Skip to content

16/01/22

توقعات مفزعة بتصاعُد أعداد حالات الخرف في المنطقة

51538747645_dede0d9c43 (1)
حقوق الصورة:Russ Allison Loar. CC license: (CC BY-NC-ND 2.0).

نقاط للقراءة السريعة

  • حالات الخرف العالمية يمكن أن ترتفع إلى 153 مليونًا بحلول عام 2050
  • تتنبأ دراسة بحدوث طفرة هائلة في الحالات بأفريقيا جنوب الصحراء والمنطقة
  • الزيادات المتوقعة في دول قطر والإمارات والبحرين تتجاوز نسبتها الألف في المئة

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

حذرت دراسة من أن عدد البالغين المصابين بالخرف قد يتضاعف ثلاث مرات تقريبًا في غضون العقود الثلاثة المقبلة، ما لم تُتخذ خطوات عاجلة لتقليل عوامل الخطر مثل أنماط الحياة غير الصحية.

الخرف هو السبب الرئيس السابع للوفاة في جميع أنحاء العالم، وفي عام 2019 أصاب نحو 57 مليون نسمة في شتى أرجاء المعمورة، أكثر من 60% منهم في البلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة، وفق منظمة الصحة العالمية.

ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى ما يقرب من 153 مليونًا بحلول عام 2050، وفقًا لدراسة العبء العالمي للأمراض التي أجرتها جامعة واشنطن بالولايات المتحدة، وسوف تمثل أفريقيا والشرق الأوسط غالبية الحالات.

الدراسة التي تغطي 204 بلدا، تشير إلى أن منطقة شرق أفريقيا جنوب الصحراء ستشهد حدوث زيادة كبيرة، حيث من المرتقب أن يصعد عدد المصابين بالخرف بنسبة 357% من نحو 660 ألفًا في عام 2019 إلى أكثر من ثلاثة ملايين في 2050.

وارتفاع النسبة المئوية للزيادات قد يصل إلى 473 في جيبوتي، و443 في إثيوبيا، و396 في جنوب السودان.

أما في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، فالمنتظر أن ترتفع الحالات بنسبة 367% من حوالي ثلاثة ملايين إلى ما يقرب من 14 مليونًا، مع زيادات كبرى بدول عربية؛ ففي قطر (1926%)، والإمارات العربية المتحدة (1795)، والبحرين (1048).

الدراسة التي نُشرت في 6 يناير في دورية لانسيت للصحة العامة تقول إن الزيادة عائدة إلى النمو السكاني والشيخوخة في أكثر الأحيان، ولكنها حددت أيضًا عوامل خطر رئيسة تؤثر على الاتجاهات المستقبلية، شملت التدخين والسمنة وارتفاع نسبة السكر في الدم وانخفاض مستوى التعليم.

وإلى جانب الضرر الواقع على المصابين بالمرض مباشرة، فإن المؤلفة الرئيسة للدراسة، إيما نيكولز -الباحثة في معهد قياسات الصحة والتقييم بجامعة واشنطن- تقول إن الزيادة المتوقعة في أفريقيا جنوب الصحراء يمكن أن تضع ضغطًا ”على أنظمة الرعاية الصحية، وعلى مقدمي الرعاية الأسرية، وعلى الاقتصادات بشكل عام“.

وفي حين يُنتظر أن تؤدي التحسينات في الوصول للتعليم -عالميًّا- إلى تقليل انتشار الخرف بمقدار 6.2 ملايين حالة في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2050، يمكن محو هذه المكاسب من خلال الزيادات المتوقعة في السمنة وارتفاع نسبة السكر في الدم والتدخين، والتي يُنتظر أن تؤدي وحدها إلى 6.8 ملايين حالة إضافية من حالات الخرف، وفق الدراسة.

تقول نيكولز: ”ثمة حاجة إلى استثمارات في التدخلات لمعالجة عوامل الخطر القابلة للتعديل، وتوسيع نطاق الخدمات والدعم لمساعدة المتضررين، وأن يستمر إعطاء الأولوية للبحث الذي يركز على إيجاد علاجات فعالة معدلة للمرض“.

خلافًا للتوقعات السابقة، فإن أقل زيادة يُتوقع حدوثها في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، حيث يُرتقب نمو الحالات بنسبة 53% من 4.8 ملايين في عام 2019 إلى 7.4 ملايين في عام 2050، ويُعزى هذا بالأساس إلى تحسينات في التعليم وأنماط الحياة.

عالميًّا، تتأثر النساء بالخرف أكثر من الرجال، في عام 2019، كانت نسبة النساء المصابات بالخرف إلى نسبة الرجال المصابين 100 إلى 69، ويُنتظر استمرار هذا النسق خلال الثلاثين عامًا القادمة، وفقًا للدراسة.

من ثم، فإن مؤلفي الدراسة يشددون على الحاجة إلى تنفيذ التدخلات التي تفصل محليًّا وتقلل من عوامل الخطر، بما في ذلك البحث في علاجات جديدة وآليات التدخل الأخرى لتقليل عبء المرض في المستقبل.

ووفقًا للمؤلف المشارك ثيو فوس -من المعهد أيضًا- فإنه ينبغي الآن تنفيذ سياسات وطنية يمكنها التخفيف من عوامل خطر الإصابة بالخرف مستقبلًا، وهذا يتعين على البلدان منخفضة الدخل والمتوسطة خاصة.

يقول فوس: ”ضمان إمكانية معالجة التفاوتات الهيكلية في الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية والاجتماعية، إضافة إلى إمكانية تكييف هذه الخدمات مع الاحتياجات غير المسبوقة لكبار السن المتزايد عددهم، لا سيما والاحتياجات المعقدة للرعاية ستتطلب تخطيطًا كبيرًا على المستويين المحلي والوطني“.

ومع ذلك، يقر معدُّو الدراسة بأن تحليلهم كان محدودًا بسبب نقص البيانات عالية الجودة في أجزاء عديدة من العالم، ومن ضمنها أفريقيا جنوب الصحراء، وبسبب الدراسات التي تستخدم منهجيات وتعريفات مختلفة للخرف.

تقول نيكولز: ”إنه من الصعب يقينًا توثيق الخرف وقياسه في العديد من البلدان في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى“، وتردف: ”تستفيد تقديراتنا من جميع البيانات المتاحة، ونعتمد على إستراتيجيات النمذجة لتوليد تقديرات تستند إلى أفضل دليل موجود“.

”التحسينات الإضافية للأنظمة ضرورية لاكتشاف الخرف وتوثيقه في هذه الأماكن يمكن أن تؤدي إلى تحسينات في التقديرات، وأيضًا إلى تحسينات في القدرة على رعاية الأفراد المتضررين“.

على الجانب الآخر، فإن مايكل شفارتسينجر وكارول دوفوي -زميلا التدريس بمستشفى جامعة بوردو في فرنسا، واللذَين لم يكونا جزءًا من الدراسة- يقولان: إن المؤلفين ”يبالغون في تبسيط الآليات التي تسبب الخرف“.

”[إنهم] يقدمون توقعات مروعة لا تأخذ في الحسبان التغييرات المستحبة في نمط الحياة على مدى العمر“، على حد قول الثنائي في تعليق ذي صلة بالدراسة.

”ثمة حاجة كبيرة وملحَّة إلى تعزيز نهج الصحة العامة تجاه الخرف؛ لإعلام الناس وصناع القرار على نحوٍ أفضل بالوسائل المناسبة لتأجيل هذه التوقعات الرهيبة أو لتجنُّبها“.

 

هذا الموضوع أنتج عبر النسخة الدولية لموقع  SciDev.Net