Skip to content

10/03/22

الجنوب بلا أنظمة إنذار مبكر في مواجهة مناخٍ قاسٍ

Mangrove planting Philipines
حقوق الصورة:Jessie F. Delos Reyes, Public Domain.

نقاط للقراءة السريعة

  • تقرير عن المناخ يكشف تعرُّض المليارات في جنوب العالم للخطر بشدة
  • يدعو إلى الاستثمار العاجل في التكيف، مثل أنظمة الإنذار المبكر
  • نافذة للعمل العالمي لمعالجة الأزمة "تنغلق سريعًا"

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

حذر علماء المناخ في تقرير تاريخي من أن الافتقار إلى أنظمة الإنذار المبكر بالطقس المتطرف يعني أن الخطر يهدد ملايين الأرواح بالمجتمعات المعرَّضة لتغيُّر المناخ في جنوب الكرة الأرضية.

ففي أفريقيا وجنوب آسيا وأمريكا الوسطى والجنوبية والدول الجزرية الصغيرة النامية، يعيش المليارات من البشر في بؤر قابليتها للتأثر بالمخاطر المناخية عالية، وفقًا لتقرير تقييم التكيف الأخير الصادر عن ’الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ‘.

خلال إطلاق ملخص التقرير لصانعي السياسات، قال بيتيري تالاس، أمين عام ’المنظمة العالمية للأرصاد الجوية‘: إن من الأهمية بمكان زيادة الاهتمام بالتكيف؛ إذ تستمر الظواهر الجوية المتطرفة في الازدياد سوءًا خلال العقود المقبلة.

وبيَّن تالاس أن ”إحدى الطرق القوية للتكيف تتمثل في الاستثمار في خدمات الإنذار المبكر، لكن الشبكات الأساسية لمراقبة الطقس والمناخ فيها ثغرات عميقة في أفريقيا والدول الجزرية“، وأضاف أن نصف أعضاء المنظمة البالغ عددهم 193 [دولة] فقط، هم الذين لديهم هذه الخدمات، ما جعل الخسائر البشرية والاقتصادية أعلى.

خلص التقرير إلى أن الظواهر المناخية العالمية المتكررة والمكثفة أدت إلى الحد من الأمن الغذائي والمائي، وعاقت الجهود المبذولة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

”الدليل العلمي قاطع.. تغير المناخ تهديد لرفاهة الإنسان وصحة الكوكب“، هكذا يقول هانز أوتو بورتنر، الرئيس المشارك للفريق العامل الثاني، التابع للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيُّر المناخ التي أصدرت التقرير.

وللتحذير من احتمال ضياع فرصة قائمة، لكنها وجيزة، يمكن من خلالها التصدي لتغير المناخ، أردف أوتو بورتنر: ”إن أي تأخير إضافي في العمل العالمي المنسق سوف يفوِّت نافذة، ضيقة وسريعة الإغلاق، من أجل تأمين مستقبل ملائم للعيش“.

أما الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، فقد قال إن تقرير التقييم هذا لم يكن مثل أي تقرير علمي آخر رآه من قبل، واصفًا إياه بأنه ”أطلس للمعاناة الإنسانية، وإدانة شديدة لقيادة المناخ الفاشلة“.

التقرير ’الوثيقة‘ وقف على المخاطر التي يشكلها الاحترار العالمي، مع تقديم طرق يمكن للمجتمعات في مختلِف المناطق أن تتكيف بها مع آثار تغير المناخ.

وجد التقرير أن الجزر الصغيرة تمثل الحاجة الأكثر إلحاحًا إلى الاستثمار في إستراتيجيات بناء القدرات والتكيف، في حين تواجه آسيا موجات حر شديدة ورياح موسمية وذوبان المجالد.

في حين توقع لأمريكا الوسطى والجنوبية أن تتفاقم التأثيرات على سبل المعيشة الريفية والأمن الغذائي، لا سيما بالنسبة لصغار المزارعين ومتوسطي الحجم والشعوب الأصلية في الجبال.

وقالت الرئيسة المشاركة للفريق العامل الثاني، ديبرا روبرتس: إن التمويل العالمي الحالي للتكيف غير كافٍ، خاصةً بالنسبة للبلدان النامية.

”الغالبية العظمى“ من تمويل المناخ العالمي كانت تستهدف خفض الانبعاثات، كما تقول روبرتس، رئيس وحدة مبادرات المدينة المستدامة والمرنة في بلدية إي ثيكويني بجنوب أفريقيا، والتي تضم مدينة ديربان، في إشارة إلى ضآلة المنصرف من التمويل إلى التكيف.

ووفقًا للتقرير، فإن تمويل المناخ من أجل التكيف في أفريقيا يقل بمليارات الدولارات عما تحتاجه من أجل الوصول ولو إلى أدنى تقديرات تكلفة التكيف.

وقد أظهر تحليل صدر في 25 فبراير من قِبل Power Shift Africa، وهو مركز أبحاث يديره مؤسسه، محمد أدو، أن الحكومات في أفريقيا تنفق ما يصل إلى 90 مليون دولار أمريكي سنويًّا على التكيف مع المناخ، رغم أن إسهامها في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري هو الأقل عالميًّا.

في الوقت نفسه، فإن الدول الجزرية الصغيرة النامية تعجز عن الوصول إلى البيانات الخاصة بنمذجة المناخ، كما ورد بالتقرير، ما يعوق قدرتها على التخطيط والتكيف مع قسوة الطقس المتطرف في المستقبل.

يقول أدو: ”يُظهر هذا التقرير أن العالم الغني بحاجة إلى زيادة جذرية في دعم التكيف لأولئك الذين هم في الخطوط الأمامية لهذه الحالة الطارئة“، مضيفًا: ”في عام 2022 الذي سيشهد انعقاد قمة الأمم المتحدة للمناخ COP27 في أفريقيا، هذا هو العام المثالي لمعالجة معضلة التكيف“.

وقال مامي ميزوتوري، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث: ”يشير تقرير ’الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ‘ إلى العديد من الحلول لتحسين المعلومات الإقليمية والمحلية، وتوفير البيانات والمعرفة السليمة لصانعي القرار، إن هذا يُجدي، لقد نجحت بلدان في إنقاذ الكثير من الأرواح من خلال تحسين نظم الإنذار المبكر والتأهب“.

وقال ميزوتوري إن هناك حاجة إلى مزيد من الاستثمار في الوقاية من الكوارث والحد من المخاطر بالنسبة للبلدان الأكثر تعرضًا للخطر في العالم.

حدد التقرير من الأخطار المهددة 127 خطرًا، تغطي مجموعة واسعة من القطاعات، تشمل الزراعة والاقتصاد والبنية التحتية والنظم البيئية، ومع ذلك، فإنه يشير إلى وجود تدابير تكيُّف مُجدية وفعالة، ويمكن أن تقلل من الأخطار على الناس والطبيعة.

يذكر التقرير أن استعادة النظام البيئي هي أداة قوية لتحسين التكيف؛ إذ يمكن مواجهة مخاطر الفيضانات من خلال تعزيز الاحتفاظ الطبيعي بالمياه من خلال استعادة الأراضي الرطبة والأنهار، أو إدارة الغابات في المنبع.

ويمكن لإستراتيجيات التكيُّف الفعالة والسياسات العامة الداعمة أن تعزز توافر الغذاء واستقراره، وتقلل من مخاطر المناخ بالنسبة للأغذية مع زيادة استدامتها، كما يقول التقرير.

 

هذا الموضوع أنتج عبر النسخة الدولية لموقع  SciDev.Net