Skip to content

20/02/23

خطر الأمراض السارية يخيم على شمال سوريا

Aleppo-main
حقوق الصورة:Sevim Turkmani/OCHA.

نقاط للقراءة السريعة

  • وزير الصحة: تهدُّم عشرات المراكز الصحية ومقتل كوادر طبية
  • ثمة مخاوف من تفشِّي الحصبة وشلل الأطفال والكوليرا
  • الأمم المتحدة تدعو لجمع 1.4 مليار دولار

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[إسطنبول/لندن] أعرب وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة عن مخاوفه من تجدد تفشي الأمراض السارية بعد تهدم عشرات المراكز الصحية ومقتل كوادر طبية في الزلزال الذي وقع الأسبوع قبل الماضي.

وأبدى مرام الشيخ قلقًا من انتشار أمراض مثل شلل الأطفال والكوليرا، مبينًا أن الزلزال ألحق أضرارًا جسيمة بنظام الرعاية الصحية الأولية في المنطقة.

وصرح الشيخ في حديثه لشبكة SciDev.Net أن ”أكثر من 59 مرفقًا صحيًّا قد تهدمت كليًّا أو جزئيًّا، وقُتل أكثر من 50 من مقدمي الرعاية الصحية في منطقة شمال سوريا“.

من المعروف أن الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجات والذي ضرب جنوب تركيا وشمال غرب سوريا في ساعة مبكرة من يوم السادس من فبراير الجاري، وتبعته آلاف الهزات الارتدادية، كانت حصيلة ضحاياه من القتلى لا تقل عن 46 ألف شخص حتى الآن، إذ أحال شوارع بكاملها إلى أنقاض.

وقد حذرت وكالات الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية من أزمة صحية ثانوية إذا لم تُلبَّ الاحتياجات (الصحية الأساسية)، مع تزايُد خطر انتشار الأمراض المُعدية مثل الكوليرا.

وقال الشيخ: ”إننا نواجه تحديًا كبيرًا.. يتمثل في تفشِّي الأمراض المعدية“، في إشارة منه إلى الحصبة وشلل الأطفال والكوليرا، وربما موجة جديدة من فيروس كورونا والإصابات بأمراض فيروسية.

”نحن بحاجة إلى مساعدات تقنية ومالية من منظمات الأمم المتحدة، والجهات المانحة الدولية، والمنظمات المحلية، وإلا فلن نتمكن من التعامل مع تفشي الأمراض التي تمت مكافحتها سابقًا“.

وتأتي تعليقات الشيخ في الوقت الذي دعت فيه الأمم المتحدة يوم الخميس 16 فبراير إلى تقديم مليار دولار أمريكي على مدى الأشهر الثلاثة المقبلة لمساعدة الأشخاص المتضررين من الزلزال في تركيا، فضلًا عن 397 مليون دولار طلبتها للأهالي في سوريا يوم الثلاثاء من الأسبوع نفسه.

وقالت منظمة الصحة العالمية أيضًا إن دعوتها إلى جمع 43 مليون دولار للاستجابة للزلزال المدمر في تركيا وسوريا من المتوقع أن تزيد إلى الضعف، في الوقت الذي تسعى فيه الوكالات جاهدةً للوصول إلى الناجين باللوازم الطبية المنقذة للأرواح.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، في مؤتمر صحفي يوم الأربعاء الماضي: ”يواجه الناجون الآن بردًا قارسًا إلى حد التجمد دون مأوى مناسب أو تدفئة أو طعام أو مياه نظيفة أو رعاية طبية“.

وأضاف أن المنظمة كانت تقدم الرعاية للناجين المصابين، وكذلك للمصابين ذوي الإعاقات، ومَن يعانون انخفاض درجة حرارة الجسم، وذوي احتياجات الصحة العقلية والاحتياجات النفسية-الاجتماعية، وأولئك المعرضين لخطر الإصابة بالأمراض المُعدية.

واستطرد قائلًا: ”لقد قمنا حتى الآن بشحن أدوية ومستلزمات إلى كلا البلدين المتضررين لدعم رعاية أكثر من نصف مليون شخص، بما في ذلك إجراء الجراحات العاجلة“.

ومع ذلك، اتسم وصول المساعدات إلى الناجين بالبطء، إذ عبرت أول قافلة تابعة للأمم المتحدة معبر باب السلامة في تركيا يوم الثلاثاء الماضي، بعد يوم من إعادة فتح معبرين حدوديين.

وأفادت منظمة أطباء بلا حدود -التي لديها فرق تعمل على الأرض في شمال سوريا تدعم المستشفيات بالكوادر والمعدات الطبية- أنها كانت تسحب من مخزونات الطوارئ في انتظار الإمدادات الدولية.

لكن مهيب قدور -مدير مستشفى تابع لمنظمة أطباء بلا حدود في أطمة بشمال سوريا- قال مطلع الأسبوع الماضي: ”بعد مرور أسبوع تقريبًا على الزلزال، لم نتلقَّ أي مساعدة من الخارج بعد، لم يأت الدعم إلا من مستشفيات أخرى، أو مجتمعات محلية، أو منظمات موجودة مسبقًا قبل الكارثة“.

وقال إن الأطباء لا يزالون يُجرون جراحات لإنقاذ أرواح ضحايا متلازمة الهرس أو السحق، موضحًا أن ”هذه الحالة المرضية، التي تنتج عن انضغاط العضلات لمدة طويلة، يمكن أن تؤدي إلى الوفاة… إن الوضع يجل عن الوصف، وصرنا الآن وحدنا“.

تم فتح معبري باب السلامة والراعي الحدوديين مع تركيا إلى الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة في شمال سوريا في التاسع من فبراير، بعد مفاوضات أجرتها الأمم المتحدة مع الرئيس السوري بشار الأسد، ومنذ ذلك الحين، عبرت أكثر من 100 شاحنة محملة بمساعدات الأمم المتحدة إلى سوريا، تنقل الخيام والبطانيات والمواقد والأغذية والأدوية وعُدد اختبار الكوليرا.

ومع ذلك، تدعو منظمات غير حكومية دولية عاملة في سوريا إلى توسيع نطاق جهود الاستجابة على عجل بمنطقة فيها 4.1 ملايين نسمة يعتمدون بالفعل على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة قبل الكارثة؛ من جرَّاء 12 عامًا من الصراع.

وجاء في بيان صدر عن 35 منظمة أن ”المنظمات غير الحكومية يساورها قلق بالغ إزاء المستوى الحالي للاستجابة التي تصل إلى المناطق المتضررة في سوريا، وأنه لا يزال بمنأى عن المستوى المطلوب لمواجهة الدمار“.

وأشارت إلى أنه بسبب الافتقار إلى معدَّات إضافية وعدم القدرة على الدخول إلى شمال غرب سوريا، لم تتمكن فرق الإنقاذ المحلية من مسح سوى 5% من المناطق المتضررة، مما يعني أنه لم يكن بالإمكان إنقاذ المحاصرين تحت الأنقاض في المناطق التي تمثل نسبة 95% المتبقية.

لقد تهدم أكثر من 8900 مبنى كليًّا أو جزئيًّا في شمال غرب سوريا، مما أدى إلى تشريد ما لا يقل عن 11 ألف شخص، وفقًا لأرقام الأمم المتحدة.

وتمثل النساء والفتيات غالبية مَن يلجؤون إلى الملاجئ في شمال وشمال غرب سوريا أو النازحين، وفقًا لصندوق الأمم المتحدة للسكان.

كان لا بد من ”توسيع نطاق“ خدمات صحة الأمهات وغيرها من البرامج المخصصة للنساء والفتيات منذ وقوع الزلزال، وفق ليلى بكر، المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان في منطقة الدول العربية.

وتذكر وكالات إغاثة أن هناك حاجة ماسة الآن إلى المساعدات الإنسانية لتجنُّب حدوث أزمة صحية ثانوية في كلا البلدين، حيث يفتقر آلاف الأشخاص إلى مياه الشرب المأمونة ومرافق الإصحاح، مما يزيد من خطر تفشِّي الأمراض المنقولة بالماء مثل الكوليرا.

وكانت سوريا بالفعل في خضم تفشِّي وباء الكوليرا، إذ تم تسجيل أكثر من 14 ألف حالة مشتبه بها في إدلب، وأكثر من 11 ألف حالة في حلب منذ سبتمبر الماضي.

وقد حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من ارتفاع حالات العدوى التنفسية وانخفاض درجة حرارة الجسم بين الشباب في تركيا.

وقال المتحدث باسم اليونيسف جيمس إلدر: ”إن الأسر التي لديها أطفال تنام في الشوارع والمراكز التجارية والمساجد والمدارس وتحت الجسور، وتبقى في العراء خوفًا من العودة إلى منازلها“.

وفي أنطاكيا، التي تُعد واحدةً من أكثر المناطق تضررًا في تركيا، توجد الآن رندا غازي، مديرة الإعلام الإقليمي في هيئة إنقاذ الطفولة الدولية، وقالت: ”تحدثت إلى الآباء في المناطق المحيطة بأنطاكيا الذين ينامون في السيارات والمراكز المجتمعية، وأخبروني بأن أطفالهم يتقيأون، لذا هناك قلق حقيقي من أن بعض الأطفال يمرضون بالفعل“.

وأضافت أن العديد من المستشفيات تهدمت، وأن المستشفيات المتبقية مكتظة بأعداد المصابين، ”تعاني المستشفيات كذلك نقصًا في الإمدادات الطبية والوقود اللازم لتشغيلها، ولن يكون بمقدورها التعامل مع تفشي الأمراض المنقولة عن طريق المياه، وسيكون الأطفال في خطر أكبر“، وفق رندا.

وقالت المنظمة إنها سترسل فريقًا من أخصائيي قطاع المياه ومرافق الإصحاح والنظافة الصحية لتقييم الاحتياجات في الميدان ودعم الحكومة التركية.

هذا الموضوع أنتج عبر عبر النسخة الدولية لموقع SciDev.Net بالتعاون مع نسخة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للشبكة.