة القارة السمراء في مجال الصحة العامة والتحصين إلى ضرورة إتاحة لقاحات كوفيد 19 وتأمينها لسكان القارة على نحوٍ يضمن تحقيق نسب التحصين المنشودة عالميًّا.

ففي المؤتمر الدولي الأول للصحة العامة في أفريقيا، الذي انعقد افتراضيًّا من 14 إلى 16 ديسمبر الجاري، اتفق القادة على أن ”الحل الوحيد هو البدء في نقل تكنولوجيا تصنيع اللقاحات وتوطينها في أفريقيا“.

وسبق هذه الدعوة، وعي بضرورتها حين قال أكينومي أديسينا، رئيس بنك التنمية الأفريقي: ”يجب ألا تتسول أفريقيا اللقاحات، ولكن علينا إنتاجها“.

وشفع أديسينا بمسعى تمويلي إذ أعلن في 27 مارس الماضي عن استثمار بقيمة 3 مليارات دولار لدعم شركات دواء محلية في أفريقيا لإنتاج اللقاحات.

وفقًا للمعدلات الحالية للتحصين، لن تتحقق مستهدفات مرفق كوفاكس لتغطية 20% من احتياجات القارة من اللقاحات بحلول 2022.

وإذا لم يتغير الوضع عما هو عليه، فستفقد القارة الكثير من الأرواح خلال الفترات القادمة، كما قد تظهر المزيد من الطفرات، مما سيعقد الأوضاع، وفق ريتشارد ميهيجو، منسق برنامج التحصين وتطوير اللقاحات بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أفريقيا.

الإحصاءات والبيانات التي ساقها ميهيجو جاءت كاشفةً عن مواجهة أفريقيا لعجز يقدر بحوالي 470 مليون جرعة لقاح في عام 2021، وتقبع في مؤخرة الترتيب العالمي من حيث نسبة المحصنين جزئيًّا بحوالي 12%، مقارنةً بنسبة عالمية بلغت 55%.  

أما فيما يتعلق بتحصين المواطنين تحصينًا كليًّا، فإن 6 دول هي سيشل وموريشيوس والمغرب وتونس وبتسوانا تخطت النسبة فيها 40% من عدد سكان كل دولة، في حين قلت عن 10% من السكان في 17 دولة، ولم ترقَ أعداد المحصنين كليًّا إلى ما نسبته 2% من سكان 14 دولة أخرى.

يعلق ميهيجو: ”عندما أنظر إلى الخريطة، أجد عالمًا أخضر بالكامل، عدا وسط أفريقيا شديد الحمرة“، مشيرًا إلى ارتفاع نسب التحصين عالميًّا مقارنة بأفريقيا.

حتى الآن، لا يوجد سوى 6 دول أفريقية تحاول إنتاج لقاحات كوفيد19، وهي المغرب والجزائر ومصر وجنوب أفريقيا والسنغال ونيجيريا، لكن يظل الإنتاج أقل من 1% من الاستهلاك حتى اللحظة، في حين تستهلك القارة رُبع الإنتاج العالمي من اللقاحات.

وفي محاولة لتدارك الوضع، أعلنت مؤسسة تمويل التنمية الدولية الأمريكية في جنوب أفريقيا، بالتعاون مع شركاء أوروبيين، عن حزمة تمويل بقيمة 600 مليون يورو (710 ملايين دولار) لشركة أسبن فارماكير.

وأنتجت أسبن بالفعل ملايين الجرعات، وستبلغ سعة تعبئتها وتغليفها لمواد اللقاح المستوردة حوالي 500 مليون جرعة من لقاح جونسون آند جونسون بنهاية عام 2022، كما وافق معهد بيوفاك في جنوب أفريقيا على تسريع عملية التعبئة والتغليف للقاح فايزر في كيب تاون اعتبارًا من عام 2022.

وفي السنغال، تعمل الحكومة -بدعم من الولايات المتحدة وأوروبا- على بناء منشأة لتصنيع لقاح كوفيد 19 بقيمة 200 مليون دولار مع معهد مؤسسة باستير في داكار، وسيصبح هذا المرفق الأول من نوعه في القارة الذي يُصنّع فعليًّا اللقاحات بالتوازي مع التعبئة والتغليف.

في يوليو 2021، أعلنت الحكومة المصرية عن إنتاج أول مليون جرعة من لقاح سينوفاك، وشرعت في تأسيس منشأة فاكسيرا الجديدة في مدينة 6 أكتوبر، بطاقة يتوقع أن تبلغ مليار لقاح سنويًّا، ومن خلال اتفاقيتين لتصنيع المواد الدوائية وتعبئة اللقاح الروسي سبوتينك5 وتغليفه، ستنضم مصر قريبًا إلى السنغال في الحد من اعتماد أفريقيا على واردات اللقاحات.

في مسعى آخر، تبين بيترو تيربلانش -المدير العام لشركة أفريجين للعلوم الحيوية واللقاحات- أن منظمة الصحة العالمية أنشأت مركزًا لنقل تكنولوجيا لقاح الحمض النووي الريبي المرسال، وأعلن بنك التنمية الأفريقي التزامه بإنشاء منصتين لنقل تكنولوجيا إنتاج اللقاحات.

تتميز تكنولوجيا لقاح الحمض النووي الريبي المرسال بخلوها من الفيروس الحي بعكس أغلب اللقاحات الأخرى، وتعتمد على التتابعات الجينية مما يجعلها مرنة التصميم، تتميز أيضًا تلك التكنولوجيا بأمانها، فالحمض النووي الريبي لا يتحد مع جينوم العائل، ويتحلل بعد تكوّن البروتين المطلوب لاكتساب المناعة بأيام قليلة.

تعلق تيربلانش: ”ستؤدي تكنولوجيا لقاح الحمض النووي الريبي دورًا فاعلًا في تحقيق الأهداف الإستراتيجية لتصنيع اللقاحات في القارة الأفريقية“.

ستتعاون ثلاث جهات لتدعيم مركز تصنيع لقاحات الحمض النووي الريبي المرسال، الجهة الأولى هي شركة أفريجين، التي ستؤسس مركزًا تدريبيًّا مخصصًا لتدريب الكوادر على التقنية، الجهة الثانية هي شركة بيوفاك التي ستقوم بالتصنيع التجاري للقاحات، وأخيرًا مجلس البحوث الطبية في جنوب أفريقيا، الذي سيمد العملية بالكفاءات والخبرات اللازمة لتوطين الصناعة في مجالات الجينوم والمناعة واللقاحات والتجارب السريرية.

وتؤكد تيربلانش: ”ستختلف قدرات أفريقيا في إنتاج اللقاحات بشكل كبير عما كانت عليه قبل خمسة أشهر“.

ولا تزال التطورات الغالبة في مشهد تصنيع لقاحات كوفيد 19 في أفريقيا موجهةً نحو التوسع في التعبئة والتغليف بدلًا من التصنيع ونقل التكنولوجيا.

 سيتطلب ضمان قدرة أفريقيا على تأمين لقاحات لمجموعة من الأمراض التزامًا مستدامًا من الحكومات، وتنسيقًا إقليميًّا من الاتحاد الأفريقي، وتمويلًا ثابتًا للبحث والتطوير، وفق تيربلانش.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net  بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا